مسموح للمؤمنين بتناول السمك والأطعمة البحرية.. وليس له عدد أيام محددة
صوم الآباء الرسل بداية لخدمتهم.. وخاص بالخدمة والكنيسة
“ أقدم صوم عرفته الكنيسة الأولى.. وفيه يقدم السيد المسيح مفهومًا جديدًا للصوم يختلف عن المفهوم اليهودى.. فتقدم النفس البشرية ذبيحة حب”
تعيش الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أجواء من التنسك المفرح بصوم الآباء الرسل هو أقدم صوم عرفته الكنيسة الأولى وفيه يقدم السيد المسيح مفهوما جديدا للصوم يختلف عن المفهوم اليهودي فتقدم النفس البشرية ذبيحة حب لعريسها السماوي وقد ذكر العلامة ابن كبر القرن العاشر الميلادي:"ولما غاب عنهم صاعدا السماء انصرفوا من جبل الزيتون إلى أورشليم فرحين مسرورين بما صار إليهم من وضع يده وما عاينوه من مجده ولبثوا يصومون ويصلون عشرة أيام وفكروا في كيف يتوجهون لدعوة العالم للإيمان وهم غير عارفين للغات الأمم "وجاء أيضا في كتاب اللالئ النفيسة في شرح طقوس ومعتقدات الكنيسة "لا يخفى أن أن السيد المسيح له المجد لما سئل لماذا لا يصوم تلاميذك أجاب بأنه ستاتي أيام حين يرفع العريس عنهم فحين إذن يصومون فبناء على هذا التصريح الإلهي صام الرسل بعد صعود الرب عنه" ويذكر يعقوب الرهاوي:" إن هذا الصوم يلام من لا يصومه، ابتدأ الرسل يصومونه بعد صعود الرب وحلول الروح القدس عليهم" ويذكر القديس إيسذورس من ميلان القرن الرابع:" أنهم كانوا متعودين أن يصوموا بعد الصعود مباشرة "
وجاء في كتاب كلمة منفعة - البابا شنوده الثالث
لا يستهن أحد بصوم آبائنا الرسل، فهو أقدم صوم عرفته الكنيسة المسيحية في كل أجيالها وأشار إليه السيد بقوله "ولكن حينما يرفع عنهم العريس فحينئذ يصومون"..
وصام الآباء الرسل، كبداية لخدمتهم. فالرب نفسه بدأ خدمته بالصوم، أربعين يومًا على الجبل.
صوم الرسل إذن، هو صوم خاص بالخدمة والكنيسة.
قيل عن معلمنا بطرس الرسول إنه صام إلى أن " جاع كثيرًا واشتهى أن يأكل" (أع ١٠: ١٠). وفي جوعه رأى السماء مفتوحة، ورأى رؤيا عن قبول الأمم.
وكما كان صومهم مصحوبًا بالرؤى والتوجيه الإلهي، كان مصحوبًا أيضًا بعمل الروح القدس وحلوله. ويقول الكتاب:2 وَبَيْنَمَا هُمْ يَخْدِمُونَ الرَّبَّ وَيَصُومُونَ، قَالَ الرُّوحُ الْقُدُسُ:«أَفْرِزُوا لِي بَرْنَابَا وَشَاوُلَ لِلْعَمَلِ الَّذِي دَعَوْتُهُمَا إِلَيْهِ». 3 فَصَامُوا حِينَئِذٍ وَصَلُّوا وَوَضَعُوا عَلَيْهِمَا الأَيَادِيَ، ثُمَّ أَطْلَقُوهُمَا. (أع 13: 2-4).
أمور هامة تميز بها صوم آبائنا الرسل منها: الصوم، والصلاة، والخدمة، وعمل الروح القدس.
ويسرنا أن يعمل الروح القدس خلال الصوم.
وأن تأتي الدعوة الإلهية خلال الصوم..
وأن تتم سيامة الخدام أثناء الصوم أيضًا..
وأن يبدأ الخدام بالصوم، قبل البدء بالخدمة..
صوم الرسل فهو من أجل الخدمة والكنيسة، على الأقل لكي نتعلم لزوم الصوم للخدمة، ونفعه لها.
نصوم لكي يتدخل الله في الخدمة ويعينها. ونصوم لكي نخدم ونحن في حالة روحية. ونصوم شاعرين بضعفنا..
كم اشتهينا مجيء هذا الصوم، خلال الخمسين المقدسة.
