شهدت أسعار الذهب العالمية ارتفاعا اليوم الثلاثاء لتعوض بذلك بعض الخسائر التي تكبدتها خلال جلسة الأمس التي شهدت انخفاض كبير في سعر الذهب بسبب عمليات البيع لجني الأرباح، بينما تترقب الأسواق حالياً اليوم الأول من شهادة رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أمام الكونجرس الأمريكي.
يتداول سعر أونصة الذهب العالمي وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند 2359 دولار للأونصة وهو نفس سعر افتتاح جلسة اليوم، بينما قد سجل أعلى مستوى عند 2368 دولار للأونصة، يأتي هذا بعد أن انخفض الذهب يوم أمس بنسبة 1.4% مسجلاً أدنى مستوى عند 2351 دولار للأونصة.
بعد أن أنهى الذهب تداولاته الأسبوع الماضي عند أعلى مستوى في 6 أسابيع فوق المستوى 2390 دولار للأونصة، شهد عمليات بيع كبيرة مع بداية هذا الأسبوع بهدف جني الأرباح وتعديل المؤشرات الفنية ليفقد جميع المكاسب التي سجلها نهاية الأسبوع الماضي.
اليوم بدأ الذهب في الاستقرار بعض الشيء والتحرك بشكل عرضي في ظل انتظار الأسواق لنتائج اليوم الأول من الشهادة النصف سنوية لرئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أمام مجلس الشيوخ الأمريكي، والتي سيتطرق خلالها إلى تفاصيل السياسة النقدية للبنك ومستقبلها وفقاً لمعدلات التضخم وأوضاع سعر الفائدة.
إذا أشار باول بشكل مباشر أو غير مباشر إلى أن الضعف يتسرب إلى الاقتصاد الأمريكي، فسيكون ذلك إيجابيا للذهب، لأن ضعف النشاط الاقتصادي الأمريكي ينعكس بالسلب على معدلات التضخم، وبالتالي سيدفع هذا البنك الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة وهو الأمر الإيجابي بالنسبة لأسعار الذهب لأنه يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه.
أظهر تقرير الوظائف الحكومي يوم الجمعة أن معدل البطالة في الولايات المتحدة ارتفع إلى 4.1٪ وهو أعلى مستوى منذ عامين ونصف، بالإضافة إلى تراجع متوسط الأجور وتعديل قراءة الوظائف الجديدة لشهر مايو وابريل بشكل سلبي الأمر الذي اعتبرته الأسواق المالية تباطؤ واضح في قطاع العمالة.
تضع الأسواق المالية حالياً احتمال بنسبة 77% أن البنك الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة في سبتمبر القادم، على أنه يتبعه قرار آخر في ديسمبر، وذلك على الرغم من توقعات أعضاء البنك الفيدرالي التي تم الإعلان عنها في اجتماع البنك الأخير والتي تشير إلى خفض الفائدة مرة واحدة فقط هذا العام بعد أن كانت توقعاتهم السابقة في مارس الماضي تشير إلى خفض الفائدة 3 مرات.
يصدر هذا الأسبوع أيضاً بيانات التضخم الأمريكية عن شهر يونيو، وفي حال تراجع التضخم سيزيد هذا من فرص ارتفاع أسعار الذهب لأنه يخدم توقعات خفض الفائدة.
وبالنظر إلى الدولار الأمريكي نجد أنه قدر ارتفع خلال تداولات اليوم للجلسة الثانية على التوالي وهو ما يزيد من الضغط السلبي على مستويات الذهب، ولكنه قد سجل يوم أمس أدنى مستوى منذ أكثر من 3 أسابيع مقابل سلة من 6 عملات رئيسية بسبب تزايد التوقعات بخفض الفائدة الأمريكية في سبتمبر القادم.
الذهب يتحرك في علاقة عكسية مقابل الدولار وبالتالي تعافي مستويات الدولار قد تبقي الذهب في حالة تذبذب فوق مستوى الدعم الرئيسي في المنطقة حالياً عند 2350 دولار للأونصة.
الطلب الفعلي على الذهب من المحتمل أن يتراجع في الربع الثاني بسبب تراجع مشتريات البنك المركزي الصيني الذي توقف عن شراء الذهب خلال شهري مايو ويونيو وأنهى سلسلة من المشتريات استمرت 18 شهر على التوالي، ولكن بشكل عام من المتوقع أن ينتعش الذهب في نهاية العام.
نمو استهلاك الذهب الفعلي لا يزال يتجه بشكل إيجابي خلال عام 2024 ويمكن أن يساعد في دفع الأسعار الفورية نحو مستويات 2400 ثم مستهدفات المؤسسات العالمية عند 2500 و 2600 دولار للأونصة خلال النصف الثاني بالتزامن مع عمليات خفض الفائدة من قبل البنوك المركزية العالمية.
حيث سيدفع هذا المستثمرون باللحاق بقطار الذهب من جديد خاصة من فاتته فرصة الارتفاع الكبير الذي سجله الذهب في الشهور الماضية وتسجيله مستويات تاريخية متتالية
اقتصاد
مسجلا 2359 دولارا للأونصة.. الذهب يعوض جزءا من خسائره بعد عمليات جني الأرباح
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق