وصل وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إلى واشنطن الأحد لعقد اجتماعات مع مسؤولين أمريكيين وسط مخاوف متزايدة من أن تتصاعد الاشتباكات الحدودية بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية المسلحة إلى حرب شاملة.
وأصدر حزب الله رسالة مصورة مساء السبت يهدد فيها بمهاجمة مباني إسرائيلية حيوية إذا اندلع صراع واسع النطاق في لبنان. ويبدو أن الفيديو يعرض إحداثيات بالقرب من مطار في وسط إسرائيل ومحطتين للطاقة ومركز أبحاث نووية وميناء شحن وحقل غاز.
ويتضمن الفيديو أيضا مقطعا من خطاب ألقاه حسن نصر الله، رئيس حزب الله، الأربعاء: "إذا فرضت الحرب على لبنان، فإن المقاومة ستقاتل بلا ضوابط، بلا قواعد، بلا حدود".
وأصبحت الحدود بين إسرائيل ولبنان ساحة معركة منذ السابع من أكتوبر ، عندما اجتاح مسلحون بقيادة حماس جنوب إسرائيل، مما أدى إلى اندلاع الحرب في غزة وإلهام الهجمات من قبل وكلاء مدعومين من إيران من العراق إلى اليمن.
وتبادلت القوات الإسرائيلية ومقاتلو حزب الله - الجماعة الموالية لإيران والتي تشكل القوة العسكرية والسياسية الأكثر هيمنة في لبنان - الضربات المدروسة بعناية، حيث تبادلوا إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون والطائرات بدون طيار على أساس شبه يومي.
وفي حين أدى العنف إلى نزوح عشرات الآلاف من المدنيين على جانبي الحدود، إلا أنه ظل حتى الآن محصوراً نسبياً.
ولكن نطاق ووتيرة الهجمات زادت بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة، وترافق ذلك مع تهديدات أكثر حدة من جانب المسؤولين الإسرائيليين وحزب الله، الذين يقولون إنهم مستعدون للحرب - وهو سيناريو كابوسي يخشى المسؤولون في أوروبا وواشنطن وفي جميع أنحاء المنطقة أن يدمر لبنان ويهدد المدن الإسرائيلية الكبرى ويستهلك الشرق الأوسط.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر للصحافيين في إفادة صحفية الأسبوع الماضي، في الوقت الذي قام فيه المبعوث الأمريكي الخاص آموس هوشتاين بزيارة أخرى إلى المنطقة لحث الناس على ضبط النفس: "كنا نسعى إلى حل دبلوماسي لمحاولة توضيح أنه لا ينبغي أن يكون هناك المزيد من التصعيد، وهذا ما سنستمر في السعي إليه".
ولكن الأمل في نجاح المساعي الدبلوماسية التي تبذلها واشنطن يتضاءل، فقد أعرب المسؤولون الغربيون واللبنانيون خلال الأشهر الماضية عن قلقهم إزاء بطء وتيرة المفاوضات الرامية إلى حل النزاع الحدودي، والذي تعطل بسبب تعنت حزب الله وإسرائيل.
ويواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطا محلية متزايدة لطرد المسلحين من الحدود والسماح للسكان النازحين بالعودة إلى منازلهم في شمال إسرائيل؛ وقالت حزب الله إنها ستواصل القتال في جنوب لبنان حتى يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، وهو الاحتمال الذي يبدو أنه يصبح أكثر بعدا يوما بعد يوم.
وقال نتنياهو في تصريح للتلفزيون الإسرائيلي الأحد، إنه بمجرد انتهاء "المرحلة المكثفة من الحرب" في غزة، "ستكون لدينا الفرصة لنقل بعض القوات إلى الشمال".
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الجمعة: "إن أي خطوة متهورة أو خطأ في التقدير قد تؤدي إلى كارثة تتجاوز الحدود، وبصراحة، تتجاوز الخيال، إن شعوب المنطقة وشعوب العالم لا تستطيع أن تتحمل أن يصبح لبنان غزة أخرى".