قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن خروج آلاف الإسرائيليين إلى الشوارع أمس /الأحد/ للاحتجاج على حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو،هو علامة على الاستياء المتزايد من إدارة الزعيم الإسرائيلي للحرب والفشل في تأمين إطلاق سراح المحتجزين في غزة مع دخول الحرب شهرها التاسع.
وأضافت الصحيفة أن المتظاهرين تجمعوا في ظل الحر الشديد لإغلاق الطرق الرئيسية في جميع أنحاء إسرائيل، ولوحوا بالأعلام الإسرائيلية أثناء تجمعهم في التقاطعات الرئيسية في تل أبيب والقدس وحيفا ومدن أخرى.. وكان الهدف من المظاهرات هو إيقاف الحياة الطبيعية والإشارة إلى الإحباط في ذكرى مرور الشهر التاسع على هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، والذي قُتل فيه 1200 شخص واحتجز حوالي 250 رهينة، وفقا للسلطات الإسرائيلية.
وأشارت الصحيفة إلى أن بعض المتظاهرين دعوا إلى إجراء انتخابات جديدة، حاملين لافتات عليها رسائل لنتنياهو مثل "أنت الرأس، أنت المُلام"، ووصفوا ائتلافه بـ "حكومة الدمار".. بينما ركز آخرون رسالتهم على إعادة المحتجزين البالغ عددهم 116 لدى حماس وما زالوا في غزة.. وكُتب على إحدى اللافتات المرفوعة في الهواء "نحن جميعًا رهائن"، بينما هتفت بعض الحشود "أعيدوهم إلى الوطن الآن".. وامتد الاحتجاج إلى الشوارع الهادئة، حيث اكتظت المقاهي في جميع أنحاء تل أبيب بلافتات تدعو إلى "اتفاق الآن".
وجاءت موجة الاحتجاجات المنسقة بعد أيام من استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار مع حركة حماس وهي الجولة الأخيرة في سلسلة من المحادثات المتعثرة استمرت لأشهر لإنهاء القتال مقابل إطلاق سراح المحتجزين.
وتضغط الاحتجاجات على حكومة نتنياهو، التي تواجه بالفعل انخفاضا في معدلات تأييدها، وصراعا داخليًا، وتحقيقات دولية في المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية بشأن ملاحقتها للحرب في غزة.
لكن تمار هيرمان الباحثة البارزة في "معهد الديمقراطية" الإسرائيلي في القدس قالت إن الحكومة ترفض الضغوط للتنحي، إذ تعلم أنها ستخرج بموقف برلماني أضعف في حالة إجراء انتخابات جديدة.. واستبعدت هيرمان أن تؤدي المظاهرات الأخيرة إلى إسقاط الحكومة، وقالت "لكنها أمر بالغ الأهمية للغاية لإظهار للحكومة أن شريحة كبيرة من الجمهور غير راضية".