مع حلول العام الهجري الجديد، تتجدد في قلوب المسلمين نفحات الأمل والتفاؤل، يأتي هذا الوقت ليذكرنا بهجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وما تحمله من قيم التضحية والصبر، حيث يجتمع المسلمون في هذه المناسبة للاحتفال بالتجديد والبدء بروح جديدة، متمنين عامًا مليئًا بالبركة والسلام.
تتميز احتفالات الطرق الصوفية بالعام الهجري الجديد بأجواء روحانية مميزة، تتجلى فيها الأناشيد الدينية والابتهالات التي تمجّد ذكرى الهجرة النبوية الشريفة.
تبدأ الاحتفالات بتجمع المريدين والأتباع في الزوايا والتكايا، بمسيرة من مسجد الحسين، حيث تُقرع الطبول بألحان مهيبة تنسجم مع الأناشيد الصوفية العذبة، ويعتبر قرع الطبول جزءًا أساسيًا من الطقوس الصوفية، حيث يعبر عن الفرح بقدوم العام الجديد ويُحيي النفوس ويُعزز الروحانية.
يتخلل الاحتفال حلقات ذكر تضم تلاوة القرآن والأدعية والمدائح النبوية، مما يخلق جوًا من التأمل والتقرب إلى الله، يتشارك المريدون في هذه اللحظات بروح الأخوة والمحبة، مؤكدين على قيم الصوفية من تواضع وخدمة الآخرين.
كما تُقام مواكب رمزية تجوب الشوارع، تضفي على المدن والقرى أجواء احتفالية مبهجة، تتجلى في هذه الاحتفالات معاني الوحدة والفرح بالتقرب إلى الله، مع الدعاء بأن يكون العام الهجري الجديد مليئًا بالبركة والخير.