سجل إنفاق الحكومة الأمريكية على تطوير الذكاء الاصطناعي ارتفاعا بشكل كبير للغاية العام الماضي، مدفوعا بزيادة الاستثمارات العسكرية، وفقا لتقرير صادر عن مؤسسة بروكينجز، ومقرها العاصمة الأمريكية واشنطن.
وكشف التقرير أن القيمة المحتملة للعقود الفيدرالية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي زادت بنحو 1200٪، من 355 مليون دولار في الفترة التي سبقت أغسطس 2022، إلى 4.6 مليار دولار في الفترة التي سبقت أغسطس 2023.
وأرجع السبب في هذه الزيادة الى وزارة الدفاع الأمريكية. حيث ارتفع إجمالي المبلغ الذي التزمت به وزارة الدفاع الأمريكية للعقود المتعلقة بالذكاء الاصطناعي من 190 مليون دولار في الفترة التي سبقت أغسطس 2022 إلى 557 مليون دولار في الفترة التي سبقت أغسطس 2023، بحسب ما ذكرت مجلة "تايم" الأمريكية.
ويتوقع زيادة إجمالي ما تنفقه وزارة الدفاع الأمريكية على العقود المتعلقة بالذكاء الاصطناعي إذا تم تمديد كل عقد بأقصى شروطه، بشكل أسرع، من 269 مليون دولار في الفترة التي سبقت أغسطس 2022 إلى 4.3 مليار دولار في الفترة التي سبقت أغسطس 2023.
وأصدرت وزارة الدفاع الأمريكية عددا من التصريحات مؤخرا بشأن استخدامها للذكاء الاصطناعي. وفي نوفمبر من عام 2023، أصدرت الوزارة استراتيجية اعتماد الذكاء الاصطناعي، وفي يناير من هذا العام أعلنت أنها أطلقت عددا من مبادرات واستثمارات في مجال الذكاء الاصطناعي.
تأتي هذه التصريحات، والزيادة الهائلة في الإنفاق على الذكاء الاصطناعي، في وقت تشهد منافسة تكنولوجية شرسة بين الولايات المتحدة والصين. وفرضت الحكومة الأمريكية قيودا على التصدير تهدف إلى منع الصين من الحصول على الرقائق الأكثر تقدما.
فيما يتعلق بمخاطر الذكاء الاصطناعي، سلط تقرير أجراه مؤلفون بتكليف من وزارة الخارجية الأمريكية، الضوء علي مخاطر الذكاء الاصطناعي على الأمن القومي، والتي وصفها التقرير بـ"الكارثية،" حيث حذر من أن الوقت ينفد أمام الحكومة الفيدرالية لتفادي الكارثة.
جاءت نتائج التقرير استنادا إلى مقابلات مع ما يزيد عن 200 شخص على مدار أكثر من عام، بما في ذلك كبار المسؤولين التنفيذيين من شركات ذكاء اصطناعي رائدة، وباحثين في مجال الأمن السيبراني، وخبراء أسلحة الدمار الشامل، ومسؤولي الأمن القومي داخل الحكومة الأمريكية.
وكشف التقرير، الذي صدر من قبل "جلادستون للذكاء الاصطناعي"، أن أنظمة الذكاء الاصطناعي الأكثر تطورا، في أسوأ السيناريوهات، قد يشكل "تهديدا على مستوى الانقراض للجنس البشري".
وقال الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لـ"جلادستون للذكاء الاصطناعي" جيريمي هاريس، في تصريحات نشرتها شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن الذكاء الاصطناعي: "قد يجلب أيضا مخاطر جسيمة، بما في ذلك المخاطر الكارثية، التي يجب أن نكون على دراية بها".
وأضاف: "تشير مجموعة متزايدة من الأدلة، بما في ذلك الأبحاث والتحليلات التجريبية المنشورة في أهم مؤتمرات الذكاء الاصطناعي في العالم، إلى أنه فوق عتبة معينة من القدرة، من المحتمل أن تصبح أنظمة الذكاء الاصطناعي خارجة عن السيطرة".
وأوضحت "جلادستون للذكاء الاصطناعي"، إن أنظمة الذكاء الاصطناعي الأكثر تطورا يمكن تسليحها لإحداث أضرار لا يمكن إصلاحها. كما حذر التقرير من أن أنظمة الذكاء الاصطناعي قد تخرج عن السيطرة في مرحلة ما، ما يؤدي إلي عواقب مدمرة محتملة على الأمن العالمي.
وقال التقرير إن تطوير الذكاء الاصطناعي له مخاطر كبيرة، منها زعزعة استقرار الأمن العالمي، وشبه التقرير مخاطر الذكاء الاصطناعي بخطورة الأسلحة النووية، مشيرا إلي احتمالية وقوع حوادث مميتة بحجم أسلحة الدمار الشامل.