احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الإثنين الماضي، بمرور 6 سنوات على إطلاق جامعة "هولي صوفيا" وهى جامعة لاهوتية أرثوذكسية تابعها للكنيسة وتُدرس بنظام الأونلاين ويرأسها قداسة البابا تواضروس الثاني بطريرك الكنيسة.
ترصد "البوابة نيوز" في هذه السطور الرحلة التاريخية و الجانب الأكاديمي في الكنيسة القبطية، من مدرسة الإسكندرية "الكلية الإكليريكية" إلى هولي صوفيا.
أول مدرسة لاهوتية بمصر
حرصت الكنيسة القبطية منذ خطواتها الأولى في مدينة الإسكندرية على أن تتناول أفكارها بشكل أكاديمي؛ فمدينة الإسكندرية قد احتضنت عبر تاريخها مختلف العلوم والفلسفات، وحتى عندما خضعت تحت الحكم الروماني لم يمنعها ذلك من قيادة العالم القديم في العلم والمعرفة، إلى أن استقبلت الإسكندرية الفكر المسيحي على يد مار مرقس الرسول في عام 61م وفق التقليد الكنسي؛ لتصبح بعدها منارة للفكر المسيحي في العالم كأهم مدرسة لاهوتية.
ويروي المؤرخ الكنسي ملاك لوقا قصة البشارة في الإسكندرية في كتابه "الأقباط النشأة والصراع"، قائلًا: "عندما دخل مرقس البشير إلى مدينة الإسكندرية رأى حذاءه قد تهرأ لكثرة المشي؛ فمال إلى إسكافي يدعي اسمه "إنيانوس" لكي يقوم بإصلاحه، إذا وهو قائم بإصلاحه دخل المخراز في يده؛ فصاح للوقت مستغيثًا بالله الواحد، وقال: "ايوس ثيئوس" ومعناها (يا إلهانا الواحد)؛ فكانت هذه فرصة صالحة تهيئات لمرقس البشير وسأله عن مقدار معرفته بالإله الواحد، ولم يلق منه جواباَ يؤيد معني ما لفظ به، وقال له البشير: إذا كنت تعلم أن الله واحد لماذا تعبد كل هذه الآلهة الكثيرة؟ وبعد ذلك حكي له عن الله الواحد وأمن بتعاليم السيد المسيح، ومن ثم دعاه الإسكافي لمنزله ليستريح ويأكل خبزًا، وأكمل مرقس البشير حديثه عن الله لأهل بيته، وأمن الإسكافي هو وأهل بيته جميعًا وعمدهم وباركهم، وأصبح منزله مركزًا للتبشير بالديانة المسيحية في البلاد".
وبمرور الوقت زاد أتباع المسيحية في الإسكندرية واعتنقوا التعاليم الجديدة، وبعد عامين قام مرقس الرسول برسامة إنيانوس الإسكافي أسقفًا ليكمل هو البشارة في المدينة بجانب رسامة عدد من القساوسة والشمامسة، إلى أن أصبح هناك مدرسة لاهوتية قوية تجاري حداثة وعلم فلاسفة وأهل الإسكندرية.
وسميت المدرسة باسم المدرسة «الإكليريكية»، وهى كلمة أعجمية، أصلها من كلمة يونانية وهى إكليروس وتعنى مخصصا أو نصيباً، حيث إن رجال الدين مخصصون أو هم نصيب الرب، وكانت المدرسة اللاهوتية هى رمز للتعليم المصرى على مر العصور، عندما نبحث عن تأسيس الكلية يجب أن نعود إلى ما قبل مار مرقس، حيث أسس مدرسة الإسكندرية الملك بطليموس الأول سوتير عام 323ق.م. وكان شغوفًا بالعلم والعلماء، وتبعه فى ذلك بطليموس الثانى، وبطليموس الثالث الفيرجيتس، الذى فرض ضريبة أدبية على كل من يزور مدينة الإسكندرية أن يقدم كتابًا أو أكثر هدية منه لمكتبتها كشرط للسماح له بدخول المدينة.
