الخميس 19 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

نساء الخدمة السرية في مرمى العداء بعد محاولة اغتيال ترامب

ترامب
ترامب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

رغم مخاطرة عملاء جهاز الخدمة السرية بأرواحهم لحماية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من محاولة الاغتيال، تعرض أعضاء من فريق الحراسة الأمنية للمرشح الجمهوري، لا سيما النساء، للهجوم على منصات التواصل الاجتماعي، وسط مخاوف من تصاعد حدة خطاب الكراهية والعداء للنساء، بحسب صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية.
وقال المحلل اليميني مات والش، عبر منصة "إكس"، إنه "لا يجب أن يكون هناك أي عنصر نسائي في جهاز الخدمة السرية"، بعد أن نشر مقطع فيديو يظهر 3 عميلات يرشدن ترامب إلى سيارة دفع رباعي.
وتابع: "يُفترض أن يكون عملاء الخدمة السرية من الأفضل، ولا أحد من الأفضل في هذا العمل بين النساء".
وفي خضم التحقيقات المكثفة بشأن فشل الوكالة بمنع محاولة الاغتيال التي وقعت، السبت، في بنسلفانيا، وجدت الآراء المعادية للنساء، مثل رأي والش، تأييداً لدى العديد من الأصوات اليمينية المؤثرة.
وأعرب إيلون ماسك، مالك منصة "إكس"، في منشور، عن اعتقاده بأن "العنصر النسائي في الحراسة صغيرات في بنيتهم الجسمانية إلى درجة لا تمكنهن من تغطية ترامب، وأنه لم يتم اختيارهن بناء على معيار الكفاءة".
وأشار ملياردير صندوق التحوط بيل أكمان إلى أن "ما يسمى بسياسات التنوع والمساواة والإدماج ساهمت في الحادث".

ولم يقتصر رد الفعل العنيف على الأصوات الصاخبة على وسائل التواصل الاجتماعي، بل ذكر عضو الكونجرس الجمهوري عن ولاية تينيسي تيم بورشيت، لشبكة Fox News أن مديرة جهاز الخدمة السرية كيمبيرلي شيتل كانت "صاحبة مبادرة التنوع والمساواة الإدماج"، مشيراً إلى أن "هذا ما يحدث عندما لا تشرك أفضل اللاعبين".
ولفت بورشيت ومعلقون آخرون إلى تعهد شيتل بضمان أن يكون 30% من إجمالي العاملين بالوكالة من النساء بحلول نهاية العقد الجاري.
وبورشيت هو عضو لجنة الرقابة بمجلس النواب الذي يقوده الجمهوريون، والتي من المقرر أن تستجوب شيتل، ثاني امرأة تترأس الجهاز، على خلفية محاولة اغتيال ترامب خلال جلسة الاستماع المقرر عقدها الاثنين.
وأعرب مدافعون عن قضية تنوع الأفراد العاملين في مجال الأمن القومي عن قلقهم بشأن تأثير هذا الخطاب.
وقالت جينا بينيت، التي قضت 34 عاماً في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA وتشجع دمج المرأة في الأعمال الدفاعية، إنه "كلما زاد عدد أمثال بورشيت الذين تستند تصريحاتهم على خطاب الكراهية للنساء والتحيز الجنسي، زاد إحساس الآخرين الذين يشعرون بذلك بالفعل بأنهم سيكونون قادرين على الإفلات إذا رددوا تلك المقولات".
وأضافت: "أعتقد أن ما تفعله هذه المقولات هو الاستمرار في جعل التحيز الجنسي والعنصرية وكراهية النساء أموراً مقبولة، لأن الناس يعتادونها"، بحسب "فايننشيال تايمز".
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الخدمة السرية لم ترد على طلبها للتعليق، لكنها قالت في وقت سابق إن جميع العملاء يخضعون لنفس المعايير، فيما ذكر متحدث باسم بورشيت أن عضو الكونجرس قال في عدة مناسبات "استخدم أفضل اللاعبين أيها المدرب".
ويشكل الهجوم على ما يسمى بـ"أجندة التنوع والمساواة والإدماج"، التابعة للخدمة السرية، والتي أيدها أيضاً المدعي العام السابق ويليام بار، وعضو الكونجرس الجمهوري كوري ميلز، أحدث جبهة في الحرب طويلة الأمد ضد سياسات التنوع والدمج التي يشعلها حلفاء ترامب في الكونجرس والمحاكم والجامعات.
ورغم احتجاجات إدارة بايدن، تم تمرير بند في قانون تفويض الدفاع الوطني الأخير يحظر على الحكومة تعيين أي شخص تكون مهمته الأولى صياغة سياسات التنوع والإدماج، وقياس نتائج هذه البرامج.
وبينما وظف جهاز الخدمة السرية عميلات خاصات منذ أكثر من نصف قرن، إلا أن سياسات التعيينات لدى الوكالة أثارت مؤخراً غضب السياسيين الجمهوريين.
وعرضت لجنة الرقابة بمجلس النواب الأمريكي، خلال العام الجاري، سياسات مبادرة التنوع والمساواة والإدماج، وذلك في أعقاب حادثة تورطت فيها عميلة بالخدمة السرية في فريق حماية نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، والتي تم فصلها لاحقاً بعد هجوم مزعوم على قائدها.
وذكر رئيس اللجنة، الجمهوري من ولاية كنتاكي جيمس كومر، أن الأمر "أثار القلق داخل الوكالة بشأن عملية تعيين هذه العميلة، خاصة إذا ما كان قد تم التغاضي عن حوادث سابقة في تاريخ عملها أثناء عملية التعيين كجزء من جهود التنوع والمساواة والإدماج".
وبينما عصفت فضائح سابقة تتعلق بعملاء ذكور بجهاز الخدمة السرية، مثل القيادة تحت تأثير الكحول بالقرب من البيت الأبيض، إلا أن رد الفعل عقب محاولة اغتيال ترامب شهد "بعض التركيز على سمات جسدية محددة" لتوجيه الاتهام إلى فئة بأكملها، بحسب ما ذكرته لورين بين بويتا، مؤسسة منظمة Girl Security، التي تدافع عن التنوع في المؤسسة الأمنية.
وبرغم الهجوم على التنوع والإدماج، إلا أن هناك "ارتفاعاً كبيراً" في عدد النساء الشابات المهتمات بالعمل في وظائف الأمن القومي.
وذكرت بويتا أنه سيكون "مؤثراً على نحو استثنائي" أن يدين قادة الحملتين الانتخابيتين التصريحات المبنية على التحيز الجنسي، التي حذرت من أنها قد "تثير المزيد من الكراهية". 
ولكن النقد اللاذع المنصب على العنصر النسائي في فريق أمن ترامب ربما كان له تأثير بالفعل، إذ كان الرئيس السابق محاطاً بعشرات من عملاء الخدمة السرية الذكور وهو متجه إلى مسرح المؤتمر الجمهوري في ميلواكي، الاثنين، أي بعد يومين على محاولة الاغتيال.