كثير من الأوقات تجري أمور حياتنا بطريقة مغايرة لما نُقدم عليه أو نفكر فيه، الأمر الذي يؤدي بنا لارتكاب أشياء لم نكن نتوقعها أو نضعها في الحسبان، وهو ما حدث بالفعل مع الشاب «حسن» كل ذنبه أنه تصدي لمدمن مخدرات لمنعه من تعاطيها أسفل منزله فانتقل إلى دار الحق، بعد ما تلقى عدد من الطعنات أودت بحياته عقب وصوله للمستشفى في مشهد أبكى العيون وأدمى القلوب حزنًا على فقدان الضحية.
«حسن كان أحن قلب فى الدنيا، ولم اتخيل أن يموت بهذه الطريقة»، بكلمات الحزن التى فاضت بدموع الفراق، بدأت السيدة «عايدة» والدة المجني عليه تروي ل« البوابة نيوز » تفاصيل قتل نجلها على يد مدمن المخدرات قائله:« حسن ابني كل الناس هنا
في الوراق تشهد له بالادب والأخلاق، فكان لا يشغل باله سوي الحصول على لقمة العيش بالحلال من خلال عمله «سباك» فيخرج صباح كل يوم قاصدا العمل ويعود في المساء محملاً ببشاير الخير ما بين طعام و جنيهات تساعدني على الحياة الصعبة وتربية أخوته».
وأضافت والدة الضحية:« حكاية قتل ابني بدأت منذ فترة بسبب جلوس المتهم «مصطفي» وشهرته «ساكسونيا»، أمام مدخل العقار لتعاطي المخدرات وترويجها على المتعاطين، حيث قام حسن ابني بمطالبته أكثر من مرة بعدم الجلوس أمام المنزل، كانت آخرها قبل وقوع الجريمة بنحو 4 أيام».
وتابعت الأم والدموع تتساقط من عينيها:« حسن قال له يا مصطفى البيت فيه حريم.. مينفعش كده .. روح أشرب مخدرات بعيد، وهو الأمر الذي قوبل بالعنف من المتهم وتحول الأمر لمشاجرة تجمع على إثرها الأهالي من كل حدب وصوب، وقاموا بفضها، وانصرف كلا منهما نحو المنزل، إلا أن رغبة في الانتقام سيطرت على المتهم الذي عقد العزم على تأديب ابني، وفي سبيل ذلك انتظر بعد 4 أيام وقام وسدد له عدد من الطعنات نقل على إثرها للمستشفى في حالة خطيرة».
واوضحت الأم :« تلقيت الخبر مثل الصاعقة، وكنت اعتقد الأمر مجرد إصابة بسيطة حتي وصولي إلى المستشفى، وكانت هناك حالة من الاستنفار داخل المستشفي لإنقاذ حسن
وكلمات تتردد أمامى عايزين حد يتبرع بالدم ، وجهزوا العمليات، لأن الحالة خطرة، بينما أنا كنت أتمتم «يا رب ابني» متمسكة بالأمل لآخر لحظة، فلم أتخيل أن أعيش يوما دون سندى وعكازى فى الدنيا، مشيرة إلى أن نجلها عقب خروجه من غرفة العمليات وبعدما استفاق بعض الشيء ظل يردد التشهد كثيرا « لا إله إلا الله محمد رسول الله»، ثم ظل يوصيني بإخوته،
وتابعت : كنت أطمئنه «هتبقى بخير»، وهترجع لخطيبتك، عشان نجوزك ونفرح بيك يا عريس» لكنه تبسم لكلماتى فى صمت.
واستطردت الأم:« بعد يومين صعدت روح ابني إلي بارئها متأثرا بجراحه، وخلال جنازة ابني الضحية لفظ أخي أنفاسه الأخيرة، وكأن الاحزان تصر على توجيه ضربة الى قلبي، فأخي المتوفي هو والد العروس التي قرأ فاتحتها المجني عليه قبل وفاته».
واختتمت حديثها قائلة:« مش عايزة غير حق ابني بالقانون والقصاص من القاتل بإعدامه».