"حب فارتباط فزواج فطلاق" والنهاية الأطفال من يدفعون ثمن تلك الخلافات، فالمشاكل الأسرية من المفترض أن تكون بين الزوج وزوجته، لكن هناك بعض الأزواج يقحمون الأطفال فى خلافاتهم كنوع من الضغط أو الانتقام، فيصبح الأطفال ضحية لزواج فاشل وأسرة غير سوية مما يؤثر على تربيتهم وسلوكهم.
وفى السطور التالية نعرض بعض الحالات التى دفع فيها الأطفال الثمن وأصبحوا ضحية للتفكك الأسري.
"أب يلقي أطفاله الـ3 بالشارع"
خلال الأيام القليلة الماضية شهدت منطقة بشتيل بدائرة قسم شرطة أوسيم واقعة ضد الإنسانية حيث قام أب بإلقاء أطفاله الثلاثة بالشارع، بسبب خلافات مع زوجته.
البداية كانت بعثور اهالى منطقة الجمعية الزراعية ببشتيل على 3 أطفال فى حالة بكاء، وبفحص الكاميرات وتفريغها تبين انهم كانوا بصحبة أحد الرجال ثم تركهم بالشارع وانصرف.
وتبين فيما بعد أن الرجل الذي كان يصطحب الأطفال هو والدهم، ونشبت خلافات بينه وبين والدتهم على اثرها تركت الأخيرة الأطفال بصحبة والدهم وتوجهت لمنزل أسرتها ببشتيل.
فقام الأب باصطحاب الأطفال لوالدتهم بمنزل أسرتها لكنها رفضت استلامهم، فقام بالقائهم بالشارع وانصرف.
على الفور قام أهالى المنطقة باصطحاب الأطفال لقسم الشرطة وجار اتخاذ الإجراءات القانونية حيال الواقعة.
"أم تعذب طفلها خلال مقطع فيديو انتقاماً من زوجها"
وفى مطلع شهر ديسمبر من عام 2019 انتشر فيديو ظهرت به إحدى السيدات بصحبة طفل تعنفه وتعذبه وتصفعه عدة صفعات على وجهه ثم ركلته بقدميها ليسقط على الأرض.
على الفور رصدت الأجهزة الأمنية مقطع الفيديو وبفحصه وعمل التحريات تبين أن السيدة تدعى "تهانى" وتقيم بصحبة طفلها بعد انفصالها عن زوجها منذ عامين، وزواجه من أخرى.
وتم إلقاء القبض عليها و بمواجهتها بمقطع الفيديو اعترفت بتعنيفها الطفل وضربه
قامت زوجة تدعى "تهانى" بتعذيب طفلها ووثقت ذلك خلال مقطع فيديو انتقاماً من زوجها، قائلة:"طلقنى وراح اتجوز واحدة تانية وسايبلى ابنه يطلع عينى".
"الشيماء ألقت طفليها فى الترعة انتقاماً من زوجها"
وفى نهاية شهر أغسطس من عام 2018 قامت سيدة عشرينية تدعى "الشيماء" باصطحاب طفليها "محمد" يبلغ من العمر5 سنوات، و "هانى" يبلغ من العمر 6 أشهر، والقائهم بترعة البحر اليوسفي بقرية صفط الخمار بدائرة مركز شرطة المنيا.
ونجحت الأهالى فى إنقاذ الطفل الأول بينما لقي الثانى مصرعه غرقا، وحينما قامت الأجهزة الأمنية بالقبض على الأم اعترفت بوجود خلافات بينها وبين زوجها وعلى إثرها عزمت على التخلص من طفليها انتقاماً منه.
"اطفال بير السلم"
وفى مطلع شهر نوفمبر من عام 2018 شهدت منطقة طنطا واقعة أخري ضد الإنسانية، والمعروفة إعلامياً بواقعة "أطفال بير السلم".
بداية الواقعة كانت بزواج مطرب شعبي يدعى "شادى" فلسطينى الجنسية، من سيدة وعاشا الزوجين داخل إحدى المناطق بمدينة طنطا.
