أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، ضمن إصدارات سلسلة الثقافة الشعبية، كتاب «حكاية زياد بن عامر الكناني» قصص أندلسية، تحقيق ودراسة علي الغريب محمد الشناوي.
ويمثل الكتاب في الأصل مخطوطًا فريدًا لا توجد منه نسخ سوى هذه النسخة التي تحمل رقم 1876 بمكتبة دير الاسكوريال بإسبانيا، وهو الذي تنشره بعنوان: حكاية زياد بن عامر الكناني واثنتي عشرة قصة أخرى.
أما العنوان الأصلي للمخطوط فقد جاء كالتالي: كتاب فيه حديث زياد ابن عامر الكناني، وما جرى عليه من العجائب والغرائب بقصر اللوالب وبحيرة العجب، وتتصدر الصفحة الأولى من المخطوط كلمة الكتاب، مما يعنى أننا أمام مجموع قصص يحتوي على قصة زياد بن عامر الكناني، وقد لوحظ أن المخطوط يقع في مائتين وإحدى عشرة صفحة وقد ختم بما يشير أنه قد نسخ في القرن الثاني عشر هجريًا.
كما يمثل كتاب «حكاية زياد بن عامر الكناني» الذي حققه الدكتور علي الغريب محمد الشناوي، أستاذ الأدب الأندلسي في كلية الآداب بجامعة المنصورة وأحد كبار المتخصصين في الدراسات الأندلسية بأفرعها المختلفة إضافة جديدة بالإعتبار إلى سلسة الثقافة الشعبية.
وتأتى أهمية هذا الكتاب من حيث كونه أحد الكتب النادرة التي تتناول الحكي الشعبي الذي يمثل الذاكرة الحية للعقلية العربية في العصر الأندلسي حيث يعالج موضوع هذا الكتاب موقف الشعب العربي في الأندلس من أحوال عصره اجتماعيًا وسياسيًا، ومما لا شك فيه أن هذا المخطوط الذي حققه الدكتور علي الغريب يمثل إضافة إلى مكتبة الدراسات الشعبية في الغرب الإسلامي، وهو يحتوى على اثنتي عشرة قصة بالإضافة إلى القصة الأم وتمثلها حكاية زياد بن عامر الكناني.
ويأتي نشر هذا الكتاب ضمن سلسلة الدراسات الشعبية التي تعنى بنشر عيون التراث الشعبي في ربوع الوطن العربي الكبير، ولا شك أن البيئة الأندلسية تمثل جزءًا مهما من الذاكرة الشعبية العربية التي تولي عناية بحياة الإنسان العربي في فروع حياته المختلفة، والحكايات الشعبية جزء أصيل من دراسة سلوك الإنسان العربي والوقوف على العادات والتقاليد الشائعة في بيئة الأندلس.
واستطاع الدكتور علي الغريب من خلال الدراسة التي صدر بها هذا المخطوط أن يقف على أوجه التشابه بين كثير من قصصه وقصص ألف ليله وليلة وبخاصة قصص السحر.