حلمتُ أني فتاة سمينة.. وغير متناسقة الطول
جسدي طويل جدًا من قدمي إلى خصري
أما من ذقني إلى بطني.. فهو أقصر من اللازم
ومن وسط ازدحام غرفة الملابس
صرت أناديك:
"رُدّ إليّ
جسمي الذي يشبه المانيكان"
هذا الجسد ثقيل عليّ
ولا يمكنني السّير على قدميّ الكبيريتين المنتفختين
في أي مكان
لكنك لم ترُد كالمعتاد..
كنت المهزومة بأحلامي وكنت الحاكم الظالم
ورأيت كابوس الامتحان
الذي أجد وقتي ضيقًا فيه دومًا
وكأنّ شيطان أتى من داخل أبي
الذي أراد أن يحرمني أنا وإخوتي من القراءة والكتابة
ومن دخول المدارس
وبكل جبروته شطبَ كل ما حفظته من كتب
كنت أخبئها تحت السرير
ومزَّق في وجه المُراقب كل المَلازم
هكذا أنا رسبتُ في الثانوية
وحين أفيق
أعلمُ أنّي سأجدُ قلبي ضيقًا
مثل الملابس التي تتفتق من تورم جسدي
ضيقًا مثل صدرك الذي لم يتَّسع لي
صدرك الذي أغلق أزرار قميصك في وجهي
كي لا أنظر لجماله
وحين لمستُ أزراره الذهبية
ضَرَبَني على أصابعي بيدِه التي تشبه عصا الأستاذ
فاستيقظتُ وأنا أصرخُ فيه:
"أيها السمين..
أعِدْ إليّ جسمي الذي يشبه المانيكان"
وبكيت
وكأنّي قد رسبتُ حقًا في الامتحان
بكيتُ وأنا أحدِّق في الدرج المغلق على شهادات الامتياز
ولأنّ فترة من حياتي تلاشت من ذاكرتي
وكأنها سَقَطَت في بئرٍ لا أعرف عمقه
ولم أستطع أن أقفز كي أُنقذها
لأنني كنت جبانة
جبانة لدرجة أنّي استقرَّيت داخل جسدي الثقيل
واستسلمت لفكرةِ أنّي فشلتُ في كل شيء
وأصبحت فتاة سمينة.. مثلما كنت في الحلم.