السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

الأزمة التقنية العالمية.. المطارات والبنوك والإعلام أكبر الضحايا.. الخدمات المصرية "في أمان".. مايكروسوفت تعلن قرب حل العطل.. CrowdStrike تعمل على إصلاح الخلل.. وخسائر فادحة لأسهم أوروبية وأمريكية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

الأزمة التقنية العالمية، استيقظ الملايين حول العالم اليوم الجمعة على وقع أزمة تقنية ضربت العديد من دول العالم، وأحدثت شللًا في النظم الإلكترونية بالعديد من المطارات وشركات الطيران والبنوك ووسائل الإعلام العالمية، الأمر الذي أدى لتوقف العديد من الخدمات المقدمة للملايين حول العالم نتيجة لـ"الأزمة التقنية".  

ضربت أزمة الأعطال التقنية العالمية في البداية المطارات وشركات الطيران التي تأثرت نتيجة لعطل في نظم الحجز والتسجيل، ما أجبر المسافرين على مواجهة تأخيرات طويلة في مواعيد رحلاتهم، كما أثرت الأزمة التقنية على قدرة المسافرين على شراء التذاكر عبر الإنترنت.

الأزمة التقنية.. المطارات والبنوك والإعلام أكبر الخاسرين

ومن المطارات إلى المؤسسات المالية في العديد من دول العالم، حيث تأثرت البنوك بـ الأزمة التقنية، وواجه عملاء البنوك في العديد من البلدان الأوروبية مشكلات في تنفيذ عمليات السحب والإيداع والتحويلات المالية، جراء تعطل الأنظمة الإلكترونية لإنجاز معاملاتهم المالية اليومية، وكذلك الحال بالنسبة لوسائل الإعلام حيث تعطلت مواقع الصحف والمنافذ الإخبارية، مما أدى إلى تأخير في نشر الأخبار وتقديم التحديثات الضرورية للجمهور.

وبنسب أقل تعطل العديد من الخدمات الحيوية الأخرى خاصة في البلدان الأوروبية واستراليا، بما في ذلك مراكز الرعاية الصحية وأنظمة الطوارئ والخدمات الحكومية. 

السبب وراء أزمة العطل التقني العالمي

وبالبحث عن السبب وراء الخلل التقني العالمي الذي أثر على العديد من القطاعات الحيوية مثل الاتصالات والتحويلات البنكية والموانئ والمطارات، أكدت تقارير دولية أن الخلل الفني جاء نتيجة تحديث برمجيات CrowdStrike ، والذي قد يؤثر على الأنظمة الإلكترونية للمؤسسات في العالم.

شاشة الموت الزرقاء

وتسببت الأزمة في ظهور ما يعرف بـ شبكة " شاشة الموت الزرقاء"، وهو مصطلح متداول في الأوساط التكنولوجية وتظهر الشاشة الزرقاء في حل حدوث عطل أو خلل في أحد أنظمة التشغيل نتيجة أزمة تقنية، وجاء العطل بعد إصابة أحد الخوادم في شركة "كراود سترايك" العالمية للأمن السيبراني.

أول تعليق من مايكروسوفت 

ومع اتساع موجة الأزمة التقنية، أعلنت شركة مايكروسوفت عن أعطال فنية في نظامها حول العالم، ما أثر على العمليات في بلدان مختلفة، بما في ذلك المطارات والسكك الحديدية والمستشفيات ووسائل الإعلام والبنوك والبورصات العالمية، في حين أشارت التقارير المبدئية إلى أن شركة الأمن السيبراني الأمريكية " كراود سترايك " CrowdStrike هي السبب المحتمل وراء العطل التقني العالمي الذي أثر على معظم الخدمات التي تعمل بنظام مايكروسوفت في جميع أنحاء العالم اليوم الجمعة.

ماذا نعرف عن كراود سترايك CrowdStrike.. كلمة السر وراء الأزمة التقنية 

وبالبحث عن شركة "كراود سترايك" تبين أنها شركة أمريكية متخصصة في مجال الأمن السيبراني، وتتركز مهامها الرئيسية على مساعدة الشركات في إدارة أنظمتها وتأمين البيانات الخاصة بهذه الشركات، كما تتمثل مهمتها الأساسية في حماية الشركات ومنع خروقات البيانات وهجمات الفدية والهجمات السيبرانية الأخرى.

