وقعت جريمة مأساوية بمنطقة المرج شرق محافظة القاهرة، بعدما أقدم عامل على سكب مادة حارقة على جسد زوجته وأشعل النيران بها بعد نشوب خلافات أسرية بينهما.
تفاصيل الواقعة دارت بأحد العقارات الضيقة المتفرعة من شارع «أحمد جاد بالمرج» فالضحية تدعى "بدرة"، وتبلغ من العمر ٣٧ عامـًا لديها طفلان « سندريلا وأحمد» من زواجها السابق قبل المتهم.
وبدأت قصة ارتباطها بالمتهم الذى يدعى «مصطفى محمود»، الذى يبلغ من العمر ٤٢ عامًا، بعد شهر رمضان الماضى عندما طلب يدها للزواج بشكل شرعي، ولكن اشترط عليها أنه لن يخبر أهله بمحافظة سوهاج، تجنبًا لرفضهم لها بسبب أولادها، واتفق الطرفان على ذلك.
سر الخلاف
«رفض المتهم إخبار أهله بالزواج».. كان هذا الأمر هو موضع الخلاف الدائم والمتجدد بين الزوجين، وعليه فإن الزوج ساوم ضحيته وطلب منها أن تتنازل عن «قائمة المنقولات الزوجية» نظير إخبار أهله بزواجهما، لكنها كانت تعلم سوء نيته وأنه كان يراوغها، وإذا تنازلت عن قائمتها لم يخبر أهله أيضًا، فرفضت طلبه لعدم ضياع حقها، وكانت المشكلات حول هذا الأمر تتصاعد باستمرار.
المتهم ولع فى زوجته
كانت تشير عقارب الساعة نحو الثالثة عصرًا، تفاجأ المتهم بحضور شقيقه إليه لزيارته فى شقته التى لم يخبر أحدًا مطلقًا من أهليته بمكانها، فعلم هكذا أن زوجته فضحت السر وأخبرت أهله، وحينها طلب المتهم من شقيقه بأن يصطحب الأطفال إلى السوبر ماركت لشراء الحلوى، حينها قام المتهم بتقييد المجنى عليها بحبال، وإشعال النيران فى جسدها باستخدام مادة حارقة «التنر».
سرعان ما عاد شقيق المتهم وبصحبته الأطفال الصغار إلى الشقة بعدما أشترى لهم بعض الحلوى، وبمجرد دخولهم صالة الشقة تفاجأوا بوقوع كارثة ومشاهدتهم والدتهم وهى تتفحم، وحينها هددهم المتهم بقتلهم إذا أخبروا أحدًا بما شاهدوه.
كشف الجريمة
تصاعدت النيران من شباك الشقة وانتشرت رائحة ودخان «التنر» فى الأرجاء، وبعدما هرع الأهالى إلى الشقة لمعرفة ماذا يجرى وعندما فتح لهم المتهم أخبرهم بأنه حريق بسيط وجارى إطفائه قائلًا: "مراتى كانت بتعمل شاى والبوتجاز ولع وهنطفى النار".
دقائق وحضر أقارب الضحية بعد معرفتهم بالحريق وشاهدوا الضحية متفحمة ونقلوها سريعًا إلى قسم الحروق بمستشفى الدمرداش الجامعى وتلقت الرعاية الطبية اللازمة، ولكن بعد يومين من دخولها المستشفى لفظت أنفاسها متأثرة بالإصابات القوية التى لحقت بها جراء الحريق.
وصية أخيرة
ذكر الحاج «حمدي» جار الضحية وأحد شهود العيان على الواقعة، أن الضحية تحدثت معه لثوان أثناء خروجها للمستشفى وهى فى اللحظات الأخيرة قبل وفاتها وأوصته بأن يرعى أولادها قائلة: «مش هوصيك على عيالى يا عم حمدي".
وذكر جار الضحية أنها سيدة حسنة الخُلق والسمعة ولم نر أو نسمع عنها أى مكروه، وكانت تعمل عاملة فى إحدى الصيدليات لمساعدة زوجها على مصاريف الحياة، ونطالب بالقصاص من المتهم ورجوع حق تلك السيدة الطيبة الفقيرة.
بلاغ الواقعة
تمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة، من القبض على عامل، قتل زوجته حرقا، بعدما سكب عليها مادة حارقة، فى منطقة المرج بسبب خلافات بينهما.
وكان بلاغ ورد بلاغ للمقدم أحمد مصلح، رئيس مباحث قسم شرطة المرج، من الأهالي، مفاده مقتل سيدة ثلاثينية على يد زوجها، وبالانتقال والفحص تبين نشوب خلافات بين المجنى عليها وزوجها، وأنها سبق لها الزواج من رجل آخر، وعندما تزوجها المتهم، اتفقا على عدم إخبار أهله بتلك الزيجة.
إلا أنها خالفت وعدها وقامت بإخبار أسرته بالزواج منها، وبعدها بيومين حضر شقيق المتهم إلى الشقة، وعلم حينها المتهم بأن زوجته كشفت أمره، فأحضر مادة حارقة، وطلب من شقيقه بأن يذهب بالأطفال من أجل شراء بعض الحلوى، وعندما عاد فوجئ بأن المتهم أشعل النيران فى زوجته، ولفظت أنفاسها الأخيرة.
وأمام جهات التحقيق اعترف المتهم بارتكابه الجريمة وأقر بإنه فوجئ بشقيقه يزوره فى شقة الزوجية بعد ٦ أشهر من زواجه فعلم أنها فضحت السر، وقرر الانتقام منها بأن رمى عليها "التنر" وأشعل فيها النار.
وعقب تقنين الإجراءات أمكن ضبط المتهم وشقيقه الذى كان معه بالشقة وقت وقوع الحادث، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال الواقعة.