تقوم الكنيسة المارونية الكاثوليكية في الثاني من أغسطس بتطويب ذهبي فم الموارنة البطريرك إسطفان الدويهي.
وذكر كتاب تاريخ الكنيسة المارونية بانه هو الأب الثاني للطائفة المارونية الكاثوليكية، إذ أنّه هو من حافظ على التراث الروحي الماروني في ذلك الوقت. هو من حافظ على الموارنة من الليتنة والإبتعاد عن أصالته السريانيّة.
وأضافت الكنيسة المارونية حسب ما جاء بتاريخها ، بانه هو من مشجّعي أبناء الطائفة على ادخال اللغة العربيّة في الصلوات ودافع عنها رغم عدم المامه الكبير بها بسبب تركه لبنان وهو بعمر الحادية عشرة. هو الكاروز الناطق بالحقائق. هو الزغرتاوي – الهدناني المولود سنة 1630 في اهدن والمتوفي سنة 1704 في وادي القديسين قاديشا.
وتابعت الكنيسة المارونية : وفي 1695 سمح بتأسيس الحياة الرهبانية النظامية في الكنيسة المارونية التي أعطت شربل ورفقا والحرديني. بنى ورقّم العديد من الاديار والكنائس (حوالي 27 دير وكنيسة). كريم الأخلاق، مُتواضع ومحبّ للفقراء، كان خادمًا يخدم الفلاحين ويرويهم بكأسه، وما أثرت عليه السلطة لأنّه كان من المؤمنين بأن السلطة هي خدمة، “من أراد أن يكون كبيركم فيلكن خادمكم”.
وقام بالكتابة وحفظ لنا التاريخ والصلاة في كنيستنا وتحمل الاضطهادات والإذلال في حب المسيح كالذي سهر على خرافه سهر دائم، لئلا تدخل به عقائد غير صحية. دافع عن معتقده وشهد له أينما حل. للدويهي مؤلفات تصل إلى فوق الثلاثين. لماذا الدويهي هو شخصيّة مهمّة هكذا؟ سنستعرضها في ستة نقاط مختصرا قدر الإمكان. 1. البطريركية المارونية – منصب بطريرك: شغل اسطفان الدويهي منصب البطريرك الماروني من عام 1670 حتى وفاته في 1704. خلال فترة رئاسته، لعب دورًا مهمًا في تعزيز الكنيسة المارونية وضمان استقلالها.
اما بشأن الإصلاحات الدينية – تحديث الكنيسة، قال كتاب تاريخ الكنيسة ، بانه من قام بإجراء إصلاحات دينية وإدارية داخل الكنيسة المارونية، مما ساهم في تحسين نظامها وتفعيل دورها الروحي والاجتماعي. عمل على تعزيز التعليم الديني وتدريب الكهنة، مما أدى إلى نهضة ثقافية ودينية.
كتب العديد من الأعمال الدينية والتاريخية المهمة، بما في ذلك سجلات تاريخية تتناول تاريخ الكنيسة المارونية وأحداث تاريخية هامة في لبنان. تعتبر أعماله مصدرًا قيمًا للباحثين في تاريخ الكنيسة المارونية وتاريخ لبنان.
قام بترجمة العديد من النصوص الدينية إلى اللغة السريانية والعربية، مما ساهم في الحفاظ على التراث الديني الماروني ونقله إلى الأجيال القادمة. كما كتب في اللاهوت والليتورجيا، معززًا التراث الماروني في الأدب الديني.
لعب دورًا دبلوماسيًا مهمًا في تعزيز العلاقات بين الكنيسة المارونية والفاتيكان. عمل على تأكيد هوية الكنيسة المارونية كجزء من الكنيسة الكاثوليكية مع الحفاظ على خصوصياتها وتقاليدها.
ستم إعلان اسطفان الدويهي طوباوياً من قبل الكنيسة المارونية الكاثوليكية في الثاني من آب، وتعتبر سيرته نموذجًا للقداسة والتفاني في الخدمة الدينية. تم تكريمه بشكل واسع في الكنائس المارونية حول العالم. بإختصار، اسطفان الدويهي يُعتبر رمزًا للشجاعة والإصلاح والتفاني الديني، وتراثه ما زال مؤثرًا في الحياة الثقافية والدينية للبنانيين والمارونيين بشكل خاص. قضى البطريرك الدّويهيّ حياته كلّها، إلى جانب ما أُسند إليه من المسؤوليّات الجسام، في الدّرس والبحث والتّنقيب والتّأليف بهدف معرفة كنيسته المارونيّة معرفة أعمق، معرفة تاريخها وعقائدها وطقوسها وشعبها والمسؤولين فيها. ولم يكن ليحتفظ بتلك المعرفة لنفسه، بل راح ينشرها بكلّ الوسائل المتاحة في عصره: بالتّعليم، والوعظ والكتابة والمناظرات. جهد البطريرك الدّويهيّ طوال حياته لكي يؤمِّن لأبناء كنيسته الغذاء الفكريّ والرّوحيّ وكلّ شروط الاستمراريّة والتّقدّم. فبالإضافة إلى عمله الشّخصيّ الضّخم في التّعليم والوعظ والتّأليف عمل على بناء المدارس وترميم الكنائس والأديرة وتأمين الكهنة والمعلِّمين الكفؤ والأساقفة الغيورين لكي يعاونوه في عمل التّثقيف والبنيان والتّنظيم. وسهر بصورة خاصّة على إبراز الكنوز اللّيتورجيّة في الكنيسة وعلى تجديد الرّهبانيّات المارونيّة وتشجيع أعضائها على الإصلاح المنشود بحمل مشعل العِلْمِ والمعرفة والصّلاة والقداسة.
فكان في أساس النّهضة الثّقافيّة والعلميّة والرّوحيّة الرّائعة التي عمّت كلّ أنحاء لبنان ومنه انطلقت إلى سائر بلدان الشرق.