وجاء في تفسير القس انطونيوس فهمي حول تفسير (مت ٩ :١٤-١٥)(مر٢ : ١٨ - ٢٠ )(لو ٥: ٢٣- ٢٥)
" 14 حِينَئِذٍ أَتَى إِلَيْهِ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا قَائِلِينَ:«لِمَاذَا نَصُومُ نَحْنُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ كَثِيرًا، وَأَمَّا تَلاَمِيذُكَ فَلاَ يَصُومُونَ؟» 15 فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«هَلْ يَسْتَطِيعُ بَنُو الْعُرْسِ أَنْ يَنُوحُوا مَا دَامَ الْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ وَلكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ الْعَرِيسُ عَنْهُمْ، فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ. (مت ٩ :١٤-١٥)
تحولت العبادة في اليهودية إلى المظريات طلبا للمجد الدنيوي، فكانوا يصومون ويصلون لعلة، أي ليثيروا انتباه الناس إلى تقواهم، وهم هنا بسؤالهم عن عدم صوم تلاميذ المسيح كان هذا ليشيروا بطريقة غير مباشرة لأفضليتهم عن تلاميذ المسيح. وهؤلاء الفريسيون يصومون ويطلبون في المقابل عطايا مادية. فالفريسيون ليس لديهم الروح القدس يكشف لهم محبة المسيح وبذله وأيضًا إذا حصلوا على تعزيات يتكبرون.
والسيد المسيح في إجابته شرح مفهومًا جديدًا للصوم في المسيحية، فهمنا منه أن المسيحي هو عروس للمسيح العريس، والمسيح دفع دمه ثمنًا لهذه الخطبة فطالما هو موجود بالجسد، فالتلاميذ ينعمون بوجود عريسهم معهم، فهم في فرح، والفرح لا يصح معه النوح والتذلل والصوم. أماّ بعد أن يرفع العريس، فالعروس سوف تفهم أنه طالما أن عريسها في السماء فهي غريبة على الأرض، ستفهم النفس أن عريسها ذهب ليعد لها مكانًا وسيأتي ليأخذها إليه، وستذكر أنها لم تتكلف شيئًا للحصول على هذا المكان السماوي، بل إن عريسها دفع كل الثمن، الروح القدس سيفتح عيون العروس على عمل المسيح ومحبته. فتقف النفس لتقول مع عروس النشيد أنها مجروحة حبًا. وتكتشف بُطْلْ هذا العالم وأنها مع كل حب عريسها لها فهي ما زالت محبة للعالم ولشهواته فتخجل من نفسها قائلة ماذا أقدم لمن أحبني كل هذا الحب؟ سأقدم له إثبات إيماني بهذا النصيب السماوي، سأبيع الأرض وكل ما فيها، ولن أطلب أي ملذات فيها ودون طلب أي أجر في مقابل هذا، ولن أطلب أن يلتفت الناس إلى ما أفعل فأنا لا أهتم سوى بعريس نفسي. النفس التي تذوقت حب عريسها لن تكتفي بالصوم بهذا المفهوم، بل ستترك عن طيب قلب كل ملذات العالم، بل وهي المجروحة حبًا ستبكي وتنوح على خطاياها التي سببت الألم لعريسها لذلك نسمع في متى قول السيد هل يستطيع بنو العرس أن ينوحوا ويكرر مرقس ولوقا القول مستبدلين كلمة ينوحوا بكلمة يصوموا. فالأصل أن النفس المجروحة حبًا تنوح إذ تحزن قلب عريسها. لقد تحول الصوم إلى عمل خاص بالعروس فيه تنوح وتتذلل في حب لعريسها علامة توبة وندم، فتتمتع هنا بحبه كعريس لها، وتتهيأ لتلتقي معهُ في العرس الأبدي. المسيحي يصوم ولا يطالب بثمن لأنه يشعر أنه لا يستحق شيء، بل هو يتذلل أمام مسيح أحبه لهذه الدرجة. ولأن المسيحي عينه انفتحت فرأى كم أهان الله بخطاياه. وما يفرح الله في تذللنا وأصوامنا هو أن هذا سلاح ضد الشيطان الذي يحاربنا دائما ليبعدنا عن السماويات (أف ٦ :١٢ ). وبصومنا نغلبه فيكون لنا نصيب في السماويات. وهذا ما يفرح المسيح أن نكون بجانبه في السماء، فهذه هي إرادته "أيها الآب أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أكون أنا، لينظروا مجدي..." (يو ١٧ :٢٤ ). وحين ننظر مجده ينعكس مجده علينا ونفرح أمامه للأبد.
