تناولت الإعلامية داليا عبدالرحيم، رئيس تحرير جريدة البوابة، ومساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، تواجد ونشاطات ودور جماعة الإخوان الإرهابية في البرازيل وأمريكا اللاتينية، موضحة أنها ناقشت خلال حلقات سابقة كيف حرصت الجماعة ومنذ بدايات ظهورها قبل ما يقارب المائة عام على الانتشار والتواجد التنظيمي والفكري والدعائي في أي مكان من العالم يُتاح لها؛ أو تتوفر فيه إمكانيات الوجود والحركة والتوغل وغرس أفكارها وممارسة نشاطها.
وقالت “عبدالرحيم”، خلال تقديمها برنامج “الضفة الأخرى”، المذاع عبر فضائية “القاهرة الإخبارية”، إنه لم يكن ظهور ونشاط جماعة الإخوان في أمريكا اللاتينية مجرد محاولة للفرار من الضغوط التي تعرضت لها الجماعة في منطقة نشأتها بالشرق الأوسط، بعدما انكشفت أغراضها الخبيثة، وانتهاجها العنف كمبدأ ووسيلة؛ بل هو إستراتيجية ثابتة وهدف أصيل في تكوين الإخوان الفكري وفي طموحاتهم التنظيمية والدعائية.
وأضاف أنه كان وما زال الوجود الإخواني في البرازيل مخططًا سلفًا، واستخدمت فيه الجماعة وسائل محددة لتحقيق أهداف استراتيجية واضحة، وتُشير الدلائل إلى أن وجود الجماعة الذي تأسس على يدي أحمد علي الصيفي ( اسسه عام 1987) اعتمد على وسائل انتشار هي سيطرة الجماعة على المساجد، ولتحقيق ذلك عمد الصيفي إلى شراء الكثير من العقارات بتمويل من التنظيم الدولي للجماعة وضمها لمركز الدعوة الإسلامية التابع له، والسيطرة عن طريق جناح الندوة العالمية للشباب المسلم بقيادة الإخواني "علي عبدوني" على مجموعة من المساجد الأخرى وتوفير الدعم وتعيين دعاة يدينون بالولاء لأفكار الجماعة، فضلا عن السيطرة على شباب الجامعات من خلال تأسيس روابط تابعة مباشرة للقيادي “جهاد حسن حمادة”، وهذه التحركات استهدفت تحقيق ما يلي: فرض الفكر الراديكالي الإخواني على الإسلام في البرازيل، والتحكم في صياغة الخطاب الديني بما يخدم أهداف ومشروع الإخوان العالمي، وتأهيل الشباب المستقطب لخدمة المشروع الإخواني من خلال المخيمات والفعاليات المختلفة لكسب ولاءهم الكامل.
وأوضحت أنه كانت البدايات مع وصول المهاجرين العرب والمسلمين إلى البرازيل فكان هذا واحدا من العوامل الرئيسية التي ساعدت في انتشار أفكار جماعة الإخوان؛ فمعظم هؤلاء المهاجرين جاءوا من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وبعضهم كان يحمل أفكار وأيديولوجيات الإخوان وأنشأت الجماعة منذ بدايات وجودها منظمات إسلامية تُعني بشؤون الجالية المسلمة مثل المساجد والمراكز الثقافية والمدارس، وهذه المنظمات تتبنى فكر الإخوان وتعمل على نشره بين المسلمين في البرازيل، وبعد ذلك نظمت الجماعة دروسا ومحاضرات دينية تركز على التعاليم الإسلامية بشكل عام وأفكار الإخوان بشكل خاص، ويتم ذلك من خلال المساجد والمراكز الإسلامية، بالإضافة إلى الدروس التي تُعطى في المنازل أو الأماكن الخاصة، كما استخدمت الجماعة وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الإعلامية لنشر أفكار الإخوان والترويج لأجندتهم، وكذلك أنشأت الجماعة مواقع إلكترونية وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي لنشر المحتوى الديني والسياسي الذي يتوافق مع أفكارهم، هذا بجانب إقامة علاقات وتحالفات مع جماعات ومنظمات محلية تسعى لتحقيق أهداف مشتركة، مثل تعزيز الهوية الإسلامية والدفاع عن حقوق المسلمين في البرازيل، وتشمل هذه التحالفات أحزاب سياسية أو منظمات حقوقية، وكذلك تنظيم فعاليات اجتماعية وثقافية تهدف إلى تعزيز الروابط بين أعضاء الجالية المسلمة وتعزيز الهوية الإسلامية. مثل هذه الفعاليات يمكن أن تُستخدم أيضًا كمنصة لنشر أفكار الإخوان.
