مطالب وملفات كثيرة تنتظر الدكتور أحمد هنو وزير الثقافة الجديد، يتساءل الكثيرون كيف يواجه الوزير الجديد هذه المطالب والرؤية التي يحددها في تطوير المنظومة الثقافية، خاصة أن الرئيس عبدالفتاح السيسي قد أعطى تكليفات للدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء بتطوير ملفات الثقافة والوعي الوطني والخطاب الديني المعتدل على النحو الذي يرسخ مفاهيم المواطنة والسلام المجتمعي.
الدكتور أحمد هنو: بناء الشخصية المصرية من أولويات عملى
الدكتور أحمد هنو عقب أدائه اليمين الدستورية وزيرًا للثقافة ذكر أن بناء الشخصية المصرية هو من أولويات عمله وأنه سيعمل جاهدًا للحفاظ على الريادة الثقافية المصرية وتعزيز مكانة مصر كمركز ثقافي إقليمي ودُولي.
كما أكد وزير الثقافة، أن بناء الإنسان المصري سيكون على رأس أولويات عمل الوزارة خلال الفترة القادمة، من خلال العمل على تعزيز القيم والمبادئ الإيجابية لدى جميع أفراد المجتمع، ودعم دور الثقافة في تنمية مهارات الشخصية المصرية، وصقل قدراتها، ونشر الوعي والمعرفة، وتشجيع الإبداع والابتكار، ودعم الموهوبين.
وأشار إلى أن الفترة القادمة ستشهد تكثيف العمل على مشروعات تطوير البنية الثقافية، ودعم الصناعات الإبداعية، وحماية الهوية المصرية، وتوثيق التراث الثقافي، موضحا أنه سيكون صوت المثقفين المصريين لدى الحكومة، وسيعمل جاهدًا للحفاظ على الريادة الثقافية المصرية، وتعزيز مكانة مصر كمركز ثقافي إقليمي ودُولي، وتحقيق التكامل والإنصاف الثقافي في مجتمعنا.
على الجانب الآخر هناك بعض من مطالب العاملين بالقطاعات الثقافية والفنية التى تنتظر وزير الثقافة الجديد وأخرى مما يأمل الكثيرون في الساحة الثقافية أن تكون محور الاهتمام لدى الدكتور هنو، وفي هذا الإطار تسأل البوابة نيوز عددا من الفنانين والمثقفين عن الملفات التي يأملون من الوزير الجديد فتحها ومحاولة إيجاد حلول لها حتى يتم تطوير المنظمة الثقافية بالشكل المرجو.
الفنان التشكيلي محمد عبلة : لابد من الاهتمام بالجانب الإقتصادى للثقافة.. وتنشيط الجانب الحوارى
في البداية يرصد الفنان التشكيلي محمد عبلة أبرز الملفات الشائكة فى الثقافة المصرية، قائلا: إنه ما زالت حتى الآن الدولة هى اللاعب الأكبر والأهم فى مجال الثقافة والفن بما تملكه من إمكانيات، من قاعات عرض، وفرص ثقافية كبيرة مطالبا بزيادة ميزانية وزارة الثقافة حتى يصبح هناك مرونة، فضعف الميزانية يجعل معظم الأماكن الفنية والثقافية لا تقدم الخدمة المرجوة منها بشكل منتظم.
وشدد عبلة على ضرورة الاهتمام بالجانب الاقتصادي للثقافة، وتسويق المنتج المصري من فن تشكيلي وابداعات بشكل عام، فقد أصبح ضرورة جدا بجانب الاعتماد على ميزانية الوزارة.
كما طالب بإعفاء الخامات والأدوات الخاصة بالمناهج الدراسية لكليات الفنون من الضرائب بشكل نهائي، لأنه ما زالت الجمارك المصرية تعامل الأدوات الفنية من أوراق وفرش وألوان معاملة الكماليات، موضحًا أنها تعرقل العملية التعليمية.
ودعا الى تنشيط الجانب الحواري والجدلي في الحياة الثقافية المصرية، لأنه لا يوجد فن أو ثقافة دون جدل".
الدكتور حسين حمودة: إستكمال تقديم الخدمات الثقافية للأطراف المصرية
في حين قال الدكتور حسين حمودة استاذ الأدب العربي بجامعة القاهرة : إن جموع المثقفين ينتظرون من الوزير الجديد الكثير خاصة أن هناك ملفات كثيرة تهم الشأن الثقافي بحاجة الى من يسلط الضوء عليها فالكثيرون ينتظرون استكمال المشروعات الثقافية التي كانت قد بدأت، وقطعت خطوات، خلال الفترة السابقة، ومنها بوجه خاص تقديم الخدمات الثقافية للأطراف المصرية، في سيناء بوجه خاص وأيضا في الصعيد وفي الصحراء الغربية.
وأضاف حمودة: المثقفون يأملون معالجة بعض الموضوعات وبعض الملفات الثقافية، مثل حل مشكلات النشر الحكومي، النهوض بصناعة السينما، ودعم أكبر لقطاع الترجمة من العربية وإليها، بحيث يتم تغطية النقص الواضح في هذا الاتجاه، العمل على المزيد من التنسيق بين وزارة الثقافة ووزارة التعليم.