وكللت تلك الزيجة بطفلين، لكنها لم تستمر طويلا حيث انتهى بينهما المطاف بالطلاق، و ترك الزوج الأطفال بحضانة والدتهما.
لكن الأم فكرت فى طريقة للانتقام من زوجها، فاستخدمت الأطفال فى تلك الحيلة دون شفقة أو رحمة.
فقامت باصطحاب الطفلين و تركتهم امام باب شقة طليقها، ووضعت لهما كوفرته ليجلسا عليها.
وتبين أن الأب متزوج من 3 سيدات اخريات وحاول التهرب من المسؤولية تجاه اطفاله.
وفى هذا السياق يقول الدكتور أحمد فخري، أستاذ علم النفس وتعديل السلوك المساعد ورئيس قسم العلوم الإنسانية بكلية الدراسات العليا والبحوث البيئية جامعة عين شمس، إن الخلافات الزوجية موجودة على مر العصور والازمنة مع اختلاف الثقافات و المستويات الاجتماعية للزوجين، بالإضافة إلى العادات والتقاليد الذى نشأ عليها الزوجين سواء كانت مناطق حضرية ام ريفية ومدى تدخل الاهل والمعارف فى حل المشكلة.
واضاف "فخري"، أنه مع التقدم الحضارى والتغيرات الثقافية وآثارها على الأسرة المصرية والظروف الاقتصادية والاجتماعية وتأثيرها كضغوط على مؤسسة الأسرة نجد حاليا تعدد العوامل والأسباب التى تدفع الى تحول الخلافات الاسرية لسلوكيات عدوانية سواء بالاعتداء اللفظي او البدنى واحيانا نجد الاعتداء بالضرب او ارتكاب جرائم مثل القتل وهذه حالات نادره كنسبه لعدد سكان المجتمع.
وأشار "استاذ علم النفس وتعديل السلوك"، إلى أن كل هذه الاساليب من اعتداءات وانتهاكات لكرامه الاسره وله تاثير خطير على نفسيه الابناء بشكل خطير خاصة فى المراحل العمريه الاولى من حياة الطفل حيث تتشكل السمات والخصائص الشخصية لدى الأبناء وهذا ما ينعكس على اسلوب تفكيرهم وسلوكياتهم وميولهم الجنسيه فيما بعد عند مراحل المراهقة والشباب، فالعدوان ومشاهدة العدوان بين قطبي الاسرة كالاب والام ينعكس بشكل مباشر على تكوين ما يطلق عليه المخططات المعرفية لدى الاطفال وتظل مستمره معه طوال حياته مما يشعره بالرفض من الاخرين وما يتبع ذلك من سلوك الانعزال والانطواء والاكتئاب والانسحاب الاجتماعى والقلق والافكار السلبية وهناك من ينعكس عليه مشاهدة العدوان بممارسة عدوان دفاعى على الآخرين ويتخذ من العدوان منهج القوة لحماية نفسه والانتصار على الاخرين، إضافة إلى تكوين صوره سلبيه عن مؤسسة الزواج وفكرته عن المراة وفكره الطفله عن الزوج مادام عمودى الاسره الاب والام بهذا الشكل من التصرفات والأفكار وهذا بالطبع ينعكس بصورة كاملة على الاطفال وتشكيل الوعى لديهم تجاه مفهوم مؤسسة الأسرة.
كما وضع الدكتور أحمد فخري، عدة نصائح حتى لا يتم الزج بالابناء فى المشكلات الأسرية ويتأثرون بها.
وأوضح أن مؤسسات التنشئة الاجتماعية والثقافية لها دور كبير بالتركيز على التوعية والإرشاد والتوجيه والتدخل والإصلاح من خلال مؤسسات المجتمع المدنى والنزول للاسر فى اماكن تجمعها النوادى والإعلام ورسائل التواصل الاجتماعى والجوامع والكنائس
وانشاء خط ساخن لتلقى الشكاوى والمشاكل الأسرية والعمل على حلها اولا باول.