عصر جديد من السياسة الخارجية المصرية انتهجته القيادة السياسية خلال السنوات الأخيرة، حيث توسعت علاقات مصر بالعديد من الدول والتكتلات السياسية والاقتصادية في شتى بقاع العالم، وتشهد علاقات مصر ودول العالم تطورًا ملحوظًا الأمر الذي يرسخ لحقبة جديدة من الدبلوماسية المصرية عابرة الحدود.
وفي ضوء حرص مصر على تعميق العلاقات مع مختلف دول العالم، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم السبت، الرئيس الصربي، ألكسندر فوتشيتش، حيث عقدت جلسة مباحثات بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة قصر الاتحادية، أعقب المباحثات مؤتمر صحفي مشترك، أكد خلاله الرئيس السيسي أن العلاقات المصرية الصربية تشهد زخمًا سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا كبيرًا.
كان الرئيس السيسي قد زار صربيا فى عام 2022، تلك الزيارة التي شهدت انطلاق دفعة قوية للعلاقات الثقافية بين البلدين، حيث تم توقيع خمس اتفاقيات تعاون بين مصر وصربيا فى المجال الثقافى، شملت التعاون فى مجالات التعليم الثقافى وتبادل الفرق الشعبية وتبادل الخبرات فى أكاديميات الفنون فيما يتعلق بالرسم أو النحت.
العلاقات التاريخية بين مصر وصربيا
تمتد العلاقات التاريخية بين مصر وصربيا لأكثر من 800 عام، عندما جاء القديس سافا مؤسس الكنيسة الأرثوذكسية فى صربيا إلى دير سانت كاترين للتشاور مع قساوسة الدير حول المواضيع الدينية، وفي العصر الحديث انطلقت العلاقات الدبلوماسية منذ 116 عامًا، وشهدت أزهى عصورها خلال فترة حركة عدم الانحياز.
العلاقات الاقتصادية بين مصر وصربيا
بالنظر إلى العلاقات الاقتصادية بين مصر وصربيا، ارتفعت قيمة الصادرات المصرية إلى صربيا لتسجل 30 مليون دولار خلال عام 2023 مقابل 10.8 مليون دولار خلال عام 2022 بنسبة ارتفاع قدرها 177% ، في حين بلغت قيمة الواردات المصرية من صربيا 90.4 مليون دولار خلال عام 2023 مقابل 93.9 مليون دولار خلال عام 2022 بنسبة انخفاض قدرها 3.7 %. ، وفقا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
وأشار تقرير صادر عن "التعبئة والإحصاء" إلى أن قيمة التبادل التجاري بين مصر وصربيا قد شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة لتصل إلى 120.4 مليون دولار خلال عام 2023 مقابل 104.7 مليون دولار خلال عام 2022 بنسبة ارتفاع قدرها 15%.
أهم صادرات مصر إلى صربيا خلال عام 2023:
- خضروات وفواكه بقيمة 5.7 مليون دولار.
- أسـمدة بقيمة 18.5مليون دولار.
- لدائن ومصنوعاتها بقيمة 2.6 مليون دولار
أهم واردات مصر من صربيا خلال عام 2023
- تبغ بقيمة 75.6 مليون دولار.
- حبـوب بقيمة 2 مليون دولار.
- الات وأجهـزة كهـربائيـة واجزاؤها بقيمة 3.1 مليون دولار.
- أجهزة وأدوات ألية 2.7 مليون دولار.
- مطاط ومصنوعاته بقيمة 1.3 مليون دولار.
كما شهدت حركة الاستثمار نموًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة، حيث جذبت مصر استثمارات صربية بقيمة 173 ألف دولار خلال العام المالي 2022/2023 مقابل 126 ألف دولار خلال العام المالي 2021/2022، بنسبة ارتفاع قدرها 37.3%.، في حين بلغت قيمة الاستثمارات المصرية في صربيا 733 ألف دولار خلال العام المالي 2022/2023 مقابل 440 ألف دولار خلال العام المالي 2021/2022، بنسبة ارتفاع قدرها 66.6%.
تحويلات العاملين في صربيا
وشهدت تحويلات العاملين المصريين بالخارج نموًا ملحوظًا خلال الآونة الأخيرة، حيث بلغت قيمة تحويلات المصريين في صربيا 483 ألف دولار خلال العام المالي 2022/2023 مقابل 474 الف دولار خلال العام المالي 2021/2022، بنسبة ارتفاع قدرها 1.9%، بينما بلغت قيمة تحويلات الصربيين العاملين في مصر 253 الف دولار خلال العام المالي 2022/2023 مقابل 374 الف دولار خلال العام المالي 2021/2022، بنسبة ارتفاع قدرها 32.4%.
في هذا الشان، قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، إن العلاقات التاريخية بين مصر وصربيا تمتد لأكثر من 100 عام، وشهدت تطورًا كبيرًا خلال الينوات الأخيرة، كما أن زيارة الرئيس الصربي اليوم إلى مصر ستفتح آفاقا جديدة للتعاون الاقتصادي بين البلدين.
وأضاف "بدر الدين" في تصريحات تليفزيونية، أن القمة المصرية الصربية اليوم شهدت توقيع عدد من الاتفاقات الثنائية وبروتوكولات التعاون التي من شأنها تنمية العلاقات بين البلدين.
وتطرق الى جهود مصر في مجال السياسة الخارجية، مؤكدا أن سياسة مصر الخارجية تتسم بالتوازن والمرونة والاستقلالية، كما توسعت لتشمل عدد أكبر من دول العالم بعدما كانت منحصرة فى عدد محدود.
من جهتها، قالت الدكتورة وفاء علي، استاذ الاقتصاد بالجامعات المصرية، إن العلاقات المصرية الصربية تشهد تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية، وذلك مع انفتاح السياسة الخارجية المصرية على دول العالم.
وأضافت "علي" إن مصر أصبحت أرض الفرص الاستثمارية الواعدة، وتعميق العلاقات الاقتصادية بين البلدين من شأنه جذب المزيد من الاستثمارات إلى مصر، كما تهدف مصر إلى التحول إلى مركز إقليمي للتصنيع المشترك مع مختلف الشركاء الدوليين.
وتابعت: "مصر بفضل كونها سوق كبير ومع اتساع العلاقات مع العديد من التكتلات الاقتصادية الدولية وهو الامر الذي يجعل من مصر سوق مفتوح مع توقيع العديد من الاتفاقيات التجارية".