أعلنت الولايات المتحدة رسميًا عن نهاية مرحلة الانتشار العسكرى فى منطقة الشرق الأوسط، مع عودة حاملة الطائرات "دوايت أيزنهاور" إلى أمريكا بعد أشهر من العمل فى المنطقة.
وتعتبر هذه الخطوة بمثابة إشارة على نجاح استراتيجية إدارة بايدن لمنع تصعيد حرب غزة إلى صراع إقليمى واسع النطاق، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز".
نجاح استراتيجى أم "انتصار هش"؟
ويؤكد التقرير، أن الولايات المتحدة استخدمت الدبلوماسية السرية، والردع العسكري، وجاهزية استخدام القوة لمنع اندلاع حرب واسعة.
وقد أثبتت هذه الاستراتيجية فعاليتها فى إيقاف الجماعات الموالية لإيران عن شن هجمات منذ فبراير، وإقناع حزب الله بألا يسمح للمواجهات الحدودية مع إسرائيل بالتحول إلى حرب.
ولكن، تؤكد الصحيفة أن النتائج ليست كاملة، فلم تتوقف إسرائيل عن حملتها العسكرية فى غزة، مما أدى لسقوط عشرات الآلاف من الفلسطينيين. ولم يتم تحرير أى من الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، ولا يزال الحوثيون يعرقلون الملاحة التجارية فى البحر الأحمر.
وقالت الصحيفة، أما القتال بين حزب الله وإسرائيل فقد يخرج عن السيطرة، وعلى الأرجح لن تتوصل حماس وإسرائيل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار إلا بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو واشنطن نهاية الشهر الحالي.
ويبرز التقرير دور جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي، فى إدارة الأزمة. فقد قاد سوليفان جهود الاحتواء بالتعاون مع وزير الدفاع لويد أوستن، وواجه معًا مخاطر حرب إقليمية واسعة النطاق.
وتم التأكيد على الدور المهم لحاملة الطائرات "أيزنهاور" فى إظهار القوة الأمريكية والتأثير على سلوك الأطراف المعنية.
وتسلط الصحيفة الضوء على الدبلوماسية السرية التى مارستها إدارة بايدن مع إيران، وكيف تمكنت من إقناعها بعدم تشجيع حماس على مواصلة القتال.
وتؤكد الصحيفة أن نجاح الاستراتيجية الأمريكية "هش"، وقد ينهار فى أى لحظة، وتعتمد النجاح المستقبلى على التوصل لاتفاق بين حماس وإسرائيل لوقف إطلاق النار.
ويشير التقرير إلى أن هناك فرصة حقيقية للتوصل إلى اتفاق بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو إلى واشنطن نهاية الشهر الحالي.
ويعتبر عودة حاملة الطائرات "أيزنهاور" إلى أمريكا رسالة واضحة من الولايات المتحدة، تؤكد على قدرتها على إدارة الأزمات فى الشرق الأوسط ووضع حدود للتدخلات العسكرية بينما تستمر فى التأكيد على التزامها بدعم حلفائها، مثل إسرائيل، والتزامها بمنع الامتداد الإيرانى فى المنطقة.
ويختتم التقرير بالإشارة إلى أن القتال مستمر فى غزة، والوضع فى المنطقة دقيق ويمكن أن يتغير فجأة. ويبقى موقف حزب الله فى لبنان موضوع مخاوف كبيرة.
ولعب سوليفان دورا واضحا كمستشار للأمن القومي، وأحاط الصحفيين فى البيت الأبيض أكثر من مرة، وهذا لأن الرئيس بايدن ترك الأمر لفريقه، حيث كان سوليفان الأول لشرح تفاصيل السياسة الخارجية للرأى العام.
ووصف سوليفان بأنه رئيس يتخذ نهجا دقيقا فى التفاوض على النقاط الدقيقة ذات العلاقة بدبلوماسية الشرق الأوسط ويتصل مع نتنياهو ويحثه على ضبط النفس تجاه إيران ومع الرئيس المصرى لفتح الحدود المصرية مع غزة.
وقال آخرون إن سوليفان يفهم تفكير الرئيس ويعرف متى يريد استخدام القوة وعندما لا يريد، ونسب ماكغيرك أحد مسئولى مجلس الأمن القومى الموكل بملف الشرق الأوسط، الفضل لسوليفان فى بناء استراتيجية الشرق الأوسط والتى جمعت ما بين القوة العسكرية والدبلوماسية والتى شملت على رسائل لم تتوقف إلى إسرائيل وقنوات سرية مع إيران.
وقال ماكغيرك إن الاستراتيجية التى بناها سوليفان كانت واضحة فى الكيفية التى نسق فيها الرد الأمريكى مع اقتراب إسرائيل وإيران من حرب مفتوحة هذا الربيع. ويعرف سوليفان أكثر من أى شخص آخر أن كل هذا النجاح قد ينهار فى أى لحظة.