تحاول أسعار الذهب العالمي الارتفاع خلال تداولات اليوم الاثنين مع بداية الأسبوع، وذلك بعد الانخفاض الكبير الذي سجله نهاية الأسبوع الماضي، بينما تترقب الأسواق هذا الأسبوع صدور بيانات التضخم الأمريكية بالإضافة إلى تصريحات أعضاء البنك الفيدرالي الأمريكي.
وارتفع سعر أونصة الذهب العالمي خلال تداولات اليوم بنسبة 0.3% ليسجل أعلى مستوى عند 2332 دولار للأونصة وكان قد افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2321 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 2329 دولار للأونصة.
يأتي هذا بعد أن انخفض سعر الذهب يوم الجمعة الماضية بنسبة 1.6% ليفقد كل المكاسب التي سجلها خلال الأسبوع الماضي ويغلق على انخفاض، بحسب تحليل جولد بيليون.
وصدرت بيانات عن النشاط التجاري والاقتصادي في الولايات المتحدة يوم الجمعة الماضية لتظهر ارتفاع لأعلى مستوى في 26 شهر خلال يونيو بدعم من ارتفاع معدلات التوظيف. ونتج عن هذا ارتفاع الدولار الأمريكي ليسجل أعلى مستوى منذ 7 أسابيع ليسجل ارتفاع للأسبوع الثالث على التوالي.
قوة الدولار الأمريكي أجبرت أسعار الذهب على الانخفاض بالإضافة إلى تعافي العائد على السندات الحكومية الأمريكية، مما يعكس أن تحسن بيانات أداء القطاع الصناعي وقطاع الخدمات يوم أمس ساهمت في تقلص توقعات الأسواق بشأن خفض الفائدة هذا العام بأكثر من مرة.
مع بداية تداولات هذا الأسبوع عادت أسعار الذهب إلى التعافي حيث يظل تركيز الأسواق على البيانات الاقتصادية التي تصدر عن الولايات المتحدة، والتي من شأنها أن تساعد الأسواق على معرفة مستقبل السياسة النقدية الأمريكية بشكل واضح.
تنتظر الأسواق هذا الأسبوع صدور بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الذي يعد مقياس التضخم المفضل لدى البنك الفيدرالي الأمريكي، وترغب الأسواق في معرفة إذا كانت البيانات تؤكد حدوث هبوط سلسل مما يسمح للبنك الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة.
وخلال هذا الأسبوع سيتحدث ما لا يقل عن خمسة من مسؤولي البنك الاحتياطي الفيدرالي، بما في ذلك رئيسة البنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو ماري دالي، ومحافظي البنك الاحتياطي الفيدرالي ليزا كوك وميشيل بومان.
قد تساعد تصريحات أعضاء البنك الفيدرالي في أن تحسم الأسواق أمرها بشأن توقعات خفض الفائدة هذا العام، حيث لا تزال تضع الأسواق احتمال بنسبة 66% بأن يقوم البنك بخفض الفائدة لأول مرة في سبتمبر القادم على أن يقوم بمرتين خفض هذا العام.
بينما نجد أن أعضاء البنك الفيدرالي قد توقعوا خفض واحد فقط للفائدة هذا العام وقد يكون في شهر ديسمبر. وتظل البيانات الاقتصادية هي الفيصل بين توقعات الأسواق وتوقعات أعضاء الفيدرالي الأمريكي.
بقاء أسعار الفائدة مرتفع لفترة أطول من الوقت يؤثر بالسلب على أسعار الذهب لأنه يزيد من تكلفة الفرصة البديلة للذهب الذي لا يقدم عائد لممتلكيه، ولكن حتى الآن استطاع الذهب الحفاظ على تداولاته فوق المستوى 2300 دولار للأونصة بسبب حقيقة أن أسعار الفائدة الأمريكية ستنخفض في نهاية المطاف خاصة بعد أن قامت بنوك مركزية عالمية بخفض الفائدة بالفعل لتسبق البنك الفيدرالي.
هذا بالإضافة إلى مشتريات البنوك المركزية العالمية المستمرة للذهب وزيادة احتياطيها، في العام الماضي أضافت البنوك المركزية ثاني أكبر كمية من الذهب على الإطلاق بلغت 1037 طنًا. وفي عام 2022 اشترت البنوك المركزية رقمًا قياسيًا بلغ 1082 طنًا من الذهب.