أصبح جهاز الخدمة السرية الأمريكي، محط "تساؤلات وشكوك" بشأن مستوى الأمن والحماية التي يوفرها للرئيس الأمريكي، أو للرؤوساء السابقين وكبار المسؤولين، وذلك بعد محاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترامب، خلال تجمع انتخابي حاشد في بتلر بولاية بنسلفانيا، السبت.
وبرزت بعد محاولة الاغتيال تساؤلات عديدة بشأن كيفية نجاح مطلق الرصاص على ترامب، في الوصول إلى سطح المبنى الذي كان على بعد 150 متراً تقريباً من موقع منصة الرئيس السابق.
وبحسب مصادر شبكة CNN فإن الطلقات النارية جاءت قادمة من جانبه الأيمن، وبعد ثوانٍ من سماع إطلاق النار، بدأ قناصة الخدمة السرية في الهجوم المضاد بإطلاق النار على المشتبه به الذي عثر عليه فوق سطح أحد المنازل.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأحد، إنه كلف مديرة جهاز الخدمة السرية الأمريكية كيمبرلي تشيتل بـ"مراجعة جميع الإجراءات الأمنية للمؤتمر الوطني للحزب الجمهوري".
وأضاف:"لقد وجهت بإجراء مراجعة مستقلة للأمن القومي في مسيرة الأمس لتقييم ما حدث بالضبط"، وتابع: "سأشارك نتائج تلك المراجعة المستقلة مع الشعب الأمريكي".
وذكرت مصادر في وكالات إنفاذ القانون الأمريكية، أن جزءاً من المراجعات، يشمل ما إذا كان لدى الخدمة السرية ما يكفي من الأصول لحماية ترامب، قبل أيام من أن يصبح رسمياً المرشح الرئاسي الجمهوري، وما إذا تم اتباع عمليات تفتيش أمنية للمبنى الذي استغله منفذ الهجوم، حسبما ذكرت الشبكة.
وذكرت CNN أن إحدى العناصر الأساسية لأمن الموقع، وخاصة الذي يكون خارجياً، هو "إزالة خطوط الرؤية لهذه المساحة، لتسهيل حماية الشخص المتحدث في هكذا فعاليات".
ولم يتضح بعد كيفية وصول منفذ محاولة اغتيال ترامب إلى السطح الذي أطلق الرصاص من أعلاه، أو عن السبب في ترك هذا المبنى خارج المحيط الأمني "الصارم"، إذ تعتبر هذه "الهفوة الأمنية"من اختصاص وزارة الأمن الداخلي والخدمة السرية، وكذلك ضمن مسؤولية الكونجرس للنظر فيها، أمام مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI، الذي يحقق في محاولة الاغتيال.
ووفقاً لقناة KDKA التابعة لشبكة CNN، قال أحد الشهود: "إنه أخبر الضباط أنه رأى مسلحاً يتحرك من سطح إلى سطح، قبل لحظات من محاولة الاغتيال"، وذكر آخرون للصحافيين: "أنهم رأوا شخصاً تنطبق عليه أوصاف مطلق النار، ويحمل بندقية خارج الطوق الأمني للمسيرة قبل تنفيذ العملية".
وبحسب CNN فإن رئيس مجلس الأمن الداخلي بمجلس النواب مارك جرين، ركز على قضية المبنى في رسالة إلى وزارة الأمن الداخلي، الأحد، كما أرسل خطاباً إلى وزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس، يطلب فيه وثائق تتعلق بـ"خطط أمن الخدمة السرية، واتصالاتها بحلول 19 يوليو، وإحاطة بحلول 22 يوليو".