أكدت الدكتورة سهام جبريل، عضو المجلس القومي للمرأة، أن المحافظات الحدودية تمثل بأركانها الأربعة السياج الحافظ للأمن القومي وحماية حدوده الوطنية، حيث عانت هذه المحافظات لسنوات طويلة من الإهمال والتهميش وغياب سياسات التنمية عنها.
وقالت عضو المجلس القومي للمرأة، في تصريح خاص، لـ"البوابة نيوز"، إن ثورة 30 يونيو أتت لتعيد إصلاح أخطاء الإهمال والتهميش ووضع استراتيجية وطنية للتنمية الشاملة لكافة أقاليم مصر من خلال استراتيجية مصر 2030، والتي وضعت أسس واضحة لدعم ودفع عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية داخل المحافظات خاصة الحدودية، وتوفير كافة الاحتياجات اللازمة لتفعيل كافة قدرات المجتمع خاصة في المحافظات الحدودية التي تمثل 77.7% من إجمالي مساحة مصر و1.5% فقط من إجمالي عدد السكان، حيث تمتلك المحافظات الحدودية متطلبات تنموية لحل مشكلات المجتمع المصري، وفتح آفاق جديدة للتنمية، واكتشاف القدرات المحتملة للمحافظات الحدودية وإلحاقها بركب عجلة التنمية وخاصة سيناء، والتي لم يتم استغلالها بكفاءة حتى الآن، وكيفية استغلالها في ظل الوضع الإقليمي الراهن، وتحديد معوقات التنمية، كتجربة لصياغة رؤية تنموية متوازنة في ضوء الموارد المتاحة داخل المناطق الصحراوية وتوفير كافة متطلبات التنمية، واستغلالها بكفاءة يمكن أن ترفع معدلات الإنتاجية والتشغيل، خاصة أن عملية التنمية في المناطق الصحراوية بشكل عام وفي سيناء بشكل خاص تواجه العديد من المعوقات. (طبيعية، اقتصادية، اجتماعية، آمنة.. إلخ) حيث ترجم ذلك الاهتمام إلى وضع السياسات المناسبة للاستثمار وتوظيف إمكاناتها المحلية لمواجهة معوقات التنمية وإدارة استراتيجية تنموية خاصة بكل محافظة حدودية خاصة شمال وجنوب سيناء حيث شهدت السنوات العشر الأخيرة طفرة غير مسبوقة في كافة مجالات التنمية وتذليل معوقات التنمية من خلال توفير مشروعات تنموية في مجال الطرق والبنية الأساسية والمياه والزراعة والسياحة وعملية الربط بين سيناء وباقي المحافظات.
وتابعت: "فعلى سبيل المثال شهدت سيناء مجموعة من المشروعات الضخمة، حيث تم إنشاء محطة كهرباء بمنطقة المساعيد في مايو 2022، بتكلفة تُقدر بنحو 450 مليون جنيه، إذ تعمل هذه المحطة على تغذية مدينة العريش ومحطة الشلاق بالشيخ زويد، بالإضافة إلى مشاريع توصيل الكهرباء لمدينة رفح الجديدة ومشروع المآخذ وزماماتها برمانة وبئر العبد، ولمدينة المليونية بشرق بورسعيد الجديدة، ولعدد 30 منزلًا بدويًا بقرية الجوفة برُمانة".
وأردفت: "وقد شهدت البنية التحتية في مجال البناء والإسكان والمدن الجديدة طفرة غير مسبوقة حيث مدينة رفح الجديدة ومدينة بئر العبد والتجمعات التنموية الانتجاية فى وسط سيناء ،وكذلك تطوير البنى التحتية في مجال الطرق والموانئ البرية والبحرية، فشهد ميناء العريش البحري تطوير كبير فبعد أن كان مجرد ميناء للصيد المحلى شمله تطوير مما أهلة إلى أن يصبح ميناء للتصدير".
واستكملت: “كما تحول مطار العريش إلى مطار يستقبل رحلات دولية، وكذلك مجال الزراعة وتطوير الآليات الزراعية وأساليب الري الحديث، كذلك شمل اعتماد الدولة بناء استراتيجية التنمية في مجال الصحة والتعليم وتطوير مجال التنمية الأساسية”. كما شهد مجال التعليم تطور غير مسبوق فى مجالات التعليم الأساسى والفنى والثانوى، كذلك التعليم العالي حيث أصبح على أرض سينا صروح علمية ومراكز بحثية مثل جامعة العريش وجامعة سيناء وجامعة الملك سلمان إلى جانب المراكز البحثية والمعاهد التعليمية المتخصصة.
واختتمت الدكتورة سهام جبريل: "في النهاية، يُمكن القول إن المشروعات القومية التي نفذتها الدولة المصرية بتوسع في المحافظات الحدودية والمشروعات المُستقبلية التي تشهدها ويتم تنفيذها أعلى مستوى محافظات مصر الحدودية قد أكد عليها الرئيس عبد الفتاح السيسي في لقاءاته الرسمية ولقاءاته وجولاته الميدانية مع الأهالي في هذه المحافظات، التي تؤكد مدى حرص الإرادة السياسية على الإنجاز الحقيقي على أرض الواقع، وتترجم مدى وعي دولة ما بعد 30 يونيو 2013 بالأهمية الاستراتيجية للمحافظات الحدودية، من منطلق أن تطويرها بما يُحقق منافع اقتصادية واجتماعية للمجتمع بأكمله، نظرًا لكونها محافظات حدودية تمثل سياج حماية أمن الوطن وترابه الوطني، إذ كانت تلك المحافظات تعاني من أزمات متنوعة في السنوات التي سبقت عام 2014.