والسيد يرفض فكرة الترقيع، فلا يصح أن يصوم تلاميذه وهو معهم بنفس الأفكار القديمة الفريسية. هم سيحصلون على الطبيعة الجديدة بعد حلول الروح القدس وحينئذ يصومون بالفكر الجديد، فالطبيعة الجديدة أو الخليقة الجديدة (٢ كو ٥ : ١٧ ) هي عطية من الله، وليست بإضافة بعض الأصوام والصلوات، وكيف تليق تعاليم العهد الجديد بالفريسيين الذين يهتمون بالتحيات في الأسواق وبملذاتهم ومسراتهم. في المسيحية تكون النفس مستعدة لأن تصوم العمر كله وتترك الكل وتحسب الكل نفاية، بذل الجسد كذبيحة حية.. فهل يستطيع الفكر اليهودي تحمل هذا؟ قطعًا لا، بل إن اليهودي لو أضفنا له هذه الأفكار المسيحية (وهي كرقعة من قطعة جديدة)، واليهودي (كثوب عتيق) من المؤكد أنه لن يتحمل، بل سيتمزق لانكماش الجديد بعد الغسيل. ونلاحظ أن اليهود كانوا يصومون يومي الإثنين والخميس أسبوعيًا مع يوم الكفارة. المسيحية تنكر حقوقها من ملذات العالم ليس كفرض عليها وإنما حبًا في عريسها، وسموًا بالنفس إلى مجال الروح حتى تنتعش وتتخلص من رباطات المادة. فهل هذا يتفق مع الأفكار الفريسية، هذا لا يتناسب إلاّ مع من يحوله الروح القدس إلى خليقة جديدة. وفي المسيحية تكتشف النفس أنها كلما بذلت ذاتها وباعت الأرضيات وتركت شهوة الجسد ترتفع للسماويات فتلتقي مع عريسها في فرح، وإذا حدث هذا فماذا يهم النفس إن طوبها الآخرين، وهذا هو هدف الفريسيين من الصوم. لقد صار الصوم في المسيحية تحريرًا للنفس من الأرضيات لتلتقي بعريسها في علاقة سرية سواء في الصوم والتذلل والنوح أو في الفرح والتعزية. والخمر الجديدة إذا وضعت في زقاق (من الجلد) قديم، فبسبب تفاعلات الخمر الجديدة تنبعث غازات لا يحتملها جلد الزقاق القديم فيتشقق الزقاق. وطبعًا الزقاق القديم إشارة لطبيعة الإنسان العتيق قبل المعمودية وهذه الطبيعة القديمة لا تحتمل أفراح اللقاء مع العريس السماوي (فالخمر إشارة للفرح). فببساطة لو تذوق الفريسي أفراح العهد الجديد لانفجر في كبريائه إذ سينسب ما حصل عليه إلى تقواه وورعه وإلى أصوامه وصدقاته، ولن ينسبها إلى محبة المسيح، فيسقط في كبرياء قاتل. فالفريسية التي هاجمها المسيح تشير لطبيعة الإنسان العتيق الذي يميل لأن يفتخر بما يعمله من بر وبهذا يُعَرِّفْ شماله ما تفعله يمينه. إن الفريسي أو اليهودي أو الإنسان العتيق لن يستسيغ تعاليم المسيح والعهد الجديد، لذلك سيفضل ما يعرفه بخبراته، يقول العتيق أطيب فالخمر العتيقة أطيب، والمعنى أن اليهودي الذي تعوَّد أن يفتخر بنفسه وبتقواه، سيجد أن هذا أطيب من إنكار ذاته ونسبة كل شيء لله. لذلك فَضَّل السيد أن لا يصوم تلاميذه حتى يحصلوا على الطبيعة الجديدة. والفريسيون قطعًا سيرفضون التذلل والانسحاق مفضلين نفختهم وكبريائهم. الخمر الجديدة .
هي العبادة بالروح ومن ضمنها الصوم، وهذه تثير الفرح في الإنسان كثمرة للروح القدس. والزقاق القديمة .
يكون جلدها قد فقد مرونته فتنشق مع تخمر وتفاعلات الخمر الجديدة، إشارة للفريسي المنفوخ بكبريائه وبره الذاتي. وبمنطق هذا المثل فلن يكون في السماء نوح ولا تذلل ولا صيام فسنكون مع عريسنا أبديًا. وكمثال لهذا ففي خلال فترة الخمسين المقدسة بعد القيامة لا صوم ولا تذلل وما قبل القيامة خلال الـ ٥٥ يومًا الصيام تذلل ونوح.
