وضعوا فوق صدر الجثة حجر وربطوه بحبل وفى منتصف النيل ألقوه.
الجثة أسمها عبد الحي، ودائما المتوفى اسمه عبد الحي، ففي هذه القرية ظاهرة غريبة، فكلما مات شخص وذهبوا ليدفنوه لا يجدوه، ويجدوا مكانه عبد الحي نائما في فراشه.
وبعد أن يدفنوه يجدوه قادم للقرية بعدها بشهر أو شهرين كله تراب من أثر دفنه في الرمال وهذا معناه أن هناك شخصا سيموت فى القرية قريبا وعبد الحي قادم ليأخذ مكانه في الدفنة.
بعد تكرار هذه الظاهرة أشفقوا عليه وقرروا إلقاءه ففي النيل حتى لا يزعجهم منظره وهو قادم تملؤه الرمال من أطراف القرية فالمنظر كان يرعب الأطفال والنساء.
وقرروا عدم تكفينه استخسارا لقيمة القماش التي ستضيع بعودة عبد الحي مرة أخرى.
بعد عودته أحس العمدة بالتعب وأحس أن الدور عليه، أحس بالذعر لفكرة موته واختفاء جسده واستبداله بجسم عبد الحي.
كان يشتكي لشيخ الغفر الواقف على طرف سريره، شيخ الغفر مرعوب من فكرة موت العمدة ليس حبا فيه لكن خوفا من قدوم عمدة جديد بشيخ غفر جديد وهذا يعنى موته وظيفيا.
همس شيخ الغفر في أذن العمدة، فابتسم ابتسامة شيطانية وقال له نفذ الليلة.
اختبأ شيخ الغفر وسط القصب وفى أثناء عبور عبد الحي عاجله بطعنة في ظهره ثم وضع طلقتين في رأسه، فبموت عبد الحي، يموت الموت ولا يقترب من القرية مرة أخرى وينجو العمدة ومعه مستقبله الوظيفي.
وضعوا فوق صدر عبد الحي حجرا كبيرا وربطوه ورموه في وسط النيل، وبعد أن غاصت الجثة واختفت، طافت مئات الجثث الأخرى وفاض النيل بشدة، وأغرق القرية وغرق كل من فيها ومات.
وفى قرية أخرى مجاورة وجدوا شحات يدخل عليهم القرية بملابس مبللة ورأس ملفوف بشاش مكتوب على جلبابه بخط كبير "عبد الحي".