ولعل السبب الرئيس وراء الأزمة التقنية هو تحديث في أنظمة CrowdStrike Falcon، ذلك التحديث الذي يوفر "مؤشرات هجوم في الوقت الفعلي، وكشف دقيق للغاية، وحماية آلية" من التهديدات السيبرانية المحتملة، وهو واحد من اكثر البرامج المستخدمة من قبل آلاف الشركات حول العالم لحماية البيانات، ويُعتقد أن تعطل خادم Falcon يوم الجمعة هو السبب وراء هذا العطل العالمي في منتجات مايكروسوفت.

وبعد إطلاق التحديث منذ نحو أسبوع، أعلنت شركة الأمن السيبراني الامريكية أن تحديث Falcon سيوفر "سرعة ودقة غير مسبوقة" لكشف الاختراقات الأمنية.

وفي بيان نُشر على موقعها بعد الحادثة، قال متحدث باسم الشركة إن المشكلة قد تكون ناتجة عن منتج "Falcon". 

أول تعليق من crowd strike على الأزمة التقنية 

وواجهت مؤسسات الطيران والنقل البحري العالمي عطلا تقنيا ضرب أنظمة الحوسبة حول العالم، الأمر الذي دفع شركة "كراود سترايك للأمن السيبراني" للتعليق على الازمة التقنية، حيث قالت في بيان مقتضب: "نحن على علم بالتقارير عن خلل في نظام ويندوز المشغل لأحد الخوادم"، مشيرة إلى وجود خلل تقني بأحد خوادم الشركة يؤثر على عمل العديد من وسائل الإعلام والمستشفيات والمطارات في العالم.

وفي هذا الشأن، قالت وسائل إعلام أمريكية، اليوم الجمعة، إن تحديثًا قامت به شركة الأمن السيبراني "كراود سترايك" تسبب في انقطاع كبير في تكنولوجيا المعلومات اليوم، ما أثر على الشركات في جميع أنحاء العالم.

من جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة "كرود سترايك"، إن الحادث الذي أثر على العالم ليس حادثا أمنيا أو هجومًا إلكترونيًا، وأنه تم تحديد المشكلة وعزلها وتم نشر حل لها.

وفي حديثه عن الحادث، قال جورج كورتز، الرئيس التنفيذي لشركة كراودسترايك، إن سبب المشكلات هو "خلل تم العثور عليه في تحديث محتوى واحد لمضيفي ويندوز".

وقال كورتز في منشور على منصة التواصل الاجتماعي "إكس": إن شركته تعمل بجدية للوقوف على أسباب هذا العطل، والذي أصاب مستخدمي Windows. وأكدت أن مضيفي نظامي Mac وLinux لم يتأثروا بهذا الخلل، مشيرا إلى أنه تم "تحديد المشكلة وعزلها ونشر الإصلاح".

مايكروسوفت تعلن قرب انتهاء الأزمة

ومنذ قليل، أعلنت شركة مايكروسوفت، أنه تم إصلاح السبب الأساسي وراء الخلل التقني العالمي، موضحة أنها تواصل التعامل مع التداعيات المستمرة لتطبيقات مايكروسوفت 365 المتبقية التي يشوبها الخلل، كما أشارت إلى أن بعض الخدمات قد تستمر في التأثر بالأزمة التقنية خلال الساعات القليلة المقبلة

مصر لم تتأثر بـ الازمة التقنية

وفي مصر أعلنت الحكومة أن الأزمة التقنية العالمية لم تؤثر على أي من الخدمات المقدمة في البلاد، في حين وجه رئيس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، بتشكيل خلية أزمة من الوزارات والجهات المعنية للتعامل مع الأعطال التقنية العالمية، الجمعة.

وعلى صعيد متصل، أعلنت وزارة الطيران المدني عن تشكيل غرفة لمتابعة تطورات الموقف وأثره على حركة الطيران اولًا بأول، مؤكدةً أن جميع المطارات المصرية تعمل بشكل طبيعي حتى الآن، ولم تتأثر أي رحلات مغادرة من الأراضي المصرية طبقًا لجدول تشغيل الرحلات المقررة لها.