تميزت هذه المدرسة بروحها القبطية من حيث علمها وروادها، وكالعادة كانت هذه المدرسة هى المدافعة ضد أعداء الكنيسة كعادة الأقباط فى الدفاع عن راية الحق، حيث أصبحت هذه المدرسة هى مقصد طلاب العلم من جميع البلاد، وكانت تضم المدرسة المكتبة والمتحف، وكانت هذه المدرسة تضم مدرستين، منهما مدرسة ذات طابع عام علمى فلسفى، أدبى، ثم غلبت عليها الصبغة الفلسفية اللاهوتية.
وبذلك كان منزل "أنيانوس" أول كنيسة ومدرسة لاهوتية مسيحية في مصر، ومكانها حالياً هو مكان الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية وهذا المكان يتوسط الإسكندرية القديمة.
ونوضح أن المدرسة الإكليريكية بشكل عام كانت مركزة في علمائها، حيثما يوجد أستاذها كانت توجد المدرسة، أي أنها لم تكن مقتصرة على مكان بعينه، حيث كان الأستاذ يأخذ تلاميذه في بيته الخاص، وقد ذكر عن العلامة أوريجانوس أشهر أساتذتها أنه كان يستأجر قاعات ليعظ فيها في أيام الاضطهاد والاستشهاد فلما كانت تلك القاعات تحطم بسببه كان يستأجر غيرها ويعلم في أي مكان.
وظلت كنيسة الإسكندرية المرجع الأكاديمي للفكر المسيحي لعديد من القرون، للتوقف هذه المدرسة في القرن الخامس الميلادي.
ويقول القس ميخائيل جريس حول ذلك: بالحقيقة كانت الكنيسة مزدهرة ونامية طوال العصور التي ازدهرت فيها مدرسة الإسكندرية؛ إذ كانت مصدرًا للنور والمعرفة اللاهوتية والدينية لا يمكن الاستغناء عنها، وكانت أيضًا سر القوة الخفية وراء كنيسة الإسكندرية في القرون الخمسة الأولى – إذ هو سر شهرة باباواتها وبطاركتها؛ إذ كانوا يُحْسَبون كَحُرّاس للإيمان الأرثوذكسي. وبسبب اتساع سلطتهم كانوا شغوفين بالمعرفة، فَحُسِبوا "معلمي المسكونة"، وكانت لهم الكلمة الأخيرة الفاصلة.
وتابع، وفي أواخر القرن الخامس الميلادي ضعف الإقبال على المدرسة اللاهوتية وأصابها الذبول والانحلال، وقد رأينا العلامة رودون وهو آخر مدير للمدرسة نقلها من الإسكندرية إلى صيدا، وأخيرًا بعد أن كانت المدرسة منارة للمسيحية في العالم كله بدأت تضعف نتيجة انقسام الكنيسة في مجمع خلقدونية المشئوم سنة 451 م، وهكذا تخلفت المدرسة وانتقل التراث العلمي واللاهوتي إلى الأديرة في وادي النطرون.
ويكمل، أصيبت الكنيسة المصرية بالذبول والضعف، فلم يعد لباباواتها ما كان لهم في العصور المسيحية الأولى من الثقافة اللاهوتية التي تمكنهم من قيادة الكنيسة القيادة الحكمية.
وظل الكنيسة القبطية في اضمحلال أكاديمي إلى أن جاء البابا كيرلس الرابع المعروف بأبو الإصلاح إذ مهد لإنشاء مدرسة إكليريكية لتعليم رجال الدين في الفجالة سنة 1862 ثم بعد ذلك فتح مدرسة إكليريكية سنة 1874م بالأزبكية وما أن جاء البابا كيرلس الخامس ففتح الإكليريكية الجديدة التي لم يستطع سلفه أن يكمل العمل فيها وقد عهد بإدارتها إلى القمص فيلوثيئوس إبراهيم علم الدين الذي كان عالمًا لاهوتيًا شهيرًا ولكن هذا لم يستمر كثيرًا إلا بضعة شهور، لتفتح الإكليريكية من جديد سنة فى يوم 29 نوفمبر 1893م - وهو يوم عيد افتتاح الكلية الإكليريكية- وتولى إدارتها يوسف بك منقريوس، وكانت الدفعة الأولى سنة 1893 تتألف من 12 طالبًا، 12 قسًا وراهبًا، فى مقدمتهم الطالب القديس حبيب جرجس.
