ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، اليوم الثلاثاء، أن رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الواضح لاقتراح وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن منذ أكثر من أسبوعين، يثير حالة قلق على المستوى العالمي، وغضبا عارما على المستوى الداخلي.
وأوضحت الصحيفة - في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني - أن وزراء خارجية أوروبا أعربوا عن قلقهم إزاء رفض نتنياهو الواضح للاقتراح وتصاعد الأعمال العدائية على الحدود اللبنانية، مما يهدد بحرب واسعة النطاق، مشيرة في الوقت نفسه إلى غضب عائلات المحتجزين الإسرائيليين وغيرهم الذين اتهموا نتنياهو بعدم احترام عنصر أساسي من الخطة وهو الانسحاب العسكري الإسرائيلي الكامل.
ونقلت الصحيفة عن نتنياهو قوله، في مقابلة تلفزيونية ليلة أمس الأول، إنه منفتح على بعض جوانب تبادل المحتجزين ولكن ليس وقف إطلاق النار الدائم الذي قدمه بايدن كجزء مما وصفه بالاتفاق الإسرائيلي المقترح في الشهر الماضي.
وأضاف نتنياهو "المرحلة المكثفة من الحرب ستنتهي قريبا جدا، لكن هذا لا يعني أن الحرب ستنتهي، أنا على استعداد لعقد اتفاق جزئي، من شأنه أن يعيد بعض الأشخاص إلينا، وهذا ليس سرا، لكننا ملتزمون بمواصلة الحرب بعد الهدنة."
وتابعت الصحيفة أن تصريحات نتنياهو جاءت في الوقت الذي يزور فيه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت واشنطن حيث يجتمع مع مسؤولين أمريكيين لاستعراض المرحلة الجديدة في الحرب في غزة والتوترات المتصاعدة في الشمال مع جماعة حزب الله اللبنانية.
وفي اجتماع مع مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص إلى لبنان عاموس هوكستين يوم أمس الاثنين، قال جالانت إن "المرحلة ج" من الحرب ستكون لها عواقب على جميع الجبهات بالنسبة لإسرائيل، وفقا لبيان صادر عن مكتب جالانت.
كما التقى بوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ووفقا لبيان وزارة الخارجية، حيث أطلع بلينكن جالانت على "الجهود الدبلوماسية لتعزيز الأمن وإعادة الإعمار في غزة ما بعد الحرب وأكد على أهمية هذا العمل لأمن إسرائيل.
وأشارت الصحيفة إلى أن عائلات المحتجزين قد اختلفت بشكل متزايد مع نتنياهو وأعضاء اليمين المتطرف في حكومته حول ما إذا كانت الأولوية للتوصل إلى اتفاق بشأن المحتجزين أو مواصلة القتال لتدمير حماس.
وفي بيان تم نشره يوم أمس الاثنين، أدانت حماس تصريحات نتنياهو وقالت إن هدفه من التوصل إلى "اتفاق جزئي" سيؤدي إلى استمرار الحرب بعد استعادة المحتجزين، وهو ما ينتهك بوضوح اقتراح بايدن.
وأضافت حماس أن إصرارها على أن أي اتفاق يجب أن يتضمن تأكيدا واضحا لوقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الكامل من قطاع غزة هو خطوة ضرورية، وفي حين إنها تنظر إلى الاقتراح بإيجابية، فقد أضافت أيضا شروطا وصفتها الولايات المتحدة بأنها غير مقبولة.
من جانبه..أعرب منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، عن خيبة أمله إزاء تصريحات نتنياهو وتأثيرها على المحادثات لإنهاء الصراع.
وقال بوريل، في لوكسمبورج قبل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي،: "الإعلان الأخير لرئيس الوزراء نتنياهو يؤكد أنه، للأسف، لن يتم تنفيذ هذه الخطة"، مشيرًا إلى مخاوف من احتمال تصاعد الاشتباكات الحدودية بين إسرائيل وحزب الله خاصة أن خطر تأثير هذه الحرب على جنوب لبنان وامتدادها يتزايد يوما بعد يوم.
ولفتت الصحيفة إلى أن القلق في أوروبا بشأن توسع الحرب تأكد عندما قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في نفس الحدث إنه "من المهم للغاية" التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، داعية حماس إلى الموافقة على الصفقة.
بدورها، قالت بيربوك، التي وصفت الوضع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بأنه "أكثر من مثير للقلق"، إنها ستتوجه إلى الشرق الأوسط لمناقشة المسألة خاصة أن "المزيد من التصعيد سيكون بمثابة كارثة على جميع الناس في المنطقة".
وانضمت منظمة إنقاذ الطفولة أيضًا إلى المطالبين بإنهاء الحرب في غزة، قائلة إن هناك حاجة ماسة لوقف إطلاق النار حيث تقدر أن أكثر من 20 ألف طفل في عداد المفقودين في غزة.
وذكر أحدث تقرير لها أن نحو 17 ألف طفل منفصلون عن عائلاتهم، وأن هذا الرقم أصبح أسوأ بسبب الهجوم الإسرائيلي الأخير على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، والذي "زاد الضغط" على العائلات والمجتمعات داخل القطاع.
وأضاف التقرير أن الظروف في غزة تجعل من شبه المستحيل جمع المعلومات والتحقق منها لكنها تشير إلى أن نحو 4000 طفل ربما يكونون في عداد المفقودين تحت الأنقاض، وأن عددًا غير معروف موجود في مقابر جماعية.
وقال حزب العمال المعارض في بريطانيا إنه سيلتزم بأي مذكرة اعتقال تصدرها المحكمة الجنائية الدولية ضد نتنياهو إذا فاز في الانتخابات المقررة في 4 يوليو.
يشار إلى أنه قتل ما لا يقل عن 37598 شخصا وأصيب 86032 آخرون في غزة منذ بدء الحرب، وفقا لوزارة الصحة في غزة بينما تقدر إسرائيل أن حوالي 1200 شخص قتلوا في هجوم حماس في 7 أكتوبر الماضي.