من جهته، قال الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إن القطاعات الحيوية في مصر لم تتأثر بالخلل التقني العالمي، موضحًا أن القطاعات الحيوية لم تتأثر بالانقطاع التقني العالمي، مثل قطاع الاتصالات والانترنت والتحويلات البنكية والمطارات والموانئ البحرية، مؤكدا عدم صدور أي ملاحظة من أي من مستخدميها عن تأثر الخدمة.

ولفت وزير الاتصالات إلى أنه تواصل مع المسؤولين في كل هذه القطاعات وتأكد من عدم تأثرها حتى الآن، كما أنه تواصل مع وزير الطيران المدني وتأكد أن حركة الطيران منتظمة.

 وحول اتخاذ أي إجراءات استباقية للحماية من احتمالية التعرض للخلل التقني العالمي، أوضح وزير الاتصالات أنه لا يوجد إجراء استباقي تقنيا للتحوط أكثر مما هو جار الآن، مضيفا أن الأزمة لا تزال ماهيتها التقنية موضع البحث في العالم.

وشدد "طلعت" على أن أجهزة الدولة اتخذت الاحتياطات اللازمة لتجنب التأثر بالخلل التقني العالمي، وقال إنه حتى اللحظة لم تتأثر القطاعات الحيوية في البلاد (البنوك، التحويلات البنكية، الخدمات الحكومية، الانترنت، الاتصالات، المطارات والموانئ البحرية) بالخلل التقني.

وأوضح الوزير أن بعض الدول على المستوى العالمي بدأت بالإعلان عن استرجاع الخدمة وانتظامها، مشيرا إلى أن الأمر سيختلف من دولة إلى أخرى حسب اعتمادها على البرامج التي حدث بها خلل، موضحا أنه في بداية أي أزمة سيبرانية، ما يتم التركيز عليه هو حل الأزمة ثم يتبع ذلك دراسة أسباب حدوثها.

وقال مسؤول حكومي إنّ منظومة الأمن السيبراني المصرية تتفاعل بكفاءة مع الهجمات الحالية في العالم وتبقى في حالة تأهب على مدار الساعة، وفقا لما ذكرته وسائل إعلام محلية. 

خسائر فادحة نتيجة الأزمة التقنية

وسرعان ما تسببت الأزمة التقنية في خسائر فادحة لكل من شركتي مايكروسوفت و Crowdstrik للأمن السيبراني، كما تراجعت الأسهم الأوروبية، خلال تعاملات اليوم الجمعة، وسط توقعات بتكبد خسائر أسبوعية ضخمة متأثرة بانخفاض أسعار السلع الأولية واستمرار هبوط أسهم شركات التكنولوجيا العالمية. 

وتراجعت أسهم شركة مايكروسوفت وشركة Crowdstrike في التداولات الأوروبية، حيث انخفضت أسهم شركة مايكروسوفت، انخفضت بنسبة 1.8٪ في تداول ما قبل السوق.

وأشارت تقارير عالمية إلى أن "مايكروسوفت" تكبدت خسائر تقدر بنحو 60 مليار دولار بعد ساعات من العطل الفني الذي أصاب عدة شركات حول العالم، وتتراجع أسهمها بنسبة 2%، وفق شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية. 

وشهدت أسهم شركة الأمن السيبراني كراودسترايك انخفاضًا في التداولات الأوروبية، اليوم الجمعة، كما تكبدت الشركة خسائر فادحة في السوق الأمريكية بعد تراجع أسهمها بنسبة 15٪ في تداول ما قبل السوق في الولايات المتحدة.

وتراجعت الأسهم الاوروبية بشكل كبير، حيث انخفض المؤشر "ستوكس 600" الأوروبي بنسبة 0.6% بحلول الساعة 07:15 بتوقيت غرينتش ليتراجع إلى أدنى مستوى في أكثر من أسبوعين وسط عمليات بيع كبيرة في مختلف القطاعات. 

وقادت أسهم قطاع السفر والترفيه الخسائر بانخفاضها 2.5% بسبب تراجع سهم إيفولوشن، كما انخفضت أسهم شركات التعدين 1.8% بسبب تراجع أسعار السلع الأساسية نتيجة غياب إجراءات التحفيز الصينية. وهبطت الأسهم الألمانية 0.6% بعد انخفاض مؤشر أسعار المنتجين في أكبر اقتصاد بالمنطقة 1.6% على أساس سنوي في يونيو، وهو ما يتماشى مع توقعات محللين استطلعت رويترز آراءهم.