د. حسام بدراوي: ينبغي للتقنيات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي أن تضبطها قواعد اخلاقية حاسمة لمنع النتائج الكارثية
نظمت مكتبة الإسكندرية اليوم الثلاثاء جلسة حوارية بعنوان "مستقبل التعليم في عصر الثورة الرقمية" ضمن سلسلة "حوارات الإسكندرية"، وتحدث فيها الدكتور حسام بدراوي، وأدار اللقاء الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، وذلك بحضور كبار شخصيات محافظة الإسكندرية وأدباء وعلماء وباحثين وأساتذة الجامعة ونواب البرلمان و ممثلي الإعلام.
وقال الدكتور أحمد زايد، مدير المكتبة إن الدكتور حسام بدراوي شخصية استثنائية ، فهو العالم والطبيب والمفكر والسياسي الذي يبدع في كتبه ومقالاته، وهو صاحب مدرسة فلسفية فكرية ، واضح التوجهات وقد استمتعت بواحد من آخر كتبه "أنا والميمات" ، وأضاف: زاملت د.حسام مراراً في لجان التعليم ، وهو معلم وأستاذ عظيم.. واسهاماته في التعليم محترمه وموثقة.
وحول الرقمنة؛ أشار زايد إلى أن العالم الحالي دخل عالم الرقمنة وفرض على الجميع متطلبات تكنولوجية هائلة، وأصبحت الأجيال الجديدة تمتلك طموحات ونظرة للمستقبل مختلفة كثيرًا عن أجيال القديمة وهو ما يطرح العديد من التساؤلات عن كيفية التعامل مع الرقمنة.
وفي بداية حديثه؛ عبر الدكتور حسام بدراوي، عن سعادته بالتواجد في مكتبة الإسكندرية، والمحاضرة شملت رؤية عامه للتعليم في العالم وفي مصر، ثم أخذ الحاضرين معه في جولة لرؤية مصر ٢٠٣٠ في التعليم، لأنها الأساس الذي يتم البناء عليه للدخول في عالم الرقمنه والذكاء الإصصناعي، وأكد أن أطفالنا وشبابنا قادر علي مواكبة التطور وأعطيناهم الفرصة ومنحناهم المناخ الذي يبدعون فيه.
وقال د.حسام: كيف يمكن للنهج الشامل القائم علي الذكاء الاصطناعي أن يكون مؤثراً في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ، مع ما يمثل ذلك من مخاطر وفرص لرفاهية الإنسان، وفي حين أن الAI يبشر بالتقدم المجتمعي، فإن استخدامه السائد في الحروب والمراقبة يثير المخاوف ، ولمنع النتائج الكارثية الممكنة، ينبغي للتقنيات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي أن تضبطها قواعد اخلاقية حاسمة.
وامتد الحديث الي الفرق بين التعريفات وشرح ماهية الذكاء الاصطناعي فقال: علينا أن ندرك معاني نظن أنها مفهومة للعامة وهي ليست كذلك، وذكر الدكتور حسام مثلين وهما الفرق بين رد الفعل والفعل الاستباقي. ( reactive vs proactive ) والثاني هو الفرق بين الحوسبة العادية مهما تطورت، والذكاء الاصطناعي .
وأكد الدكتور حسام إن الفرق الأساسي بين السلوك التفاعلي (Reactive) والسلوك الاستباقي (Proactive) يكمن في كيفية الإستجابة للمواقف و الأحداث. فالسلوك التفاعلي (Reactive) يكون التركيز علي مواجهة التحديات بعد ظهورها.
وأضاف أنه غالبًا ما ينطوي هذا النهج على قرارات قصيرة الأمد دون النظر إلى الأثر طويل الأجل و يركز على الحالة الراهنة .
أما السلوك الاستباقي (Proactive) فيعتمد علي التوقع والتحضير واتخاذ إجراءات قبل حدوث المواقف، وهو سلوك موجه نحو اغتنام الفرص الممكنة وتجنب المشاكل قبل حدوثها بل قد تشارك في صناعة الحدث نفسه.
وقال الدكتور حسام الأمر الثاني هو الإختلاف بين مفهوم الحوسبة العادية مهمابلغت قدرتها، والذكاء الاصطناعي، حيث أن الحوسبة العادية، والمعروفة أيضًا بالحوسبة الكلاسيكية، أخذت زمناً حتي يستوعبها كثير من البشر ، وتعتمد على مجموعة محددة من التعليمات أو الخوارزميات لأداء المهام إلا أن نفس الإدخال سينتج دائمًا نفس المخرجات.
وعرض الدكتور حسام أمثلة تشمل العمليات الحسابية الأساسية، مهام معالجة البيانات، وتطبيقات البرمجيات التي لا تتعلم من البيانات ولكن تعمل ضمن قدراتها المبرمجة.
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي، يشير إلى تطوير أنظمة تتمكن من أداء مهام تتطلب عادة ذكاءً بشرياً، وذلك وعلى عكس الحوسبة العادية، حيث أنه تم تصميم أنظمة الذكاء الاصطناعي لتحسين أدائها بمرور الوقت من خلال التعلم من البيانات التي تعالجها.
وفي حوار مستمر مع الحاضرين وترحيب وتقدير انتهت المحاضرة بصور تذكارية مع الجميع وسط جو من الاحترام المتبادل والأمل في غدٍ أفضل لمصر، حضر اللقاء وعلق مثنيا علي المحاضرة د.يسري الجمل وزير التعليم الأسبق.