التسرب التعليمي من المدارس والجامعات والمعاهد تحدى في مصر ويعد واحدا من أبرز التحديات التي تواجه نظام التعليم في البلاد، هذه ظاهرة لها تأثيرات بعيدة المدى على المجتمع والاقتصاد، تساهم في إضعاف القوى العاملة وزيادة معدلات الفقر. في هذا التقرير، نستعرض أسباب التسرب من المدارس، ونتائجه على الأفراد والمجتمع، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لمواجهته، ويعتبر التسرب من المدارس مشكلة متعددة الأبعاد تتطلب جهودًا متكاملة من الحكومة والمجتمع المدني والمؤسسات الدولية. من خلال اتخاذ خطوات فعالة وشاملة، يمكن لمصر تحسين نظامها التعليمي وضمان مستقبل أفضل لأطفالها، مما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة والازدهار الاجتماعي والاقتصادي.
أسباب التسرب التعليمى
من جانبها قالت الدكتورة نادية عبدالخالق، خبيرة في تطوير التعليم الفني والتدريب المهني ولها أبحاث متعددة في هذا المجال لـ" البوابة نيوز": تتعدد الاسباب التي تؤدى الى السرب من التعليم في مصر ما بين اسباب تتعلق بالمتسربين واخرى تتعلق بالمجتمع ادت بالشخص الى هذا التصرف وابرزها : الأسباب الاقتصادية و يعتبر اهمها الفقر هو السبب الرئيسي وراء التسرب من المدارس. العديد من الأسر تعاني من ضغوط مالية تدفع الأطفال إلى ترك التعليم والانخراط في سوق العمل للمساهمة في دخل الأسرة، وغياب الدعم المالي سبب مباشر للتسرب التعليمى المناسب للأسر الفقيرة يجعل من الصعب عليها تحمل تكاليف التعليم، حتى في المدارس الحكومية ، والعوامل الاجتماعية مثل العادات و التقاليد في بعض المجتمعات الريفية تعتبر أن التعليم غير ضروري، خاصة للفتيات، مما يزيد من نسب التسرب بينهن مقارنة بالأولاد ، ونقص الوعي بأهمية التعليم بين بعض الأسر يؤدي إلى تقليل التحفيز لإبقاء الأطفال في المدارس، وتترأس قائمة الاسباب الجودة التعليمية المتمثلة في ، ضعف البنية التحتية للمدارس، والازدحام في الفصول الدراسية، وقلة عدد المعلمين المدربين تدريبًا جيدًا تسهم جميعها في تدهور جودة التعليم لان النظام التعليمي لا يلبي احتياجات جميع الطلاب، مما يؤدي إلى شعور بعضهم بالإحباط وفقدان الدافع للاستمرار في الدراسة.
تأثيرات التسرب التعليمى
واردفت : تأثيرات التسرب من المدارس على الأفراد تظهر فى فقدان الفرصة للحصول على تعليم جيد يحد من فرص الأطفال في المستقبل للحصول على وظائف مناسبة، ما يساهم في استمرار دائرة الفقر ، والأطفال الذين يتسربون من المدارس غالبا ما ينخرطون في وظائف غير رسمية وغير مستقرة، مما يعرضهم لمخاطر صحية ونفسية واجتماعية، وعلى المجتمع فيمثل التسرب من المدارس انخفاض مستوى التعليم في المجتمع بشكل عام، مما يضعف القدرة التنافسية للاقتصاد المصري على المستوى الدولي، ارتفاع معدلات الأمية يسهم في زيادة المشاكل الاجتماعية مثل الجريمة والتطرف.
جهود مبذولة
وفى سياق متصل قال الدكتور أحمد فؤاد باحث في مجال التعليم الابتدائي والثانوي وله إسهامات في دراسة جودة التعليم وطرق التدريس لـ" البوابة نيوز " : ان الجهود الحكومية تسعى من خلال برامج متعددة إلى مكافحة التسرب من المدارس، بما في ذلك تقديم مساعدات مالية للأسر الفقيرة لتشجيعها على إبقاء أطفالها في المدارس، وتطوير البنية التحتية للمدارس، وتحسين جودة التعليم من خلال تدريب المعلمين وتحديث المناهج التعليمية، ومبادرات المجتمع المدني التي تعمل العديد من المنظمات غير الحكومية على تقديم برامج توعوية من خلالها تستهدف الأسر والمجتمعات المحلية لتسليط الضوء على أهمية التعليم، وتوفير برامج تدريبية للشباب الذين تسربوا من المدارس لتعزيز مهاراتهم وزيادة فرصهم في الحصول على وظائف مناسبة، التعاون الدولي، وتتلقى مصر دعمًا من مؤسسات دولية لتحسين نظام التعليم، من خلال تمويل مشاريع تطويرية وتبادل الخبرات والممارسات الجيدة.
توصيات
وطالب : بزيادة الدعم المالي للأسر الفقيرة، وتوفير منح دراسية ومساعدات مالية مباشرة للأسر ذات الدخل المنخفض يمكن أن يساهم بشكل كبير في تقليل معدلات التسرب،وتحسين جودة التعليم، والاستثمار في تدريب المعلمين وتوفير بيئة تعليمية ملائمة يمكن أن يزيد من دافعية الطلاب للبقاء في المدارس، وتعزيز الوعي بأهمية التعليم، وإطلاق حملات توعوية تستهدف جميع فئات المجتمع لتوضيح الفوائد الطويلة الأجل للتعليم على مستوى الأفراد والمجتمع ككل، وتوسيع برامج التدريب المهني، وتوفير برامج تدريبية مهنية للشباب الذين تسربوا من المدارس يمكن أن يساعدهم في اكتساب مهارات جديدة تزيد من فرصهم في سوق العمل.