الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

كارثة طائرة «الأنديز» وكيف تحول الناجين لآكلي لحوم البشر؟

كارثة طائرة الانديز
كارثة طائرة الانديز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

طائرة الأنديز واحدة من أشهر كوارث الطيران في التاريخ ومن أصعب القصص لضحايا الطائرة بين كوارث الطيران، "الرحلة 571" لسلاح الجو الأوروغوياني والتي عرفت بـ"كارثة رحلة الأنديز" أو "معجزة جبال الأنديز" هي رحلة كانت بين مونتيفيديو في الأوروغواي وسانتياغو في التشيلي في عام 1972، والطائرة في رحلتها تحطمت وسط جبال الأنديز في المحافظة الأرجنتينية مندوسا وبالقرب من مدينة مالارغي، ومن بين ركاب الطائرة الأربعين وأعضاء الطاقم الخمسة، توفي 29 راكبا أثناء التحطم.

وأصبح باقي الركاب من الناجين في مكان شديد البرودة وغير متوفر به أي وسائل للحياة، وجد الناجون راديو الطائرة، وتابعوا عمليات البحث عنهم والتي ظلت عدة أيام وعرفوا من خلال الراديو أنها قد توقفت أيضا بعد أيام من التحطم، وأنهم أصبحوا منعزلين بدون أكل على ارتفاع 3600 متر في ظروف جوية صعبة وقاسية جدا، وكان الركاب عبارة عن عدد من الطلاب وأعضاء فريق اتحاد الرغبي لفريق "مونتيفيديو أولد كريستيانز" الذي كان المقرر أن يقوم بمباراة في تشيلي.

بسبب سوء الأحوال الجوية وتقدير الوضع الخاطئ من الطيار خاطئاً، واجهت الرحلة مشكلة مبكرة جداً وتحطم وكسر جزء من الجناح الأيمن، ثم انطلق الجزء المتحطم وضرب زعنفة الطائرة وألحق بها ضرراً كبيراً ترك فجوة في وسطها، وكان الجناح الأيسر بدوره متحطماً بعد إصطدامه بإحدى القمم الجبلية، ثم تحطم بعد ذلك جسم الطائرة على ارتفاع 3600 متر في منطقة نائية في إقليم مالارغي على الحدود الأوروغويانية التشيلية، ووجد الناجون أنفسهم محاصرين في إحدى القمم بين الثلج والبرد، وبعد انتهاء ما تبقى لهم من طعام، وتوقف عمليات البحث عنهم قرر الناجون أكل لحم الضحايا المتوفين بكميات قليلة للبقاء على قيد الحياة فكانت أجسادهم محفوظة بسبب البرد والثلج.

وبعدة عدة أيام أخرى من الوضع الكارثي غطى انهيار ثلجي الطائرة التي كانت مأوى للناجين، وأودى بحياة ثمانية أشخاص منهم، واتفق الناجون منذ الأيام الأولى للحادث على تنظيم خروج مجموعات للبحث عن أماكن يتواجد فيها الناس للحصول على النجدة والمساعدة وتم تنظيم عدة دورات حول الطائرة للبحث عن أثر للحياة ولكن البرد والارتفاع وسوء التغذية والعمى الثلجي فشلت مهمتهم وتسببت في شل حركة الناجين، وبعد فترة تخطت الشهرين اتفق اثنان من الناجين على الخروج للبحث عن النجدة وأخذوا معهم أكثر الألبسة حرارة وقدر كافي من لحم أصدقائهم الضحايا، وبعد عشرة أيام من السير قطع خلالها السلسلة الجبلية، توقفا بجانب أحد الأنهار حيث كانا قد أهلكهما التعب وسوء التغذية حتى وجدهما راكب خيل تشيلي يدعى وأبلغ السلطات بوجودهما.

وبسبب الاثنين الذين وصلوا للنهر وعرفت السلطات بهم خرجت مروحيتين عسكريتين إلى موقع الحادث حيث دلهم عليه أحد الناجين وتم إنقاذ نصف الناجين الـ16، وتم إنقاذ النصف الآخر في اليوم التالي لسوء الأحوال الجوية، وأرسل جميع الناجين إلى المستشفيات لعلاجهم لأنهم كانوا يعانون من سوء تغذية وجفاف ونقص فيتامينات، وعادت قوات النجدة مرة أخرى إلى مكان تحطم الطائرة لأخذ جثث الضحايا، وفتح تحقيق لأسباب تحطم الطائرة، وكانت إجمالي المدة التي تواجد فيها الناجين بمكان الحادث 72 يوما من العذاب وبرودة الجو وسوء التغذية.