بحيث يتحقق حضور أكبر للثقافة الحقيقية الحديثة وللأدب الحديث في مقررات التعليم المختلفة، والبحث عن مزيد من سبل التعاون بين وزارة الثقافة المصرية وبين الجهات الثقافية العربية والدولية، وتوفير إمكانات أكبر للمراكز الثقافية والسفارات المصرية في تلك البلدان.
ومنها تغذية هذه المراكز بالمواد الثقافية والإبداعية المتنوعة، بحيث تساعدها في القيام بأنشطة واضحة تصل بين الثقافة والإبداع المصري وبين الثقافات والإبداعات الإنسانية المتنوعة.
الروائى أحمد طوسون: لابد ان يكون الاهتمام بما يقُدم للطفل المصرى له الأولوية
الروائي أحمد طوسون يقترح أنه لا بد أن تكون الأولوية هو الاهتمام بالطفولة وما يقدم للطفل المصري؛ لافتًا إلى أن مصر دولة فى ريعان شبابها، وفقا لآخر إحصاء عام ٢٠٢٣ سجل عدد الأطفال في مصر ٣٩.٦ مليون طفل، هؤلاء يمثلون مستقبل هذا الوطن .
وأضاف طوسون أنه يجب أن تكون هناك سياسة واضحة للوزارة فيما يقدم للطفل المصري؛ لافتًا إلى أن مصر دولة فى ريعان شبابها، وفقا لآخر احصاء عام ٢٠٢٣ سجل عدد الأطفال في مصر ٣٩.٦ مليون طفل، هؤلاء يمثلون مستقبل هذا الوطن .
وأكد أن برنامج الوزارة وأهداف الوزير الجديد التي يريد أن يفعلها ،لن تنجح إلا إذا وضعت وزارة الثقافة أولويتها في الاهتمام بالطفولة من خلال استراتيجيات جديدة تناسب العصر.
وتابع: يجب على أن تكون للوزارة سياسة واضحة في إنتاج الإبداع الأدبي والفني للطفل بكافة أشكاله بجودة عالية ليحل محل الإنتاج الذي يغزو أطفالنا من الشرق والغرب بثقافاته وقيمه المختلفة، وأن يتوفر هذا الإنتاج عبر المنصات الحديثة للميديا.
والاستفادة من موروثنا في هذا المجال وإعادة تقديمه وطرحه من خلال المنصات المختلفة، أيضا مخاطبة الطفل عبر وسائل الميديا الحديثة التي اجتذبته من وسائل التواصل التقليدية، وتقديم موروثنا الحضاري والثقافي عبر هذه الوسائل لأطفال المنطقة والعالم".
وأكد طوسون على أهمية دعم صناعة سينما الطفل واستعادة مهرجان سينما الأطفال الدولي الذي توقف منذ سنوات وإعادة معرض كتاب الطفل ولكن بصورة تتناسب مع قدرات مصر الحقيقية وقدرها، والوصول بالخدمات الثقافية للأطفال في القرى والأطراف.
وليس الاكتفاء برعاية الموهوبين منهم واستغلال والاستفادة من افتتاح المتحف الكبير بربط أطفال مصر من كافة ربوعها بتاريخ الحضارة المصرية والتنسيق مع وزارات التربية والتعليم والشباب لإقامة فعاليات لهم أثناء تنظيم زيارات للمتحف.
وطالب بأن يستعيد مهرجان القراءة للجميع بريقه ويتم دعم مشروع مكتبة الأسرة ليستعيد شبابه ودوره من جديد كما بدأ، والاهتمام بالفنون الموروثة كالأراجوز وخيال الظل وصندوق الدنيا وأن تقدم فعالياتها للأطفال في المتنزهات والحدائق العامة.
أحمد فضل شبلول: لابد من إعادة النظر فى دعم الكتاب المطبوع
في حين طالب الشاعر والروائي أحمد فضل شبلول، بإعادة النظر فى دعم الكتاب المطبوع، نظرا للارتفاع الهائل في أسعار الكتب، مع توفير نسخ "بي دي إف" لكل كتاب، لمن يريد القراءة على شاشات الكمبيوتر والأجهزة المحمولة.
وقال "شبلول"، إن إيجاد منفذ بيع جديد لكتب الهيئة المصرية العامة للكتاب فى الإسكندرية، بديلا لمنفذ البيع القديم الذى تم إغلاقه، من أهم مطالبه للدكتور أحمد هنو، وزير الثقافة الجديد، أو إقامة منفذ كبير للبيع للكتاب والأدباء والفنانين والمبدعين في أي مجال.
فضلا عن الطلاب وأعضاء هيئة تدريس الجامعات والكليات، وكل من له علاقة بالكتابة والثقافة والفن والفكر والإبداع سواء كان مصريا أو عربيا أو أجنبيا، فقد كان هذا المنفذ علامة مميزة للثقافة المصرية في الإسكندرية، وإطلالة كبرى على عالم الكتب والإصدارات الجديدة التي تصدرها الهيئة في كل مجالات المعرفة.
