اكتشف علماء الآثار أدلة على وجود حضارة مفقودة في فنزويلا تعود إلى ما لا يقل عن 4000 عام، حيث تم العثور على رسومات قديمة على قمة جبل مسطح في متنزه كانايما الوطني بولاية بوليفار. تضمنت هذه الرسومات تصميمات ملونة من أنماط النقاط وزخارف الأوراق والأشكال العصا، مما يشير إلى أنها قد تكون جزءًا من طقوس غامضة.
قال الباحث الرئيسي، خوسيه ميغيل بيريز جوميز، في حديثه لصحيفة ديلي ميل: "إن الدراسات السابقة لم تجد أي علامات على وجود نشاط بشري في المنطقة، مما يشير إلى أن الفن قد صنعته حضارة غير معروفة سابقًا". ويعتمد اختلاف هذه المجموعة المكتشفة حديثًا عن الثقافات الأخرى على "المقارنات الأسلوبية مع أماكن أخرى في المنطقة"، مما يجعلها "نقطة الصفر لظهور هذه الثقافة".
تقع الرسومات على جبل في منتزه كانايما الوطني، الذي يمتد على مساحة تزيد عن 11500 ميل مربع.
أوضح بيريز جوميز: "إن ما نراه هو ثقافة جديدة من الصيادين وجامعي الثمار الذين وصلوا على الأرجح إلى منطقة منتزه كانايما الوطني في نهاية العصر البلستوسيني، واستقروا هناك وتطوروا، ثم انتشروا إلى بقية المنطقة، وصولًا إلى أماكن بعيدة مثل حوض الأمازون".
تتطلب بعض الرسومات، مثل تلك التي تصور أوراق الشجر، الوصول إلى مناطق يصعب الوصول إليها، مما تطلب من الفريق تسلق سلم لتصويرها. وكانت الزخارف الأخرى تتضمن أشكالًا على شكل هراوة ورموز، مما قد يكون علامة على مساعي الصيد الناجحة. كما استخدم الفنانون القدماء المغرة الحمراء، وهي صبغة أكسيد طبيعية مصنوعة من الطين المطحون والكوارتز والطباشير، والتي كانت ذات لون برتقالي خفيف.
تشير الدراسات إلى أن هذه الرسومات قد تكون مرتبطة بالميلاد، أو المرض، أو الطبيعة، أو الصيد. وقال بيريز جوميز: "ربما كان الموقع له معنى وأهمية داخل المشهد، تمامًا كما أن للكنائس معنى بالنسبة للناس اليوم". ويقع الجبل بين نهري أراواك وأبارورين، مما يجعله في وسط ممر طبيعي لهجرة الحيوانات.
تظهر الرسومات، التي يُعتقد أنها أقدم من تلك التي تم العثور عليها بالقرب من الحدود البرازيلية والتي يعود تاريخها إلى حوالي 4000 سنة قبل الميلاد، أن هذه الحضارة كانت تستخدم المكان كمأوى وموقع لممارسة الأنشطة الطقسية. وأشار بيريز جوميز إلى أنه تم العثور أيضًا على كتابات جرافيتي باهتة على جدار صخري يعود تاريخه إلى عام 1947، مما يشير إلى وجود المستكشف الإسباني الكابتن فيليكس كاردونا بويج في المنطقة.
تعتبر هذه النتائج استثنائية لأنها جديدة على العلوم وتملأ فجوة في منطقة لم يتم استكشافها من قبل من الناحية الأثرية. كما أنها توفر السياق لدراسات إقليمية أخرى في شمال البرازيل، وغويانا، وحتى في جنوب كولومبيا.
دعا الباحثون إلى حماية الموقع، وأعربوا عن تفاؤلهم بأنهم سيكتشفون المزيد من مواقع الفن الصخري في الحديقة التي تمتد على مساحة 11583 ميلاً مربعاً. ويعمل بيريز جوميز مع باحثين في البلدان المجاورة لتحديد ما إذا كانت نفس المجموعات الثقافية هي التي صنعت الفن الصخري، مما يشير إلى ثراء ثقافي وإثني يمكن أن يعزز فهمنا للتاريخ البشري.