على مشارف هذه الأيام تطل علينا أنوار السنة الهجرية وكرامتها اذ انه في تلك السنة الجليلة هاجر محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة ساعيا لبداية جديدة يدشن فيها أنوار الدين الجديد وأسراره .
وصلت رسالة سيدنا محمد إلى العالم أجمع، لولادة امة محمد امة تؤمن بالله ورسول الله وعلى ذلك كانت الهجرة من ظلام الكفر إلى نور الإيمان وعلى ذلك كان المكان هو غار الثور والوسيلة ناقة رسول الله فماذا عن غار ثور ولماذا سمى بهذا الاسم ومكانه ووصفه وأبرز ما حدث فيه تعالى نتعرف عزيزي القارئ من خلال تلك السطور التالية .
سبب التسميته
الغار هو مكان مجوف يقع في الجبل، وغار ثور يقع في أحد جبال مكة وقد عرف بهذا الاسم نسبة إلى ثور بن عبد مناة، أول من نزل بالغار/ وبعدها نزل سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - إذ كان في طريق الهجرة للمدينة المنورة مع صاحبه أبى بكر الصديق - رضى الله عنه - اذ ورد ذكره في القرآن الكريم بقوله تعالى " ثاني اثنين اذ هما في الغار "
موقعه
يقع غار ثور جنوب المسجد الحرام ، ويبعد عنه قرابة أربعة كيلو مترات، ويرتفع عن سطح البحر بسبعمئة وثمانية وأربعين مترا، كما أنه يرتفع عن سفح الجبل أربعمئة متر.
وصفه
هو أكبر من غار حراء الذي نزل فيه الوحي كما يبعد عن غار حراء وبذلك يعد أبعد عن بيت الله الحرام ويوصف بكونه يشبه صخرة مجوفة توجد بأعلى قمة الجبل كما لو كان سفينة صغيرة بأعلاه وقد تظهر هذه الصخرة أعلى الجبل كما يوصف بأن الغار له فتحتان إحداهما بالمقدمة والثانية بنهايته وعن أبعاده من الداخل يبلغ ارتفاعه من الداخل قرابة متر وربع وعن عرضه يصل لقرابة ثلاثة امتار ونصف .
لجوء النبي إليه
اشتد على رسول الله اذى الكفار وأهله وعلى ذلك أمره الله بالهجرة إلى المدينة وعلى أثر تلك الهجرة اتجه إلى المدينة مصطحبا في ذلك صاحبه أبو بكر الصديق رضى الله عنه إذا خرجا من مكة جهة الجنوب متجه نحو المدينة وعلى ذلك علمت قريش فقرروا اللحاق به وكان لجوء النبى الى غار ثور للاختباء فيه ومنه إلى هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة للتحرر من آذى أهل قريش إذ استمر بقاؤهم ثلاث ايام وفى ذلك كان يأتيهما بأخبار القوم الراعي عامر بن ابى فهيرة الذي كان يطمس بخطوات أغنامه أثار اقدام مشى النبي وصديقه أبو بكر ..