وشدد "شبلول"، على أهمية عودة الملتقيات والمؤتمرات التي ألغيت منذ أكثر من ثلاث سنوات، مثل الملتقيات العربية الدولية، التي كان يعدها المجلس الأعلى للثقافة، للرواية والشعر، والمؤتمرات التي كانت تعدها الهيئة العامة لقصور الثقافة، وعلى رأسها مؤتمر أدباء مصر، الذي توقف تماما رغم تكوين أمانة عامة لها كانت تجتمع بصفة دورية إلى أن تلقوا إشعارا بعدم عقد المؤتمر السنوي لأدباء مصر.
كما طالب بضرورة انتظام صدور المجلات الثقافية التي تصدرها الوزارة، وضخ المزيد من النسخ منها في الأسواق، حيث تصل إلى الإسكندرية على سبيل المثال نسخ قليلة جدا، وفي أوقات غير معلومة، فلم نشعر بوجود هذه المجلات على الإطلاق رغم أهميتها في حياتنا الثقافية.
أحمد هنو.. وزير الثقافة الجديد
تقلد حقيبة وزارة الثقافة في التشكيل الوزاري الجديد، الدكتور أحمد هنو عميد كلية الفنون والتصميم بجامعة الجلالة خلفا للدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة في الحكومة السابقة.
الدكتور أحمد فؤاد هنو من مواليد ديسمبر ١٩٦٨، متخصص في الاتصال المرئي وإبداع أفلام الرسوم المتحركة، حصل على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة قسم حفر عام ١٩٩٢، ثم حصل على درجة الماجستير في أفلام الرسوم المتحركة التجريبية من جامعة القاهرة عام ١٩٩٧، وأعقبها الدكتوراه في فلسفة الفن.
تدرج الدكتور أحمد هنو في الوظائف؛ فعمل معيدًا بكلية الفنون الجميلة، قسم الجرافيك شعبة رسوم متحركة وفن الكتاب؛ ثم أستاذا مساعدا بقسم الجرافيك، وأستاذًا بالقسم، ثم تولى في ٢٠١٩ منصب عميد كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان؛ إلى أن تولى منصب نائب الرئيس لشئون الطلاب وعميد كلية الفن والتصميم بجامعة الجلالة.
شارك أحمد هنو بأعماله في عدة معارض، منها" صالون الشباب الثاني" ١٩٩٠، معرض "فن الجرافيك المصري المعاصر" بمركز الجزيرة للفنون بالزمالك ٢٠١٥، معرض "ملتقى فناني الغد" بمركز سعد زغلول الثقافي بمتحف بيت الأمة ٢٠١٨ .كما شارك في اللجان المنظمة لملتقى الأقصر الدولي للتصوير لثلاث دور.
تولى الدكتور أحمد هنو، وزير الثقافة، رئاسة ملتقى القاهرة الدولي للرسوم المتحركة، التابع لصندوق التنمية الثقافية بوزارة الثقافة، عام ٢٠٢٢، واختير لعضوية عدد من اللجان، منها: "لجنة فحص الإنتاج لنيل جوائز الدولة التشجيعية في الفنون والآداب- بالمجلس الأعلى للثقافة عام ٢٠٢١.
اللجنة العليا لملتقى الأقصر الدولي للتصوير عامي ٢٠٢٠ و٢٠٢١، اللجنة العلمية لإعداد سيناريوهات العرض المتحفي بوزارة الآثار، لجنة توصيف البرامج والمقررات التعليمية والدراسية للجامعات التكنولوجية عام ٢٠١٨، لجنة تنسيق الميادين والأماكن العامة -التابعة للجهاز القومي للتنسيق الحضاري، اللجنة العلمية والتقييم للأبحاث العلمية والفنية المقدمة للهيئة الألمانية للتبادل العلمي".
يعتبر الدكتور أحمد هنو، وزير الثقافة، واحدا من مؤسسي "جامعة الجلالة الأهلية"، وشغل فيها عددًا من المناصب، منها: "نائب رئيس الجامعة لشئون الطلاب عام ٢٠٢٣، عميد كلية الفنون والتصميم عام ٢٠٢١"، كما شغل منصب عميد كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان عام ٢٠١٩.
انتدب هنو للعمل بعدد من الجامعات، منها: "الجامعة الألمانية بالقاهرة، جامعة النيل الدُولية، كلية الفنون الجميلة بجامعتي المنيا والمنصورة"، وهو عضو عامل بنقابة الفنانين التشكيليين منذ عام ١٩٩٢، وعضو بنقابة فناني التحريك، وجمعية محبي الفنون الجميلة.
حصل هنو، على العديد من الجوائز والتكريمات، أبرزها: جائزة أفضل تصميم لفيلم رسوم متحركة بالملتقى العربي للرسوم المتحركة عام ٢٠١٤، جائزة أفضل مخرج بمهرجان القاهرة الدُولي لأفلام التحريك عام ٢٠٢٠، جائزة التميز بملتقى الأقصر للفنون الأفريقية عام ٢٠٢٠، تكريم جامعة حلوان للتميز العام ٢٠٢١.