الخميس 24 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

«واشنطن بوست»: العدوان الإسرائيلي المتجدد يتسبب في انهيار الرعاية الصحية بغزة

انهيار الرعاية الصحية
انهيار الرعاية الصحية بغزة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في تقرير لها، إن المستشفيات في شمال قطاع غزة تحديات كبيرة في تقديم الرعاية الطبية اللازمة للمرضى وسط العدوان الإسرائيلي في مدينة غزة، وفقًا لما أفاد به مسئولون محليون وإداريون في المستشفيات.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن استئناف الهجوم العسكرى الإسرائيلي أسفر عن نزوح عشرات الآلاف، مما تسبب في حالة من الفوضى بين المرضى والجرحى الفلسطينيين، المرافق الطبية المتبقية في المدينة أصبحت محاصرة في مناطق الإخلاء التي فرضتها إسرائيل، بينما تعانى المرافق الأخرى من نقص حاد في الوقود والإمدادات الطبية.

ولم يقتصر العمل العسكرى على شمال قطاع غزة، حيث استشهد ما لا يقل عن ١٧ فلسطينيا، من بينهم ١١ طفلًا، بعد غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلًا في مخيم النصيرات للاجئين في وسط غزة، وفقًا لنصار غريز، المتحدث باسم الدفاع المدنى الفلسطيني.

وفى وقت لاحق من يوم الثلاثاء الماضي، أفادت وزارة الصحة في غزة باستشهاد ٢٥ شخصًا وإصابة ٥٣ آخرين في غارة إسرائيلية بالقرب من مدرسة العودة في شرق خان يونس، والتي كانت تُستخدم كمأوى للنازحين.

ورفضت قوات الاحتلال الإسرائيلي التعليق على الغارة في النصيرات، زاعمة أنها ملتزمة بالقانون الدولى واتخت الاحتياطات اللازمة لتقليل الأضرار المدنية ولم يصدر تعليق رسمى من جيش الاحتلال بشأن الغارة على مدرسة العودة.

وفى شمال غزة، أفاد المتحدث باسم الدفاع المدنى الفلسطيني محمود بصل، بأن القتال جعل من الصعب جدًا على المرضى وسيارات الإسعاف الوصول إلى مستشفى الأهلى في مدينة غزة وأضاف أن قوات الاحتلال لا تزال في المناطق الجنوبية من المدينة، بما في ذلك حول مقر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".

وبحسب منظمة الصحة العالمية، توقف مستشفى الأهلى ومستشفى جمعية أصدقاء المرضى عن العمل فعليًا اعتبارًا من مساء الاثنين الماضي.

وأفادت أبرشية القدس الأسقفية، التي تساعد في تشغيل المستشفى الأهلي، في بيان لها بأن طائرات بدون طيار حلقت حول المستشفى مساء الأحد، مما أجبر الموجودين على الفرار وأظهرت صور مستشفى الأهلى الملتقطة في اليوم التالى أجنحة خالية من المرضى والعاملين، مع تناثر المعدات الطبية على الأرض. وفى منشور عبر منصة "إكس"، قال مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، إن المرضى غادروا المستشفى أو أُجبروا على إخلائه، وتم تحويل بعضهم إلى مستشفى كمال عدوان والمستشفى الإندونيسي، وكلاهما يعانى من نقص في الوقود والأسرة والإمدادات الطبية وذكر أن "المستشفى الإندونيسى يعمل بثلاثة أضعاف طاقته".

وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني الثلاثاء ٩ يوليو الجاري، عن خروج جميع النقاط الطبية وعيادات الطوارئ التابعة له عن الخدمة في محافظة غزة، مشيرا إلى أن هذا القرار جاء نتيجة لإجراءات الإخلاء القسرى التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مناطق مختلفة من المحافظة، حيث تتواجد هذه النقاط والعيادات الطبية.

وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، فإن من بين ٣٦ مستشفى في قطاع غزة، يعمل حاليًا فقط ١٥ مستشفى، وجميعها بشكل جزئي، بسبب نقص حاد في الكادر الطبى والإمدادات الطبية، بما في ذلك التخدير والمضادات الحيوية، مما يضع العاملين في مجال الرعاية الصحية في تحدٍ كبير لإنقاذ الأرواح.

ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تم إخراج معظم المستشفيات عن الخدمة، ما تسبب في تعريض حياة المرضى والجرحى للخطر، وفقًا للبيانات الفلسطينية والأممية.

وأكد مدير إعلام الهلال الأحمر الفلسطيني رائد النمس، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستهدف خيام النازحين في غزة بشكل ممنهج، وأضاف أن الهلال الأحمر اضطر لإغلاق العيادات والنقاط الطبية بمدينة غزة بسبب إخطارات جيش الاحتلال بالإخلاء الفوري، معبرًا عن قلقه البالغ إزاء نقص المستلزمات والمعدات الطبية في ظل استمرار الأعمال القتالية المدمرة في القطاع.

وحذر من أن قطاع غزة يواجه مجاعة حقيقية بسبب حظر إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية والغذائية، معبرًا عن اعتراضه الشديد على استمرار إغلاق المعابر الحدودية الذي يعرض حياة الفلسطينيين للخطر.
وناشد المجتمع الدولى بضرورة ممارسة ضغوط أكبر على إسرائيل للامتثال للقوانين الدولية وتوفير الحماية للمدنيين في قطاع غزة.

ونفى جيش الاحتلال الإسرائيلي شمول المستشفيات والمرافق الطبية في أوامر الإخلاء، وأكد في بيان صباح الثلاثاء: "ليس هناك حاجة لإخلاء المستشفيات والمرافق الطبية في المنطقة"؛ مشيرًا إلى أن المدنيين في مناطق محددة صدرت لهم أوامر بالإخلاء لحمايتهم من القتال النشط. شمل أمر الإخلاء ٧٠ في المائة من المدينة.

وفى بيان منفصل، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه قتل العشرات من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وكان يعمل "فوق وتحت الأرض" في حى الشجاعية في مدينة غزة.

ومنذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر، استهدفت إسرائيل المستشفيات بزعم استخدام حماس لها في أنشطة مسلحة وأدت الحرب إلى تدمير البنية التحتية الطبية في غزة، مع نقص حاد في الإمدادات الطبية والوقود وحذر مسؤولو الصحة مرارًا من أن النظام الصحى على وشك الانهيار.

واعتقلت القوات الإسرائيلية عددًا من العاملين في المجال الطبي، بما في ذلك بعض الذين لقوا حتفهم أثناء الاحتجاز.