وبعد وفاة يوسف بك عين الأستاذ الارشيدياكون حبيب جرجس أستاذًا ثم مديرًا، وخلال ذلك انتقل مقر الكلية الإكليريكية الى مهمشة عام 1912م، وحتى سنة 1951م حينما انتقلت إلى مقرها الحالي بدير الانبا رويس، وبعد وفاة الأرشدياكون تولى القمص إبراهيم عطية مديرًا لها حتى (30 سبتمبر 1962)، حيث رسم قداسة البابا كيرلس السادس القمص انطونيوس السرياني أسقفًا للمعاهد الدينية والتربية الكنسية باسم «نيافة الأنبا شنودة» وصار للإكليريكية أسقفاً ودخلت بذلك المجمع المقدس ورجعت الكنيسة إلى عصورها الأولى حيث مدير الإكليريكية يصير بطريركًا كتقليدها القديم في (14 نوفمبر 1971) وجلس الأنبا شنوده أسقف الإكليريكية على السدة المرقسية باسم (قداسة البابا شنودة الثالث)، كما قام البابا كيرلس السادس في عام 1967م بسيامة القمص باخوم المحرقي أسقفًا عامًا للدراسات اللاهوتية العليا والبحث العلمي باسم الأنبا غريغوريوس ، الذي وضع لائحة الكلية، كما أسس القسم الصباحي الجامعي.
وللبابا شنودة الثالث دور كبير في حركة التعليم في الكنيسة القبطية فلا عجب أن يلقب على اثر ذلك بـ "معلم الأجيال"، وذلك بعظاته الأسبوعية الشهيرة، وكتبه، واشرافه على المجلة دورية "مجلة الكرازة"، ومن الناحية الأكاديمية فقد اهتم قداسته بالكلية الإكليريكية حيث أنشأ فرعًا للإكليريكية القسم النهاري بدير السيدة العذراء (المحرق) عام 1973، عندما قام قداسة البابا شنودة الثالث فقام بنقل القسم المتوسط } الذي كان يقبل الطلبة الحاصلين على الشهادة الإعدادية ومدة الدراسة به خمس سنوات { من مقر الكلية الإكليريكية بالأنبا رويس – العباسية بالقاهرة – إلى دير السيدة العذراء (المحرق). ثم أغلق القسم المتوسط عام 1984م واستمر بها الفرع القسم العالي. أسس قداسته 12 فرعًا للقسم المسائي بالإسكندرية ، وطنطا والبحيرة والمنوفية وبوسعيد والمحلة وشبرا الخيمة المنيا والبلينا، والاقصر وكذلك بالمهجر نيوجيرسي، ولوس أنجلوس، حيث يدرس بها المرَشَّحون لنوال سِر الكهنوت، والرجال والسيدات المؤهلون العديد من العلوم المسيحية كاللاهوت والتاريخ واللغة القبطية والفن القبطى.
معهد الدراسات القبطية
وفي ظل عودة روح الكلية الإكليريكية تأسس معهد الدراسات القبطية سنة 1954م، وذلك برئاسة الدكتور عزيز سوريال عطية، حيث تجمع أكبر عدد من العلماء المصريين من أساتذة الجامعات المصرية ليقوموا معاً بعمل علمي قبطي تاريخي كبير، واجتمع المجلس الملي في 21 يناير 1954م، برئاسة الأنبا يوساب الثاني بطريرك الكنيسة رقم 115، حيث اعتمد ميزانية معهد الدراسات القبطية، وتم تخصيص الدور الأول من مبنى كلية مار مرقص بأرض الأنبا رويس ليكون مقراً للمعهد، وفي 17 ديسمبر 1954 أقيم حفل افتتاح المعهد وقابلت الأوساط العلمية العالمية فكرة إنشائه باهتمام بالغ، وسارعت إلى إيفاد علمائها وباحثيها إليه للتعاون العلمي المشترك.
