الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

ضد النسيان.. جماعة الإخوان الإرهابية قاتلت المصريين.. وخبراء: العنف راسخ في البناء الفكري لها منذ التأسيس

عنف جماعة الاخوان
عنف جماعة الاخوان الارهابية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يسعى التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية جاهدا لاستعادة تأثيره على الشارع خاصة وأن كل طموحاته وأحلامه بالتمكين في المنطقة العربية تحطمت على صخرة الشعب المصري الذي لفظهم في ثورته الجارفة في 30 يونيو، لذلك يجد فرصة لتحقيق أغراضه في اللعب على وتر الأزمات، متجاهلا تجربته الفاشلة، وتاريخه الدموي مع الشعب المصري ومؤسساته الوطنية.

عنف منذ الجذور 


منذ تأسيس الجماعة على يد مرشدها الأول حسن البنا، وهي تنحاز إلى العنف والقتل والإرهاب، وفي أوقات المهادنة مع الأنظمة السياسية تتجه لإعداد نفسها وتنظيم صفوفها والاستعداد لصدامات أخرى أكثر دموية وعنفًا، وعندما تتمكن السلطات الأمنية في حصار العنف والتضييق عليها، تذهب إلى استراحة جديدة لمعاودة استراتيجية الإنهاك والاستنزاف، لذا فلن تكف الجماعة الإرهابية عن الظهور مجددا من وقت لآخر لخلق هزات داخلية، أو ضرب المعنويات وإشاعة حالة من الإحباط والتشاؤم.

طوال تاريخها الحركي عملت جماعة الإخوان على تربية أعضائها وعناصرها على منهج يتسم بالعنف والإقصاء تجاه الآخر المخالف لها، ولأنها تدرك جيدا حتمية اللحظة التي ستأتي ويحدث فيها الصدام بينها وبين خصومها والرافضين لسلوكها والثائرين عليها، فإنها استعدت بتربية عناصرها فكريا وجسديا لهذه اللحظة، فزرعت فيهم الاستعداد لمواجهة قادمة تحمل اسم مواجهة أعداء الدين، أو "الذين يشاققون الله ورسوله"، بمعنى أنهم أنزلوا كل الخصوم منزلة الكفار والمشركين المعاندين للنبي الكريم ولرسالته السمحة.

وعن تأصل التطرف في الجماعة، أكد الكاتب أحمد بهاء الدين شعبان في كتابه "السلفي الأخير" أن الإرهاب والعنف أمران أساسيان مضمران في داخل البنية الفكرية لجماعة الإخوان منذ ميلادها على يد حسن البنا، وليس كما يشيع أن أفكار وتعاليم سيد قطب كانت مانيفستو المتطرفين وفرق التكفير. ويقصد أن العنف لازم الجماعة منذ تأسيسها وليس تحولا مصنوعا على يد منظر التكفير سيد قطب فقط.

وهم الوسطية والاعتدال 


ورغم سواد صحيفة الإخوان بالجرائم والاغتيالات، لكنها نجحت في مرحلة ما قبل يناير2011 في خداع المثقفين والنخبة السياسية بأنها الممثل الوسطي للإسلام، ويمكن الاعتماد عليها، فهي البديل الآمن لجماعات الجهاد، والتكفير والهجرة "جماعة المسلمين"، والجماعة الإسلامية، إلا أن وصولهم للحكم ثم خروج الشعب في ثورة شعبية جارفة في 30 يونيو 2013 كشف عن الخديعة الكبرى، وهي وهم ادعاء الوسطية والاعتدال.
استفادت جماعة الإخوان من وجود جماعات العنف الصريح، والمواجهة الحتمية، لتروج لنفسها بأنها صاحبة شعار الوسطية، لتتمكن من اختراق المناصب والمؤسسات والمشهد السياسي، لكنها بعدما وجدت نفسها أمام الشعب أعلنت عن وجهها الحقيقي، وجهت عبارات تهديدية واضحة، وأعلنت مرارا أنها تمتلك الكثير من المقاتلين الذين يأتمرون بها، ليكتشف الجميع بشاعة الوجه الحقيقي للجماعة الإرهابية، وليتكشف الجميع مدى التنسيق التام بينها وبين تنظيمات إرهابية أخرى مثل القاعدة وتنظيم داعش.
ذهب إلى توضيح هذا المعنى المفكر الاجتماعي الراحل السيد ياسين، مؤكدًا أنه تبين عبر الزمن، كما ثبت خصوصا بعد ثورة 25 يناير ونجاح جماعة الإخوان المسلمين في الوثوب إلى السلطة السياسية في مصر بعد أن حصلوا على الأكثرية في مجلس الشعب والشورى وبعد أن أصبح رئيس حزب الحرية والعدالة الإخواني محمد مرسي رئيسا للجمهورية، أن التفرقة بين الإسلام المعتدل والإسلام المتطرف وهمية، وأن جماعة الإخوان المسلمين هي المصدر الرئيسي للتطرف الديني وهي الراعية الحقيقية للإرهاب.
ودلل "ياسين" على وهمية التفرقة بين الجماعة وبين الإرهابيين بأنه بعد أن أسقط الشعب في 30 يونيو حكم الإخوان المسلمين وعزل الرئيس محمد مرسي والقبض على قيادات الجماعة، ومن ذلك التاريخ قامت الجماعة بحملة إرهابية منظمة على المؤسسات وعلى قوات الأمن والقوات المسلحة، بل وجهت هذه الحملة سهامها الغادرة ضد فئات الشعب جميعا بلا تمييز، وهكذا سقط القناع وظهرت جماعة الإخوان المسلمين باعتبارها جماعة إرهابية، كما أعلنت الدولة المصرية وكما قررت السعودية وغيرها من دول الخليج. وذلك وفقا لما قاله في مقدمته لكتاب "حول تجربة الإخوان المسلمين من جمال عبدالناصر إلى عبدالفتاح السيسي" للكاتب اللبناني فرحان صالح.

إضرام النار


واستفادت الجماعة الإرهابية أيضا من التنظيمات المسلحة المرتبطة بها، مثل أنصار بيت المقدس التي بايعت تنظيم داعش الإرهابي، ثم غيرت اسمها لتكون "ولاية سيناء"، وزادت شراستها في سيناء بعد إزاحة الإخوان عن السلطة.

كما أن تلميحات الرئيس الإخواني قبل إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية 2012 تشير إلى العنف بوضوح، وهو ما أظهرته وكشفته الحلقة الثامنة من مسلسل "الاختيار 3" حيث أذاعت تسجيلا يظهر فيه محمد مرسي متحدثا عما أسماه بموجة اضطرابات غير مسبوقة، في محاولة منه لتهديد قيادات الجيش، بينما رد عليه المشير طنطاوي بصورة حازمة، وأخبره أنه يدرك التخطيط لهذه الاضطرابات قائلا: "الجهة التي تريد إضرام النار في البلد ستكون مصيبة على البلد" طالبًا منه أن يخبر جماعة الإخوان أنه ليس هناك داع لمثل هذه الأمور.