ما زالت قرارات الحكومة اليمنية الشرعية الخاصة بنقل المؤسسات اليمنية وتحديداً البنوك وشركة الخطوط الجوية اليمنية من العاصمة صنعاء إلى العاصمة المؤقتة عدن؛ تؤرق ميليشيا الحوثي التي تحاول جاهدة التصدي لهذا القرارات بجميع وسائل القمع الممكنة لما لها من تأثير سلبي على موارد الميليشيا ومزاعمه لتمويل جبهات القتال وتطوير قدراتها العسكرية.
ترويع «المعبقي»
وفي ضوء ذلك، فقد أعلنت مصادر حكومية يمنية لوكالة الأنباء "سبأ" في 6 يوليو 2024، أن مليشيا الحوثي اقتحمت بعدد من الأطقم العسكرية منزل محافظ البنك المركزي «أحمد غالب المعبقي» في مدينة صنعاء الخاضعة لسيطرتها، وقامت بترويع سكانه وجيرانه وطردهم بالقوة، ومن جهته، فقد أدان وزير الإعلام بالحكومة الشرعية «معمر الإرياني» اقتحام منزل «المعبقي»، وقال "هذا العمل الانتقامي الجبان جاء بعد الإجراءات التي اتخذها البنك المركزي اليمني انطلاقاً من مسؤولياته القانونية في التصدي لعبث المليشيا بالقطاع المصرفي".
وتجدر الإشارة أن اقتحام منزل «المعبقي» يأتي امتداد لممارسات ضد كل من يرفض نهجها الطائفي، ومحاولاتها للسيطرة على ثروات ومقدرات الشعب اليمني، وقد وضعت محافظ البنك المركزي اليمني مؤخراً على قائمة المستهدفين بعد إصداره سلسلة من الإجراءات الصارمة بحق البنوك وشركات الصرافة العاملة في مناطق سيطرتها تقضى بوقف التعامل معها لعدم نقل مقراتهم من صنعاء إلى عدن، بجانب وقف العمل بالطبعة القديمة من العملة اليمنية المنتشرة بالمناطق الحوثية، وهذه القرارات شكلت "صدمة" للميليشيا التي تعتمد بشكل كبير على "تحويلات المغتربين اليمنيين" من أجل تمويل جبهات القتال وعملياتها العسكرية المزعومة.
وبناءً عليه، فإن اقتحامها لمنزل محافظ البنك المركزى التابع للشرعية ليس بجديد إذ لطالما صادرت الميليشيا المئات من منازل المعارضين لها منذ انقلابيها وسيطرتها بدعم إيراني على العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى بقوة السلاح.
انتهاكات حوثية
ومن الجدير بالذكر أن الجماعة المتمردة لم تكتفي باقتحام محافظ البنك المركزي اليمني، بل قامت خلال الأسابيع الماضية باحتجاز 4 طائرات لشركة الخطوط الجوية اليمنية مما تسبب في إعاقة عودة أكثر من ألف حاج يمني، كانت رحلاتهم مجدولة إلى مطار صنعاء الواقع تحت سيطرتهم، وكانت هذه محاولة حوثية للضغط على الشرعية لإجبار الشركة اليمنية على التنازل عن قرارها الأخير الرامي إلى تحويل قيمة منافذ البيع في اليمن والعالم إلى المقر الرئيسي للبنك المركزي بالعاصمة المؤقتة عدن، وتحويله إلى البنك المركزي التابع للميليشيا في صنعاء، وذلك حتى يسهل على الأخيرة السيطرة على موارد الشركة التي شهدت تدهوراً كبيراً.
ومن أجل إعادة حجاج اليمن مع شرط عودة الطائرات اليمنية المحتجزة، فقد أصدر مسؤولي الميليشيا خلال الأيام الماضية تهديدات موجهة لأطراف الصراع الأخرى خاصة السعودية والزعم بأن الجماعة ستقصف مطارات المملكة في حال لم يتم عودة حجاج اليمن عبر مطار صنعاء بدلاً من مطار عدن.
ومن أبرز التهديدات التغريدة التي كتبها المتحدث باسم قوات الميليشيا «يحي سريع» في حسابه على موقع "إكس" حملت عبارة واحدة فقط وهي "3 أيام" دون توضيح ماهيتها، وهو ما جعل عدد من المراقبين يقولون بأن الميليشيا تجهز لتصعيد عسكري في حال لم يتم عودة الحجاج، ومن اللافت أنه بعد انتهاء هذه المهلة تم عودة حجاج اليمن إلى صنعاء، وهو ما يؤكد أن التهديدات والاعتقالات وسائل حوثية لقمع الشرعية والضغط لتحقيق مكاسب مزعومة.