أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، ضمن إصدارات سلسلة التراث الحضاري كتاب «رسائل بلاد التكرور» لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي ”ت:٩١١ه/١٥٠٥م”، تحقيق الدكتور محمد جمال حامد الشوربجي، دراسة الدكتور إسماعيل حامد إسماعيل علي.
تفصح رسائل العلامة السيوطي المتعلقة ببلاد التكرور عن أبعاد سياسية واقتصادية واجتماعية وإنثروبولوجية ذات أهمية كبيرة، ويستبين من هذه الرسائل، عادات أهالي الدكرور وتقاليدهم ودياناتهم قبل دخولهم دين الإسلام، وتتضمن الرسائل مادة ثمينة تعد بمثابة وثائق تاريخية تتعلق بطبيعة الحياة في هذه المنطقة المجهولة خلال العصر الوسيط، والتي لم يعرف عنها الكثير قبل دخول الاستعمار الأوروبي إليها وبداية الاستنزاف البشري لها خلال عصور العبودية الطويلة.
وتقول الكاتبة سلوى بكر، رئيس تحرير السلسلة: «ظلت معظم الدراسات الأكاديمية المصرية، بكافة تلاوينها المختلفة، تنصب على ذلك الجزء الشرقي من قارة إفريقيا السوداء، وقلما حظى الغرب الإفريقي بالاهتمام ذاته، وربما يعزو ذلك الأمر، إلى أن شريان الحياة المائي وهو نهر النيل، ظل هو الرابط الأساسي بين مصر وإفريقيا الشرقية منذ فجر التاريخ، بالإضافة إلى البحر الأحمر، والذي ظل معبرا لجلب المنتجات الإفريقية إلى مصر واللازمة لمستلزمات الحياة الدينية في المعابد المصرية القديمة، وتلك المنتجات الأخرى المتعلقة بالحياة اليومية العادية».
وتضيف: «لكن بعض أدبيات العصر الوسيط، تبرز مدى قوة العلاقات مع الغرب الإفريقي على امتداد القرون الوسطى خصوصًا بعد دخول هذه الممالك الغربية في الدين الإسلامي، والإيمان به، ومن بين هذه الأدبيات، رسائل الإمام الشيخ جلال الدين السيوطي عن بلاد التكرور، وهي البلاد الواقعة جغرافيا ضمن بلاد مالي والسنغال وغيرهما، وتعود تسمية حي بولاق التكرور بمحافظة الجيزة حاليا، إلى ذلك المكان الذي كان مستقرا لجماعات التكرور عند قدومهم إلى مصر، قبل أن يواصلوا رحلة الحج عبر ميناء عيذاب إلى الأراضي الحجازية المقدسة».