رغم صغر سِنه قرر «أحمد» الشاب صاحب الـ18 ربيعاً والطالب بالصف الثاني الثانوي، دخول معترك الحياة مبكرا، من خلال البحث عن فرصة عمل للحصول على الرزق الحلال لتخفيف الأعباء المالية المتعلقة بدراسته على أسرته عند بدء العام الدراسي الجديد، وهو الأمر الذي دفعه للقبول بأي عمل شريف يمكنه من توفير متطلباته بعد انتهاء الامتحانات، دون أن يدري أن الفصل سيكتب على يد بلطجي «الحتة» بسبب خلافات مع شقيقه الأصغر على "طيارة ورق".
طيارة ورق تهز بولاق الدكرور
كواليس الجريمة كما سردتها والدة المجني عليه، لـ«البوابة نيوز» راح ضحيتها شاب كرس حياته من أجل الحصول التفوق في دراسته ومساعدة أسرته على ظروف الحياة القاسية، مشيرة إلى أن نجلها «أحمد» المجني عليه استيقظ يوم وقوع الجريمة بعدما تلقى اتصالاً هاتفياً من «سباك» طالبا منه العمل منه، وحينها طلبت منه الأم أن تقوم بتجهيز وجبة الفطار له، لكنه خرج على أمل العودة في المساء محملاً ببشاير الخير ما بين طعام وجنيهات.
وأضافت الأم: «في ذلك اليوم وبعد وقت الظهيرة وقعت مشادة كلامية بين ابني الصغير، مع عاطل يقيم في منزل مجاور بسبب خلاف بينهما أثناء اللهو بـ«طيارة ورق» وجعلها تحلق أعلى العقارات، حيث اصطدمت الطيارة الورقية الخاصة بنجلي الأصغر مع طيارة المتهم، ما أسفر عن قطع الخيط الذي يمسك به كلا منهما، وحينها توعد المتهم ابني بأنه سوف يقوم بالانتقام منه، إلا أن نجلي أخبره أنها طائرة ورقية لا تستدعي أن يتشاجر معه بسببها وقام بالنزول من سطح العقار وخلد إلى النوم».
وتابعت الأم: «مع حلول المساء تلقيت اتصالاً هاتفياً من ابني «أحمد» طلب مني أن أقوم بتجهيز له الطعام لأنه لم يتمكن من الحصول على وجبة طعام طوال اليوم بسبب ضغط العمل، وقال لي: «3 دقائق وهكون قدامك في البيت يا ماما»، إلا أنه خلال سيره في الشارع انتظره القاتل وقام بإيقافه وقال له: «أخوك قطع لي طيارة ورق وسوف أقوم بضربه حينما أمسك به في الشارع .. ليرد عليه ابني قائلا: «إحنا جيران ودي طيارة ورق أنا هعمل لك واحدة وهعمل لأخويا واحدة»، وهو الأمر الذي قوبل بالعنف الفورية من المتهم، حيث أمسك بنجلي وأخرج سلاح أبيض من طيات ملابسه وسدد له طعنة نافذة في القلب أسقطته على الأرض غارقاً في دمائه».
وأوضحت الأم: «بعد وقت قصير حضرت فتاة صغيرة و أخبرتني بالواقعة وقالت لي الحقي ابنك واحد ضربه بالسكين فهرولت مسرعة نحو مكان الواقعة فوجدت الأهالي تحركوا به نحو المستشفي فلحقت به، وهناك طلبوا منها سرعة نقله إلى مستشفى القصر العيني، وحينها شاهدته قال لي خديني في حضنك يا أمي أنا خلاص بموت وبعدها صعدت روحه إلى بارئها»، مستطردة: «حياتي أصبحت ظلام بعد موت ابني ولم يريح قلبي سوى القصاص من المتهم».