التقت الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليميّة لمنظّمة الصحّة العالميّة لإقليم شرق المتوسّط، مع السفير أوكا هيروشي، سفير اليابان لدى مصر، لمناقشة التعاون الحالي والمستقبلي بين منظّمة الصحّة العالميّة وحكومة اليابان.
حيث أعربت الدكتورة حنان بلخي ، خلال الاجتماع، عن تقديرها العميق لما تقدمه حكومة اليابان من دعمٍ طويل الأجل لجهود منظّمة الصحّة العالميّة في إقليم شرق المتوسّط.
وجرت الإشادة بشكلٍ خاصّ بالتبرّع الحالي البالغ 8.3 ملايين دولار من اليابان إلى وزارة الصحّة والسكّان في مصر، مع الإشارة إلى دور المكتب القُطري لمنظّمة الصحّة العالميّة في مصر والمكتب الإقليمي لشرق المتوسّط في تيسير هذا الأمر. وهذا المشروع يمثل أساس الدعم المقدم إلى المستشفيات المصرية المتأثّرة بالأزمة الإنسانيّة في قطاع غزّة من أجل مساندة تلك المستشفيات في التعامل مع هذه الطوارئ الطبية. وعلاوة على ذلك، سُلط الضوءُ على الدعمِ الذي قدمته اليابانُ لغزة البالغ 10 ملايين دولار استجابة لتدهور الحالة الإنسانية داخل قطاع غزة، والذي جرى تقديمه عبر منظمة الصحة العالمية.
وقالت الدكتورة حنان بلخي: «يواجه إقليمُ شرق المتوسّط في منظّمة الصحّة العالميّة أكبر عدد من حالات الطوارئ على المستوى العالمي، الأمر الذي يؤثّر على ملايين الأرواح. ويكتسي دعم اليابان أهمية حاسمة لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة وتلبية الاحتياجات العاجلة، خاصّةً في إقليم يتأثر أيضًا تأثرًا كبيرًا بتغير المناخ». «لقد كان تعاوننا القويّ والمستمرّ مفيدًا ومثمرًا، لا سيّما في معالجة حالات الطوارئ، وسدّ الفجوة بين الجهود الإنسانيّة والتنمويّة، وتعزيز النُظم الصحّية لتوسيع التغطية الصحّيّة الشاملة والرعاية الصحّية الأوّليّة».
ومنذ عام 2016، تلقى إقليمُ شرق المتوسط النصيب الأكبر من مساهمات اليابان الطوعيّة بين جميع أقاليم المنظمة. في الثنائيّة 2024-2025، ساهمت اليابان بمبلغ 32 مليون دولار، مع توجيه 98% منها إلى عمليّات الطوارئ والنداءات الصحّيّة. وجدير بالذكر أن اليابان، وإلى جانب دعمها المستمر لغزة، قدمت مساعدات في شكل منح طارئة إلى كل من أفغانستان وجيبوتي وإيران والصومال والسودان وسوريا واليمن لتعزيز خدمات الرعاية الصحية للفئات السكانية الضعيفة المتضررة من النزاع، وخاصة النساء والأطفال.
من جانبه قال السفير أوكا هيروشي: «إنّ نهج اليابان الذي يتمحور حول عافية على الإنسان ويركّز على الأمن البشري، والتزامها بالتغطية الصحّيّة الشاملة يشكّلان أساسًا قويًّا للشراكة الفعّالة مع منظّمة الصحّة العالميّة.
ويهدف هذا التعاونُ إلى دعم الفئات الضعيفة، ومنهم المهاجرون واللاجئون، وأولئك الذين يعيشون في سياقات معقّدة وحسّاسة سياسيًّا».
واختتمت الدكتورة حنان بلخي الاجتماعَ بإعادة التأكيد على التزام منظّمة الصحّة العالميّة بالتعاون الوثيقِ مع حكومة اليابان لتحقيق الأهداف الصحّيّة المشتركة وضمان عافية الشعوب في إقليم شرق المتوسّط.
وعقبت بقولها: «تتطلّب الاحتياجات المتزايدة في البيئات الهشّة والمعرضة للخطر في الإقليمِ اهتمامًا عاجلاً ودعمًا مستدامًا. وتماشيًا مع مبادراتي الإقليميّة الرئيسية، سنواصل العمل مع الدول الأعضاء والشركاء لتوسيع نطاق الوصول المنصف والعادل إلى الرعاية الصحيّة ذات الجودة، وتعزيز قدرات القوى العاملة الصحيّة - خاصّةً النساء - ومعالجة مشكلة التعاطي. والمنظمةُ ملتزمةُ بالتعاون مع حكومة اليابان لتلبية هذه الاحتياجات وضمان تعزيز النظم الصحية وإنقاذ الأرواح».