وفي هذا الصوم مسموح للمؤمنين بتناول السمك والأطعمة البحرية وليس له عدد أيام محددة فتختلف مدة الصيام حسب قاعدة مرتبطة بالصوم الكبير ولا بد أن ينتهي بعيد استشهاد القديسين الشهيدين العظيمين بطرس وبولس
ونذكر مختصر عن حياتهما
١- القديس بطرس الرسول
هو سمعان بن يونا وأطلق عليه السيد المسيح "صفا" أو "صخرة" أو "كيف أوبيتروس ويعنى صخرة أو حجر، وبالفرنسية Pierre ، وبالانجليزية stone وبالإيطالية stein كان من مدينة " بيت صيدا" ومعناها بيت الصيد وهى قريبة لبحيرة طبرية المسماة بحر الجليل من سبط نفتاليم اسم أبيه "يونا" (يوحنان) وأسم أمه (ابرانا) والراجح أنه هو وأندراوس أخيه الأصغر منه كانا من تلاميذ يوحنا المعمدان ( يو ١ : ٣٥- ٤٢) وكان متزوجاً وشفى السيد المسيح حماته وزوجته ابنه عم (أرسطوبولس) أبو مارمرقس وكان من الثلاثي المقرب للسيد المسيح وكان يبشر ومعه زوجته التى استشهدت أيضاً كان أولاً رجلاً متسرعاً في القول والفعل ولكن سرعان ما يندم ولكنه صار شجاع وصادق ومخلص ووعظ بعد حلول الروح القدس فخلص على يديه مرة ٣٠٠٠ نفس ثم ٢٠٠٠ نفس ، بشر في أورشليم والسامرة ويافا وقيصرية ومدن الجليل في فلسطين وبنطس وغلاطية وكبادوكية وبثينية في آسيا الصغرى وإنطاكية في سوريا- وكورنثوس في بلاد اليونان استشهد بروما في يوم ٥ أبيب حوالي سنة ٦٥م وجسده مدفون في الفاتيكان بعد أن صلب منكس الرأس واستشهد معه بولس بقطع رأسه بالسيف في عهد نيرون وقد بشر بعد صعود سيدنا حوالي (٣٥سنة) وكتب رسالتين من الكاثوليكون وهو من أكبر التلاميذ سناً.
ويرسم دائماً مع القديس بولس ولكن عندما يرسم مع التلاميذ يكون على يمين الرب يسوع وقد اعتاد الفنانون رسم بطرس ماسك المفتاح أو حلقة مفاتيح (مت ١٦: ١٩ ) ولكن الكاثوليك اعتبروا أن القديس بطرس حارس باب السماء ولكن الكنيسة الأرثوذكسية تؤمن أن قول المسيح كان موجهاً إلى جميع الرسل ويرسم معه كتابا، ويذكر السنكسار عنهما تحت يوم الخامس من شهر أبيب المبارك استشهاد القديسين بطرس وبولس. في هذا اليوم تُعيِّد الكنيسة بعيد الرسل الأطهار. ففي مثل هذا اليوم من سنة ٦٧م استشهد الرسولان العظيمان بطرس وبولس.
وُلِدَ القديس بطرس الرسول في بيت صيدا سنة ١٣ ق.م. وهو أخو أندراوس وكانا يعملان صيادين. وقد دعاهما السيد المسيح ليتبعاه قائلاً: " فقال لهما هلم ورائي فأجعلكما صيادي الناس فللوقت تركا الشباك وتبعاه " (مت 4: 18 – 20) وأصبح بطرس من التلاميذ الاثني عشر.
وعندما سأل السيد المسيح تلاميذه: " وأنتم من تقولون إني أنا " أجاب سمعان بطرس وقال: " أنت هو المسيح ابن الله الحي " (مت 16: 16) وهو الذي سأله جباة الضرائب " أما يوفي معلمكم الدرهمين فقال بلى " ولما دخل البيت سبقه يسوع وقد علم بالأمر فقال له: اذهب إلى البحر وألق صنارة والسمكة التي تطلع أولاً خذها ومتى فتحت فاها تجد استاراً فخذه وأعطهم عنى وعنك " (مت 17: 24 – 27).
