اكتشف مسبار كيوريوسيتي التابع لوكالة ناسا بلورات صفراء في صخرة مريخية، أطلق عليها العلماء اسم "بحيرة الثلج". تم الكشف عن هذه البلورات بعد أن اصطدم المسبار بالصخرة وتسبب في فتحها. باستخدام أداة على ذراع المركبة، تم التعرف على هذه البلورات على أنها كبريت عنصري، وهي المرة الأولى التي يتم فيها العثور على هذا النوع من الكبريت على الكوكب الأحمر.
منذ أكتوبر 2023، كانت المركبة تستكشف منطقة غنية بالكبريتات على المريخ، وهو نوع من الملح يتشكل مع تبخر الماء. ومع ذلك، فإن الصخرة التي اكتشفها المسبار كانت مكونة من كبريت نقي، وهو ما أثار دهشة العلماء. الكبريت العنصري عديم الرائحة ويتشكل في ظروف ضيقة، مما يطرح تساؤلات حول كيفية تشكله في هذا الموقع. اكتشاف مثل هذه الظاهرة يشبه العثور على واحة في الصحراء، حيث يتطلب الآن تفسيرًا علميًا لما حدث.
جولة في قناة جيديز فاليس
استمرت مركبة كيوريوسيتي في استكشاف قناة جيديز فاليس، وهو أخدود يمتد أسفل جزء من جبل شارب الذي يبلغ ارتفاعه 5 كيلومترات. التقطت المركبة صورًا بزاوية 360 درجة للموقع الذي اكتشفت فيه بلورات الكبريت وحفرت عينة الصخور رقم 41. يتألف الفسيفساء من الصور التي التقطتها كاميرا MastCam في شهر يونيو.
فيضانات وانهيارات جليدية
كانت قناة جيديز فاليس قد رصدت من الفضاء قبل سنوات من إطلاق مركبة كيوريوسيتي، مما جعلها هدفًا رئيسيًا للفريق العلمي. يعتقد العلماء أن القناة قد تشكلت نتيجة لتدفقات من الماء السائل والحطام، مما أدى إلى تراكم الصخور والرواسب التي تمتد لمسافة ميلين أسفل سفح الجبل. الهدف من دراسة هذه القناة هو فهم كيفية تغير هذا المشهد منذ مليارات السنين.
منذ وصول كيوريوسيتي إلى القناة في وقت سابق من هذا العام، درس العلماء ما إذا كانت مياه الفيضانات القديمة أو الانهيارات الأرضية قد أدت إلى تراكم أكوام كبيرة من الحطام. تشير أحدث الأدلة إلى أن كليهما لعب دورًا في تشكيل القناة. بعض الأكوام نتجت عن تدفقات عنيفة من المياه والحطام، بينما الأخرى تشكلت نتيجة لانهيارات أرضية محلية.
الهالات البيضاء
التقطت كيوريوسيتي صورًا لصخور تظهر بلون شاحب بالقرب من حوافها في مايو 2024. تشبه هذه الحلقات البيضاء، التي تُسمى أيضًا الهالات، العلامات التي تتشكل على الأرض عندما يتسرب الماء الجوفي إلى الصخور على طول الشقوق، مما يتسبب في تفاعلات كيميائية تغير اللون. تم العثور على هذه الأشكال البيضاء بسبب التآكل الناجم عن الرياح والرمال الذي كشف عنها مع مرور الوقت.
استنتاجات واستكشافات مستقبلية
الاستنتاجات تستند إلى الصخور الموجودة في أكوام الحطام، حيث أن الحجارة المستديرة تشير إلى تدفقات المياه، بينما تشير الصخور الزاوية إلى الانهيارات الجليدية الجافة. هذا الاكتشاف يفتح أبوابًا جديدة لفهم تاريخ المريخ وكيفية تشكل معالمه الجيولوجية. ستستمر كيوريوسيتي في استكشاف المنطقة لجمع المزيد من البيانات وتقديم رؤى أعمق حول ماضي الكوكب الأحمر.
