نظم قطاع شئون الإنتاج الثقافى برئاسة المخرج خالد جلال، ملتقى الهناجر الثقافي بعنوان "أجمل ما فيكي يا مصر"، أمس الاثنين، بمركز الهناجر للفنون برئاسة الفنان شادى سرور.
أدارت الملتقي الناقدة الأدبية الدكتورة ناهد عبد الحميد مدير ومؤسس الملتقى، وقالت نحتفل اليوم بذكرى عودة بلدنا وهويتنا المصرية إلينا، وأن ضيوف الملتقى اليوم كل منهم نجم فى مجاله وله إسهاماته الفكرية والسياسية والفنية ومسيرته المشرفة فى خدمة الوطن، مؤكدة أن مصر هى صاحبة أكبر وأعرق حضارة عرفها التاريخ، مصر كل الأديان وعقائد التوحيد، مصر الجسد المصرى الواحد برئتيه مسلمين ومسيحيين، هى الجيش المصرى العظيم والشرطة المصرية، مصر بها خير أجناد الأرض، وذكرت عدد من أبيات الشاعر عبد الرحمن الأبنودى فى حب مصر.
وتحدث الفنان والناقد التشكيلي حسين نوح، وقال إنه فى الوقت الذى لم توجد الحضارة بعد فى العالم وكانوا يتقاتلون فى الغابات والصحراء، كانت مصر تقدم التوحيد، وتقدم كل ماهو حديث، وأخذه الغرب وأضافوا عليه، مصر بلد تستحق أن نقول إنها جاءت ثم جاء بعدها التاريخ، وذكر العديد من الرموز المصرية مثل طه حسين ورفاعة الطهطاوى وزكى نجيب محمود وسلامة موسى وغيرهم، مشيرا إلى أنه يجب التنقيب عنهم وتدريسهم للأجيال الجديدة، فمصر غنية بالمبدعين والمبتكرين، لذا نفتخر بمصرنا بلد الحضارة والتاريخ، وألقى بعض القصائد فى حب مصر للشعراء "سيد حجاب وإبراهيم رضوان وعبد الرحمن الأبنودى".
من جانبها قالت الكاتبة والإعلامية والباحثة سوزان حرفي، إن مصر مركز وثقل كبير جدا وليس لها مثيل، هى الحضارة الأصيلة والقوة وأول فكر وأول تعليم وأول وجود وأول تاريخ وأول استنارة بالنسبة للعالم، مصر متميزة ومختلفة وليست كغيرها لما لديها من عمق استراتيجى للإنسان المصرى فى الوزن والتوازن النفسى الموجود داخله، مشيرة إلى أن المصريين فى ٣٠ يونيو استطاعوا تغيير الخريطة السياسية، والمصرى البسيط تفطن لما يحدث وخرج المارد المصرى من داخله، مؤكدة أن مصر هى هيليود الشرق ومنها يخرج العظماء الحقيقين، وأجمل ما فى مصر هو شعبها، مصر هى النور وأجمل مافيها نورها.
وأكد الكاتب الصحفي أكرم القصاص رئيس مجلس إدارة اليوم السابع، أن مصر لها طعم ومميزات مختلفة عن أى بلد، وهذا ما يجعل المصرى الذى سافر للخارج للعمل هو نفس الشخص الذى يعانى من الغربة وحنينه لوطنه، مشيرا إلى أن ثورة ٣٠ يونيو لم تكن من أجل الاقتصاد أو مشاركة سياسية مثلا، بل من أجل فكرة اختطاف الهوية، وشاهدنا كيف تعاملت جماعة ليس لها أى إنتماء للوطن، فهو بالنسبة لها ماهو إلا حفنة من تراب عفن، مضيفا أن أجمل ما فى مصر هو الخيال الذى صنع مصر، وأن هذا الخيال ممتد على مدى عصور كثيرة جدا، وأنه بجانب أن مصر لديها جيش قوى، فهى أيضا تمتلك قوة ناعمة قادرة على تجميع المصريين، ولديها خيال قادر على صناعة المستقبل طالما أن هذا الخيال قادر على إعطاء الأمل .
من جهته أكد الكاتب والمفكر الدكتور خالد منتصر، أن مصر بداخلنا مهما حدث، فحبها مخلد لدينا، وأكد أن المجتمعات تتقدم بأشياء كثيرة مثل العلم والفن، وأيضا بالتسامح وما نسميه جنون الفن، وذكر العديد من الأعمال الفنية الخالدة للموسيقار بليغ حمدى التى تنم على حبه وعشقه لمصر رغم ما تعرض له من مشاكل فى بعض فترات تواجده فيها، كما تحدث عن الحالة الصحية للفلاح المصرى فى الماضي، وتقدم حالته الصحية حاليا باستخدام العلاج الحديث، خاصة مايخص مرض (فيروس س)، مشيرا إلى أن المصريين خرجوا يوم ٣٠ يونيو من أجل الهوية والحفاظ على DNA المصرى (بلغة الطب)، ولا يمكن بالتضحية بهذه الهوية والجينات المصرية الأصيلة .
وألقى الشاعر ناصر دويدار عضو مجلس إدارة اتحاد كتاب مصر، عدد من الأبيات الشعرية فى حب مصر، والتى تشير أيضا إلى عدد من رموزها ومبدعيها ومفكريها وعاداتها الأصيلة التى تبرز جمالها، من هذه الأبيات : " مين على الغرام بيتوب .. يمكن بيسهى يدوب .. انتى اللى ملكانا .. وسكنت جوانا .. يا مدينة طوبها قلوب .. كل اللى فيكى جميل .. مش أهرامات ولا نيل .. ولا مغربية وليل .. اجمل مافيكى يامصر إن أحنا بني آدمين" وغيرها ممن تتحدث عن القضية الفلسطينية وما يعانيه الأطفال من الإعتداء الصهيونى .
وأوضح ️الشاعر والأديب أشرف بدير عضو مجلس إدارة اتحاد كتاب مصر، والذى حضر نيابة عن الشاعر الغنائى إبراهيم رضوان الذى تعرض لأزمة صحية مفاجئة، أن مصر هى الأجمل من حيث الجغرافيا والناس والشعر والأهل والحضارة، وهى أرض الأنبياء، مصر فى التاريخ الحديث هى فى طليعة الدول التى تحررت من الاستعمار، وأيضا من جماليات الوطن مثل هذه الملتقيات والندوات الهادفة، مصر الريادة، وأهلها الطيبين الذين فى كل مكان يتمسكون بالعادات والتقاليد، وألقى جزء من قصيدة "جرس الكنيسة مع الأذان" .
كما تضمن برنامج الملتقى باقة من أشهر الأغانى الوطنية قدمتها فرقة "شموع" بقيادة الفنان سعيد عثمان، منها " أحلف بسماها وبترابها، الأرض بتتكلم عربى، مدد شدى حيلك يا بلد، وأنا على الربابة بغنى" وغيرها.