وقد رافق السيد المسيح مع يعقوب بن زبدي ويوحنا أخيه في بعض الأحداث مثل إقامة ابنة يايرس، والتجلي على جبل طابور وفي بستان جثسيمانى ليلة آلامه. وقد أنكر السيد المسيح أثناء محاكمته لكنه ندم تائباً فخرج خارجاً وبكى بكاءً مراً (مت 26: 75) وقد قبل الرب توبته، وأكد له ثقته في رسوليته حينما ظهر له مع التلاميذ على شاطئ بحر طبرية بعد القيامة وسأله ثلاث مرات يا سمعان بن يونا أتحبني... ارع غنمي (يو 21).
وعند حلول الروح القدس على التلاميذ واندهاش الجموع مما حدث، وقف بطرس مع الأحد عشر ورفع صوته ووعظ الحاضرين بكلمات ممسوحة بالروح القدس، " فلما سمعوا نخسوا في قلوبهم وقالوا لبطرس ولسائر الرسل ماذا نصنع أيها الرجال الإخوة؟ فقال لهم بطرس توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس. فقبلوا كلامه بفرح واعتمدوا وانضم في ذلك اليوم نحو ثلاث آلاف نفس " (أع 2: 1 – 41).
بشر في فلسطين وفينيقية وآسيا الصغرى وأنطاكية كما طاف في بلاد بنتس وغلاطية وكبادوكية وبيثينية، وفي آخر حياته ذهب إلى روما حيث قَبَضَ عليه نيرون وأمر بصلبه، ولشدة تواضعه أبى أن يصلب مثل سيده وطلب أن يصلب منكس الرأس فنال إكليل الشهادة.
أما القديس بولس الرسول فقد وُلِدَ سنة 5م في طرسوس بآسيا الصغرى من أبوين يهوديين من سبط بنيامين، سُمي بالاسم العبراني شاول والاسم الروماني بولس. كان أبوه فريسياً فنشأ هو فريسياً متحمساً. تلقى تعليمه الديني في أورشليم على يد غمالائيل معلم الناموس. وكان قبل اهتدائه يضطهد المسيحيين في أورشليم بشدة، وقد شاهد رجم إسطفانوس أول الشهداء وكان راضياً بقتله.
وبعد ذلك كان يسطو على الكنيسة ويدخل البيوت ويجر رجالاً ونساءً ويسلمهم إلى السجن (أع 8: 3). ولم يكتف باضطهادهم في أورشليم، بل أخذ من رئيس الكهنة رسائل إلى دمشق لاضطهاد المسيحيين هناك.
وفي الطريق إلى دمشق أعلن له الرب يسوع ذاته، وأرشده إلى ما ينبغي أن يفعله فآمن بالسيد المسيح واعتمد من يد حنانيا أسقف دمشق (أع 8: 1 – 22)، وبعد ذلك أمضى ثلاث سنوات في الصحراء العربية، وهي الصحراء المقابلة لدمشق شرقاً، قضاها في خلوة وتأمل وصلاة ودراسة العهد القديم بروح العهد الجديد.
بدأ خدمته حوالي سنة 40 م قام خلالها بثلاث رحلات تبشيرية كبرى فخدم في سلوكية وقبرص وآسيا الصغرى وبلاد اليونان. قبض عليه اليهود في أورشليم وأرسله الوالي إلى قيصرية حيث قضى في الأسر سنتين انتظاراً لمحاكمته، ثم رفع دعواه إلى القيصر في روما فأرسلوه إلى هناك حيث قضى سنتين في بيت استأجره لنفسه، وكان يقبل جميع الذين يدخلون إليه كارزاً بملكوت الله، وجال يُعلم الناس الإيمان بالرب يسوع بكل مجاهرة بلا مانع (أع 28: 30، 31)، وكتب أربع عشرة رسالة ثم أطلق سراحه ورجع لخدمته ولكن سرعان ما ألقى القبض عليه وأُعيد إلى روما مسجوناً سنة 66 م ومن سجنه في روما كتب آخر رسائله وهي الرسالة الثانية إلى تلميذه تيموثاوس وفيها يقول: " فإني الآن أسكب سكيباً ووقت انحلالي قد حضر " (2 تى 4: 6 – 8)، ثم أمر نيرون بقطع رأسه بحد السيف فنال إكليل الشهادة.
ويطلق العامة على صوم الرسل صوم البطيخ لظهور البطيخ فيه وشهر أبيب مشهور بالعنب ولكن لشدة الحرارة تفسد المأكولات فقالوا في الأمثال يا واكل ملوخية أبيب هات لبطنك طبيب ...كل عام وأنتم بخير.