وقد وافقت وزارة التربية والتعليم على إنشائه بخطابها الصادر من إدارة التعليم العالي رقم 1264 بتاريخ 10 يوليو 1955 وقد أشادت فيه بفكرة إنشائه لخدمة التاريخ الوطني في العصر المسيحي وسد العجز الموجود في هذا المجال، ويهتم بالتاريخ والحضارة والتراث والثقافة القبطية، ويتبع بطريركية الأقباط الأرثوذكس، والرئيس الأعلي للمعهد حالياً هو قـداسة الـبـابـا تـواضـروس الـثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
معهد الرعاية والتربية
قام قداسة البابا شنودة الثالث بافتتاح معهد الرعاية والتربية كجزءً من معهد الدراسات القبطية وذلك في 11 فبراير 1974م ، وتم اختيار الأنبا بيمن أسقف ملوى الراحل كأول عميد له، وفى 2 ديسمبر 1993م تـم تطـويـر وإعادة افتتاحه، وكـان عميـدًا لـه أ.د. نبيل صبحى، بعدها تولى عمادة المعهد أ.د. رسمى عبد الملك رستم، فى 22 يناير 2009م أصدر البابا شنودة الثالث القرار البابوى رقم 8/38 لسنة 2009م بفصل معهد الرعاية والتربية عن معهد الدراسات القبطية وتم اختيار الأنبا موسى الأسقف العام وكيلاً للمعهد.
ويهدف المعهد إلى اعداد خريج باحث في مجالات الرعاية والخدمة وإعداد رعاة متخصصين ومتميزين في مجالات رعوية متنوعة وتمكينهم من التعليم الذاتي لتكوينهم ثقافيا، وروحيا، واجتماعيا، وبجانب ذلك نشر الوعي الكنسي، واذكاء روح الاهتمام بالقضايا الرعوية بالكنيسة.
يمنح المعهد الدرجات العلمية التالية:
درجة دبلوم الدراسات العليا في الر عاية: وذلك بعد اجتياز عامين دراسيين كاملين.
درجة الماجستير: وذلك بعد اجتياز دراسة التمهيدي ماجستير وإعداد ومناقشة رسالة علمية.
درجة الدكتوراه: وذلك بعد اجتياز دراسة التأهيلي دكتوراه وإعداد ومناقشة رسالة علمية.
البابا تواضروس يكمل المسيرة
ولما جاء قداسة البابا تواضروس الثاني، اهتم اهتمامًا بالغًا بالتعليم والكليات والمعاهد الدينية، حيث سعى إلى رفع مستوى التعليم والبحث العلمي في مجال الدراسات اللاهوتية والكنسية المختلفة؛ فقد اهتم قداسته بالمعلم، والمنهج، والمباني والمدرجات، وقدم اهتمامًا خاصًا بالمكتبة، وأسس لجنة للإشراف علي الدراسات العليا لضمان جودة الرسائل العلمية.
وقام قداسة البابا تواضروس الثاني في عام 2015م بتأسيس المعهد القبطي للتدبير الكنسي والتنمية كأحد المعاهد التعليمية المتخصصة بالكنيسة القبطية، من أجل تحقيق رؤية قداسته في التطوير المؤسسي للخدمة بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية بمصر والمهجر، ويهدف هذا المعهد إلى إعداد كوادر من قادة الكنيسة ("إكليروس – خدام – مجالس كنائس"، قادرين علي إحداث نقلة نوعية في قيادة الخدمة وتلبية توقعات واحتياجات الشعب.
وقد بدأ المعهد بتجهيز مقره المؤقت بالتجمع الخامس بالقاهرة منذ ذلك الوقت، وخلال الفترة من 2016 الي 2023، استطاع المعهد أن يقدم عدد ضخم من الدورات التدريبية أفادت عدد كبير من الكنائس والإيبارشيات ومناطق الخدمة، وبدأ المعهد في توفيق أوضاعه بحسب لائحة أكاديمية العلوم اللاهوتية والدراسات القبطية، حيث شارك في اللجنة الفنية التابعة لسكرتارية المجمع المقدس. وفي هذا الإطار، تم وضع خطة خدمات المعهد "2020- 2025"، والتي تستهدف إعداد وتقديم دورات تدريبية جديدة متخصصة وشهادة دبلومة احترافية وشهادة ماجستير في علوم التدبير الكنسي والتنمية، لتلبي احتياجات الكنيسة في إطار التوسع في الشهادات والدرجات العلمية التي سيمنحها المعهد للدارسين، تحت مظلة الأكاديمية..
