للسنة الثالثة على التوالي طلب سينودس الأساقفة الكلدان المنعقد هذه الأيام في بغداد من المطران أنطوان أودو تمديد خدمته الأسقفية على أبرشية سوريا رغم بلوغه السن القانونية (٧٥) قبل ثلاثة أعوام.
كان قادماً من مشروع دير وكنيسة وسكن لأبناء رعيته في عموم سوريا قيد الإنجاز ويشرف عليه شخصياً ويتابعه خطوة بخطوة، ولأن سيارة المطرانية معطلة وتركها في ورشة صيانة في مدينة حلب وهي السيارة الوحيدة وكانت لسلفه المطران اسطفان بلو من قبله، فقد جاء لمتابعة أمور المشروع والعودة بواسطة المواصلات العمومية، إنه المطران الجزيل الاحترام أنطوان أودو رئيس طائفة الكلدان في سوريا.
ولد في حلب سنة ١٩٤٦ ووالده ألقوشي المولد وينتسب للبطريرك الغني عن التعريف يوسف أودو، دخل الرهبانية اليسوعية سنة ١٩٦٩، وبعد أن أكمل دروسه في جامعة دمشق وجامعة الآباء اليسوعين في باريس حاز على درجة الدكتوراة في الآداب الشرقية من جامعة السوربون.
رُسم كاهناً سنة ١٩٧٩ وفي سنة ١٩٨٢ حصل على إجازة إختصاص من المعهد البابوي في علوم الكتاب المقدس ثم اجازة في علوم الفلسفة اللاهوتية.
عُين مدبراً بطريركياً لأبرشية حلب سنة ١٩٨٩ واختير مرشداً لجمعية التعليم المسيحي في المدينة حتى انتُخب مطراناً لهذه الأبرشية سنة ١٩٩٢ وتسلم عكاز رعاية الكلدان في عموم سوريا من مثلث الرحمات البطريرك مار روفائيل الأول بيداويد خلفاً لسلفه الطيب الذكر المطران اسطفان بلو، ومنذ ذلك الحين شمّر عن ساعد الجد والعمل بكل تفانٍ وإخلاص وفهم عميق وإدراك لرسالته، وهذه غيض من فيض المشاريع التي تصدى لها وأنجزها بنعمة الله:
شيد ديراً كبيراً مع كنيسة في ضيعة البطار قرب مدينة حمص باسم دير وكنيسة سيدة الجبال لنشاطات الأبرشية.
شيد كنيسة مار يعقوب النصيبيني بالقامشلي مع قاعة واسعة لنشاطات الرعية مع صفوف للتعليم المسيحي.
شيد كنيسة يسوع الملك في الحسكة مع صفوف للتعليم المسيحي وصالة الخوري أغسطين خرموش.
شيد قاعة كبيرة في المالكية لنشاطات الرعية مع غرف لسكن الكاهن وصالة استقبال مع صفوف للتعليم المسيحي.
شيد كنيسة مار زيا في قرية تل شامية، وشيد قاعة كبيرة في قرية تل عربوش وجدد كنيسة قرية خانيك مع قاعة وصفوف للتعليم المسيحي ودار للكاهن ورمم قاعة العذراء في حلب.
في الزيارة التاريخية التي قام بها البابا يوحنا بولس الثاني لسوريا كان المطران أودو مرافقه اللصيق في كل محطات زيارته ومعه جنباً الى جنب متصدياً باقتدار لمهمة الترجمة من وإلى الحبر الأعظم.
اهتم بشكل كبير عبر سنوات طويلة بالوافدين من أبناء كنيسة العراق الى سوريا بسب الإضطرابات والحروب، وصمد في أبرشيته مشجعاً رعاياه في سنوات الأزمة السورية العصيبة.
في نهاية العام ٢٠٠٣ بعد وفاه البطريرك مار روفائيل الأول بيداويد وفي سينودس الكنيسة الكلدانية المنعقد في روما لاختيار بطريرك جديد حصل مطران حلب على نفس عدد أصوات المطران دلّي ولأن القانون الانتخابي يمنح في هذه الحالة الأفضلية للأقدمية في الأسقفية أصبح المعاون البطريركي المطران دلّي بطريركاً.
في العام ٢٠١٣ بعد تقاعد البطريرك عمانوئيل دلّي قيل أن اسم المطران أودو تم طرحه مجدداً وبقوة ليكون البطريرك لكنه اعتذر لكي لا يترك أبرشية حلب وأبناءه فيها وفي عموم سوريا في ظروف الحرب المأساوية التي كانت تشهدها البلاد، فجرى انتخاب البطريرك الحالي مار لويس روفائيل ساكو وترأس المطران أودو الأقدم بين الأساقفة الكلدان مراسم تجليسه.
على الرغم من مشاغله الكثيرة على الصعيد المسكوني وترؤسه لمنظمة كاريتاس في سوريا لأكثر من ست سنوات فهو يحرص شخصياً على زيارة رعاياه وتفقدهم بشكل مستمر ومنتظم للاطمئنان على أحوالهم.