تعرضت بنجلاديش ونيبال وأجزاء من الهند لفيضانات عارمة مع استمرار هطول أمطار غزيرة متقطعة على مدى الشهرين الماضيين، والتي تسببت في وفيات وخسائر في الممتلكات على نطاق واسع في المنطقة.
وذكرت شبكة البلقان الإخبارية المتخصصة في شئون أوروبا الشرقية وأوراسيا أنه على الرغم من دول منطقة جنوب آسيا تشهد تلك الأحداث سنويًا، إلا أن الفيضانات والظواهر الجوية المرتبطة بها مثل الأعاصير كانت متطرفة خلال العام الجاري وأدت إلى تعطيل مظاهر الحياة وتعطل الاقتصاد لدى الدول المتأثرة.
ولا تشترك كل من نيبال وبنجلاديش في الحدود مع الهند فحسب، بل تشترك أيضًا في الأنهار التي تتدفق عبر أراضي أكثر من عدد قليل من البلدان في المنطقة، مما يؤثر على دول متعددة في وقت واحد.
وفي شرق الهند وغرب بنجلاديش، كان نهر براهمابوترا هو السبب في أحدث موجة من الفيضانات، وقد شهدت ولاية آسام شمال شرق الهند نزوح أكثر من 2.4 مليون شخص وأكثر من 66 حالة وفاة.
وشهدت بنجلاديش نزوح أكثر من مليوني شخص في 64 منطقة ووفاة ثمانية أشخاص، كما تضررت حديقة كازيرانجا الوطنية في الهند بشدة بسبب ارتفاع مياه الفيضانات الأمر الذي هدد حياة البشر والحياة البرية في المنطقة، لاسيما العديد من الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض.
وفي غرب الهند، أثر نهر كوشي، الذي يتدفق عبر كل من الهند ونيبال بسبب ارتفاع منسوب المياه فيه، خاصة على نيبال، في شكل كارثة مزدوجة تتمثل في الفيضانات المفاجئة والانهيارات الأرضية، حيث أشارت تقارير وسائل الإعلام النيبالية إلى أن إجمالي الضحايا الناتجين عن ذلك يزيد عن 41 شخصا.
بالإضافة إلى ذلك، توقعت إدارة الأرصاد الجوية الهندية هطول أمطار غزيرة ستؤثر على كل جزء رئيسي من الهند، مما قد يؤدي على الأرجح إلى تفاقم الأزمات. كما تأثرت منطقة العاصمة الوطنية الهندية ونيودلهي أيضًا بالأمطار منذ الأسبوع الأخير من يونيو 2024.
وكان قطع المياه في المناطق الحضرية وتدمير البنية التحتية سمة شائعة للأمطار الغزيرة في شمال الهند سنويًا أيضًا، في حين أن الخسائر في الأرواح غير شائعة نسبيًا في مناطق شمال الهند ذات التضاريس غير الجبلية.
وكانت منطقة المحيط الهندي، التي تنتمي إليها منطقة جنوب آسيا بأكملها، معرضة لنحو سبعة بالمئة من إجمالي الأعاصير المتولدة في العالم، وتتسبب الفيضانات والعواصف بدورها في ما يتراوح بين 60 إلى 80 في المئة من الكوارث الطبيعية في جنوب آسيا كل عام.
وفي حين أصبحت إدارة مخاطر الكوارث أولوية قصوى بالنسبة لحكومات المنطقة، فإنه من المستحيل تجنب التكلفة الاقتصادية للكوارث الطبيعية، في الوقت الذي تشير فيه تقديرات بنك التنمية الآسيوي في مايو 2021 إلى أن الخسائر المالية الناجمة عن الكوارث المرتبطة بالطقس في جنوب آسيا بين عامي 2004 و2014 تبلغ حوالي 91 مليار دولار، عانت الهند وحدها منها نحو 56 مليار دولار بين عامي 2019 و2023.
ومن المرجح أن تكون منطقة جنوب آسيا الأوسع قد عانت من المزيد من الخسائر بسبب الكوارث الطبيعية المرتبطة بالطقس وفقًا لتقديرات بنك التنمية الآسيوي.