صراع فردي بين أسطورة كرة القدم البرتغالية كريستيانو رونالدو ونجم الكرة الأرجنتينية ليونيل ميسي، امتد إلى 20 عامًا حتى بعد خروج الثنائي من أوروبا، والبحث عن اللعب في مستويات تنافسية مختلفة عن تلك التي خاضوها طوال مسيرتهما، تكاد بعيدة عن الأضواء بارتداء الأول قميص النصر السعودي، وخوض الثاني منافسات الدوري الأمريكي رفقة إنتر ميامي.
وبالرغم من استمرار الصراع بينهما على المستوى الدولي، إلا أن الساحرة المستديرة مؤخرًا أدارت ظهرها لصاروخ ماديرا وابتسمت للبرغوث الأرجنتيني، وذلك في بطولتي يورو 2024 المقامة فى ألمانيا حاليًا وكوبا أمريكا 2024، التى تقام في الولايات المتحدة الأمريكية فى الوقت الحالي.
كريستيانو رونالدو
أدارت الكرة ظهرها لـ رونالدو، فى آخر نسخة يخوضها مع منتخب البرتغال من بطولة كأس أمم أوروبا، وذلك بعد خروج برازيل أوروبا من يورو 2024 من دور ربع النهائي بالخسارة من فرنسا بركلات الترجيح.
كريستيانو رونالدو كان يمني نفسه بحصد لقب البطولة، التى تعد الأخيرة له فى الملاعب الأوروبية مع المنتخب البرتغالي، بالرغم أنه الهداف التاريخي للبطولة وأكثر اللاعبين خوضًا للمباريات بها وغيرها من الأرقام القياسية التى حققها «الدون» في هذه البطولة.
ولكن لم يحالف الحظ رونالدو فى الوداع الأخير، حيث كافح كثيرًا من أجل تسجيل هدف فى النسخة السابعة عشرة من بطولة اليورو لكنه اكتفى بصناعة هدف وحيد طوال 5 مباريات، كان فى مقدوره أن يسجله لكنه أنكر ذاته وأهدى الهدف إلى زميله برونو فيرنانديز.
كما كان يأمل فى قيادة منتخب بلاده إلى تحقيق اللقب الثانى من البطولة بعد نسخة 2016، لكن عاندته الكرة فى أكثر من مرة حتى جاءت ركلات الترجيح لتطيح بالبرتغال خارج المسابقة القارية، ليودع رونالدو وهو فى سن الـ39 رحلة طويلة جعلته على عرش الهدافين التاريخيين للمنتخبات بالدموع والحسرة على مسيرته الاحترافية الحافلة بالإنجازات.
ليونيل ميسي
فى المقابل، ابتسمت الكرة لـ ميسي وهو عامه الـ37، وهو يقود منتخب الأرجنتين إلى نهائى بطولة كوبا أمريكا 2024، حيث عانده الحظ فى بداية النسخة 48 من بطولة الكوبا، لكن فى مباراة نصف النهائي، حالفه من جديد ليحقق العديد من الأرقام القياسية الجديدة.
ميسي طوال 3 مباريات لعبها فى البطولة لم يسجل أي هدف، لكنه نجح فى تسجيل أول أهدافه فى شباك كندا، حينما أحرز الهدف الثانى للمنتخب الأرجنتيني بعدما تدخل أمام تسديدة إنزو فيرنانديز على مرمى المنافس، ليحول اتجاه الكرة نحو الشباك.
هذا الهدف، قص به ليونيل ميسي شريط أهدافه فى بطولة كوبا أمريكا 2024، ليحقق رقمًا استثنائيًا فى تاريخ البطولة القارية، حيث أصبح أكثر من سجل فى نسخ مختلفة فى تاريخ بطولة كوبا أمريكا، مناصفة مع زيزينهو بـ6 نسخ (2007، 2015، 2016، 2019، 2021، 2024).
كما بات أول لاعب فى تاريخ منتخب الأرجنتين، يحرز 4 أهداف فى الدور نصف النهائى من البطولات الرسمية الكبرى، (2007 هدف فى الكوبا، 2016 هدف فى الكوبا، 2022 هدف فى كأس العالم، 2024 هدف فى الكوبا)، بالإضافة إلى أنه صار على بعد 3 أهداف عن متصدر قائمة هدافى بطولة الكوبا تاريخيًا، وذلك بعدما رفع رصيده إلى 14 هدفًا ليحتل المركز الثالث، فى حين أن البرازيلى زيزينهو يتصدر القائمة بـ17 هدفًا.
ولكن تأثير الهدف كان قويًا للغاية، بعدما جعل ميسي ثانيًا خلف رونالدو بـ109 أهداف، فى قائمة أكثر اللاعبين تسجيلًا للأهداف الدولية، حيث يمتلك رونالدو في رصيده 130 هدفًا، ليدخل الثنائى صراعًا جديدًا على المستوى الدولي من حيث الأهداف، بعدما تخطى أسطورة كرة القدم الأرجنتينية، الإيراني علي دائي صاحب الـ108 أهداف.
ويأتى ذلك بعدما أنهت الكرة الذهبية 2023 صراع ميسي ورونالدو، التى توج بها الأول ليوسع الفارق مع منافسه التقليدى أسطورة كرة القدم البرتغالية وقائد النصر السعودى الحالي، لـ3 كرات ذهبية، حيث أصبح عدد الكرات 8 لميسي و5 لرونالدو.