يحاول تنظيم «داعش» الإرهابي بكل الوسائل الممكنة استهداف دول منطقة الخليج الغنية بالثروات النفطية، وبعد سنوات طويلة من الفشل، استهدف التنظيم الإرهابي مساء 15 يوليو 2024، مسجد الإمام علي في منطقة الوادي الكبير شرقي العاصمة العُمانية مسقط، وذلك بإطلاق النيران أثناء إحياء المصلين الشيعة لذكرى عاشوراء، وهو ما نجم عنه وقوع عدد من القتلي والجرحي من جنسيات مختلفة، الأمر الذي يدل أن التنظيم الإرهابي يحاول البحث عن موطئ قدم جديد في الدول الخليجية المستقرة.
ورغم وقوع عدد من الجرحي قيل أنه أصيب أكثر من 50 شخص بجانب مقتل 9 أشخاص منهم الـ 3 المهاجمين وأربعة باكستانيين ومواطناً هنديا وشرطي، إلا أن القوات العُمانية نجحت بعد ساعات قليلة من اندلاع الحادث الإرهابي في إنهائه وتحييد جميع المهاجمين.
وأفادت الشرطة العُمانية في بيانها أنّه "تم اتخاذ كافة التدابير والإجراءات الأمنية للتعامل مع الموقف، وتستكمل إجراءات جمع الاستدلالات والتحقيق لكشف ملابسات الحادث"، وهو الأمر الذي يشير إلى يقظة القوات العمانية وسرعة احتواء الحادث وعدم تفاقمه.
حادث نادر
وتجدر الإشارة أن هذا الحادث قد أثار تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي كونه عمل إرهابي "نادر حدوثه" في سلطنة عُمان تحديداً التي لم تشهد على مدار العقود الماضية هذا النوع من الحوادث بخلاف بعض دول منطقة الخليج، كالكويت التي شهدت عام 2015 حادث إرهابي من ذات النوع، حينما نفذ «تنظيم داعش» هجوماً انتحارياً استهدف «مسجد الصادق الشيعي» بمنطقة الصوابر بالكويت نجم عنها 27 قتيلاً و227 جريحاً، وفي نفس العام 2015، شهدت السعودية هجومين على مساجد شيعية في غضون أسبوع، وأسفر الهجومان عن مقتل 25 شخصا على الأقل.
محاولة داعش
ومن الجدير بالذكر أن التنظيم الإرهابي وجد في سلطنة عمان الموطئ المناسب لتنفيذ عمله الإرهابي بالتزامن مع احتفال الشيعة بذكرى عاشوراء، خاصة أنه منذ مطلع العام 2024، حاول التنظيم تنفيذ أي عمل إرهابي بالأراضي الكويتية ولكنه فشل في ذلك، وقد نجحت السلطات الأمنية الكويتية أواخر يناير 2024، في إحباط مخطط لخلية إرهابية مكونة من 3 عناصر من جنسية عربية ينتمون إلى تنظيم "داعش" الإرهابي، كانت تنوي استهداف دور عبادة تخص الطائفة الشيعية وقتل أشخاص.
نشر الطائفية
وحول محاولة التنظيم الإرهابي استهداف دور عبادة شيعية بسلطنة عُمان، يقول «هشام النجار» الباحث في شؤون حركات التيارات الإسلامية، أن «داعش» يبحث عن بيئات غير تقليدية وفي الأصل متماسكة ومستقرة مثل بعض دول الخليج ليفتعل بها صراعا طائفيا من شأنه جعل هذه البيئة جاهزة وقابلة لاحتضانه ونموه.
ولفت «النجار» في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز» أن هذا التنظيم الإرهابي يفعل ذلك من منطلق خطة مدروسة وليس عشوائياً فالهدف محدد بدقة والمراد هو خلق حالة طائفية متصارعة من لا شيء ليستطيع «داعش» الاستثمار فيها وإيجاد قدم له هناك بوصفه المناهض للرافضة والشيعة كما يزعم ولمشروع إيران الطائفية في عمق الفضاء السني.