افتتح البطريرك الكلداني الكاردينال لويس روفائيل ساكو، في الصرح البطريركي في بغداد، الجلسة الأولى لآباء السينودس بحضور كل من الأساقفة: توماس ميرم، باوي سورو، انطوان اودو، رمزي كرمو، ميشال قصارجي، ميخا مقدسي، يوسف توما، حبيب النوفلي، فرنسيس قلابات، عمانوئيل شليطا، باسيليوس يلدو، نجيب ميخائيل، روبرت جرجيس، فيليكس الشابي، صبري انار وعماد خوشابة.
في البداية رحب غبطته بالأسقفين الجديدين صبري انار وعماد خوشابه لمشاركتهم لأول مرة في السينوس.
وقال البطريرك ساكو، يسعدني أن أرحب بكم واحدا واحدا، وأشكركم على حضوركم ومشاركتكم في السينودس، وسط تحديات، وظروف اجتماعية وسياسية وأمنية معقدة، لنعيش سويا كلمات المزمور (133/ 1) "ما أحلى أن يجتمع الإخوة معا"، من أجل كنيستنا وشعبنا.
وأضاف، بادئ ذي بدء، أشكر الله على ما منحني من قوة وحكمة وإصرار في مواجهة أزمة سحب المرسوم، والشكاوى الكيدية، وصار من المعروف أني لم أكن المستهدف شخصيًا، بل ممتلكات الكنيسة، كما نقل لنا أحد المسؤولين.
وأوضح، أنه بهذه المناسبة لا يسعني إلا أن أشكركم على مواقفكم المنسجمة مع الرئاسة الكنسية، وما أبديتم من مداخلات مشرّفة من التضامن، كما أشكر الأخوات والأخوة الذين وقفوا مع الكنيسة، صلاتهم جعلت الحق يعود، والكنيسة لا تنكسر، بل تكون أقوى وأقوى.
وأضاف، أتوجه بالشكر إلى رئيس الوزراء محمد شيّاع السوداني على مبادرته الشجاعة في إرجاع الحق إلى كنيستنا بإصدار أمر ديواني في تأكيد تسمية البطريرك متوليًّا على أوقافها.
واستكمل قائلا،إخوتي المباركين، إن حضوركم المجمع السنوي الدوري، نلمس فيه جملة مؤشرات رسولية منها وضع خير كنيستنا وشعبنا فوق كلِّ الاعتبارات، بعيدًا عما يطفو على الساحة من مهاترات وانتقادات التي لا تطابق الواقع، مشيرًا إلى إن عهد الرب بنا وكذا المؤمنون أن يفكر كل أسقف، وكلنا معًا بطريقة مسؤولة في الإسهام بتقدم كنيستنا وبلدنا.
ولفت، نحن مدعوّون لتحمّل مسؤوليّاتنا الكنسية والإنسانيّة والوطنيّة، إزاء تحدّيات المجتمع العميقة والتحولات المتسارعة في البلاد وفي العالم، ومن ثمّ يأتي حرصنا على ألا نُضيِّع الوقت في تجاذبات جانبية، تستهدف سمعة كنيستنا ومكانتها، وتشوه شهادتنا، كيف لا وأن "ساعتنا" ما هي إلا ساعة الأمانة والحق، في الخدمة والعطاء بمحبة وسخاء وتناغم.
وقال، إن من صميم دعوتنا هو أن ننفتح على ما يحدث في الكنيسة ونتابع التطورات الحاصلة، ولا نكتفي بمعلوماتنا الدراسية السابقة،حيث أن العالم الذي نعيش فيه اليوم تغير ويختلف عن العالم الذي ولدنا فيه، وترعرعنا ودرسنا، كما سيختلف بشكل متزايد للأجيال القادمة.
وأوضح أن تقدم الكنيسة والمجتمع مرتبط بالحداثة، ولا تقدم من دونها، وطبيعيّ أن يطرح كل واحد رأيه، لكن مع مبدأ الالتزام باللياقة وبرأي الغالبية، والسعي للسير معًا نحو ملء الشركة، ومن ثمّ نتجاوز رغباتنا الشخصية بمحبة وحكمة وتواضع، مشيرًا إلى أن هذا العمل الكنسي الجماعي يتقدّم عندما نقوم به، متحدين، ومصغين إلى نداء الروح القدس في داخلنا، والوحدة قوة عندما تنبع عن وعي وإحترام وجهة نظر الآخر عندما تصب في الخير العام إنها وحدة تتعزز بالإصغاء والصلاة، وحدة تقوم على الحقيقة فتعكس مصداقيتنا، وترسخ ثقة الناس بنا، لافتًا أنه قد توجد مشكلات لا محالة، لكنها تعالج من خلال السينودس وبأسلوب الحوار المسؤول والصادق وليس أسلوب المقاطعة.
وأردف قائلا، أود أن أختم بفقرة اقتبسها من خطاب البابا فرنسيس لدى لقائه بجماعة رواكو: "أتوسل إليكم، وأطلب منكم من كلِّ قلبي، أن تستمروا في دعم الكنائس الشرقية الكاثوليكية، ومساعدتها، في هذه الأوقات المأساوية، لكي تكون متجذرة بقوة في الإنجيل، كونوا حافزًا لكي يصغي الإكليروس والمكرّسون دائمًا إلى صرخة شعبهم، ويُعجبوا بالإيمان، واضعين الإنجيل قبل الخلافات والمصالح الشخصية، لكي يكونوا متحدين في تعزيز الخير، لأننا جميعًا في الكنيسة ننتمي للمسيح"، علينا إذًا أن نعود إلى ينبوع دعوتنا، ونوجه أنظارنا إلى المسيح، ونتفرغ كليًا إلى رسالتنا وخدمتنا، ونبذل نفسنا من أجلها كما فعل يسوع المخلص (يوحنا 13/1).
وفي نهاية الجلسة وجه الآباء الأساقفة المجتمعون رسالة إلى الأساقفة الغائبين.