ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن فوز كير ستارمر وحزبه العمالي، الساحق بالانتخابات في بريطانيا؛ ينهي 14 عاما من حكم حزب المحافظين ويتحرك نحو حكومة جديدة؛ يهيمن عليها يسار الوسط.
ورأت الصحيفة الأمريكية أن هذه الانتخابات أثر فيها الحالة المزاجية أكثر من السياسة؛ فلقد عبر الناخبون عن إحباطهم من المحافظين الحاليين واستعدادهم لاغتنام فرصة "حزب العمال" المحدث، كما يسميه ستارمر، والذي تم "تطهيره" من عناصره اليسارية المتشددة وخطابه الاشتراكي.
وأشارت الصحيفة إلى أن نهاية حكومة المحافظين - وانبعاث ما يبدو أنه "حزب العمال المؤسسي" الوسطي الأكثر انضباطا - يمثل تحولا هائلا بالنسبة للأحزاب الكبرى في بريطانيا.. فلقد تعهد "ستارمر" وفريقه بأن يكونوا حراسًا رصينين للخزانة، ويجب عليهم أن يكونوا كذلك - على حد قول الصحيفة - لأن "المالية العامة" تسودها حالة من الإرهاق وارتفاع الدين الحكومي إلى أعلى مستوى له منذ الستينيات؛ مما جعل الكثيرون يرون أن الضرائب سترتفع.
ويمكن وصف المزاج السائد في بريطانيا الآن بأنه في مكان ما بين "الشك إلى حد ما والتشكك الشديد في الساسة ووعودهم". وذكرت الصحيفة أنه "مثل أبناء عمومتهم (الأمريكيون) في الجانب الآخر من المحيط، يشعر الناخبون البريطانيون بالتوتر؛ فالأجواء قاتمة".
وفي مقابلات مع صحيفة "واشنطن بوست" على مدى الأسابيع الستة الماضية من الحملة الانتخابية، قال الناخبون مرارًا إنهم يريدون صفقة أفضل. إنهم يريدون التخفيف من حدة الفوضى - وقد سئموا التعامل النفعي للسياسيين.