كما أنشأ قداسته في عام 2018، معهد القديس بولس الرسول للدراسات الخدمية والكرازية حيث يعتبر هذا المعهد إحدى ثمار خدمة الكرازة المرقسية في الكنيسة الأرثوذكسية، حيث اعتمدت بشكل أساسي منذ بدايتها على التعليم وتطوير الذات وكان مصدر الإلهام الدائم هو الأرشيدياكون حبيب جرحس وقصة كفاحه في نشر التعليم المسيحي الصحيح.
وفي ظل وجود النهضة التعليمية التي يقودها البابا تواضروس الثاني، تم تأسيس جامعة هولي صوفيا القبطية الأرثوذكسية في 1 يوليو عام 2019م بحسب نظام الجامعات الامريكية التي تقدم دراستها اونلاين وذلك بمرحلة التجريب أولاً لمدة سنتين بإيبارشية نيويورك ونيو إنجلاند القبطية الأرثوذكسية بالولايات المتحدة الأمريكية برعاية الأنبا دافيد أسقف الإيبارشية.
ويوجد نظامين للدراسة بالجامعات الامريكية النظام الأول وهو المعتاد، يقدم في صرح مباني الحرم الجامعي ويستلزم الوجود الفعلي للدارس بالحرم الجامعي وتقدم فيه الدراسة بنظام التيرمات، أما نظام الدراسة أونلاين الأمريكية التي اتخذتها جامعة هولي صوفيا هي عبارة عن إعطاء الكورس على مدى 8 أسابيع فقط وهذه تسمى موديول وليس تيرم.
وفي سبتمبر 2021 وبعد نجاح تجربتها لمدة سنتين، قدممها الأنبا دافيد لقداسته ليكون رئيساً عليها والأنبا دافيد نائباً للرئيس، وشعار الجامعة هو "حيث حكمة الكنيسة الأولى تضيء الحياة الحديثة" لأنها تهتم بنشر تعاليم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية حسب ما تسلمناه من آباء الكنيسة الأولى.
ويقول الموقع الرسمي لجامعة هولي صوفيا أن الجامعة تجمع عدة كليات في تخصصات مختلفة وباللغتين الإنجليزية والعربية، وتقدم إجمالي عدد 147 كورس بكل كلياتها وبها عدد إجمالي 69 أستاذ بروفيسور ومدرسون مساعدون في كل كلياتها. وتمنح إجمالي 11 شهادة ماجستير في كل تخصصاتها بكل كلياتها.
إجمالي عدد تسجيل الدارسين في كل الكورسات التي قدمت منذ افتتاح الجامعة في سبتمبر 2019 إلى سبتمبر 2021، هو 2181 وتشمل التسجيل لأخذ كورس واحد إلى التسجيل في كورسات لاستكمال شهادات الماجستير. وعدد الدارسين في اول موديول لافتتاح الجامعة كان 34 دارس، ويتراوح التسجيل في كل موديول ما بين 150 إلى 250 دارسا.
ولم يقف قداسة البابا تواضروس عند هذا الحد بل قام بافتتاح 19 نوفمبر 2019م المكتبة البابوية المركزية حتى تكتمل الصورة بأحد أهم المنشآت الحديثة في منظومة التعليم في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر.
تبلورت فكرة إنشاء هذه المكتبة لدى قداسة البابا تواضروس الثاني مع ازدياد عدد المعاهد ومراكز الأبحاث اللاهوتية، والتي تستلزم وجود مكتبة كبيرة ومركزية تحظى بالرعاية الكنيسة، من هنا كانت فكرة إنشاء هذه المكتبة في المقر البابوي بدير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون في مصر.
وتسعى المكتبة أن تجمع في مكان واحد أكبر كمية من الكتب والمراجع والرسائل العلمية والمخطوطات التي تفيد الباحثين في القبطيات والعلوم اللاهوتية والعلوم الكنسية بصفة عامة.