وتابعت: ورغم أن هناك مراقبة من قبل السلطات البرازيلية والعالمية لأنشطة الجماعة، حيث تُعتبر جماعة الإخوان في بعض الدول منظمة إرهابية، مما يفرض تحديات على أنشطتهم في البرازيل؛ إلا أن التنوع الكبير في المجتمع البرازيلي والجالية المسلمة يُمكن أن يُشكل تحديًا أمام محاولة الإخوان لتجنيد الأعضاء ونشر أفكارهم، خاصة في ظل وجود تيارات إسلامية أخرى ترفض فكر الإخوان، وتستخدم الجماعة المساجد بشكل كبير لفرض الرؤية والمنهج الإخواني؛ أي تقديم الإسلام وفقًا لمفاهيم الجماعة، والتركيز على استقطاب وتجنيد الشباب والاهتمام بخلق قاعدة اقتصادية توفر الدعم المالي اللازم للحركة والنمو، وتُمكن الإخوان من التأثير وخلق نفوذ اجتماعي وسياسي في المجتمع.
وأشارت إلى أن جماعة الإخوان الإرهابية على خطاها المعتادة تواصل السير من أجل تحقيق أكبر استفادة نفعية مما يدور حولها من أحداث، واستغلت الجماعة أحداث حرب غزة، وقررت زيادة نشاطها في البرازيل وأمريكا اللاتينية، عن طريق إطلاق أنشطة تستطيع من خلالها جذب أتباع جدد، إما من بين الشباب الموجود بالفعل على الأراضي البرازيلية، أو بتوفير الدعم لاستقدام آخرين من الخارج، وقررت الجماعة استغلال حالة التعاطف الواضحة مع القضية الفلسطينية عالميا، وتنشيط جهودها في جمع التبرعات بزعم توصيلها إلى أهالي غزة، والمجاهدين ضد الاحتلال.
وأكدت أنه بحسب المعلومات المتوافرة فإن أنشط مؤسسات الجماعة في العمل على جمع التبرعات تأتي رابطة الشباب المسلم، ومعها مركز الدعوة الإسلامية بأمريكا اللاتينية وأيضا مؤسسة الندوة العالمية للشباب الإسلامي، التي تُعد أخطر مؤسسات الجماعة على الإطلاق، وتعمل هذه المؤسسات تحت قيادة زياد أحمد الصيفي، الذي يتعاون في ذلك مع محمد عدنان جبارة، وعبد الناصر الرافعي، ووسام الرمش، وكلهم من العناصر القيادية في تنظيم الاخوان في البرازيل ودول أمريكا اللاتينية.
وتابعت: وأشارت المصادر إلى أن الجماعة الإرهابية تعمل أيضا حاليا لتنفيذ خطة تستهدف تحسين صورتها، على أمل أن تسترد مساحة من الأرض التي خسرتها بعد انكشاف وجهها القبيح أمام شعوب العالم العربي والإسلامي، وللجماعة تاريخ طويل في استثمار المحن والحروب التي تقع على بلدان عربية وإسلامية فيما يعود علي الإخوان بالنفع والفائدة، ولعلنا نتذكر صناديق "الإغاثة "وجمع التبرعات؛ التي أنشأتها الجماعة لدعم الشعب الأفغاني والشعب الصومالي والشعب العراقي ومسلمي البوسنة والهرسيك وغيرها؛ ليتكشف ومن خلال تصريحات ومذكرات قيادات إخوانية بارزة كيف انحرفت مقاصد تلك الصناديق وكيف ذهبت أغلب أموالها لخزائن الجماعة؛ حيث تستغل جماعة الإخوان صناديق الإغاثة وجمع التبرعات وأزمات الشعوب كوسيلة لتعزيز نفوذها وكسب التأييد الشعبي، سواء في البلدان التي تنشط فيها أو على مستوى الشتات، وهناك عدة طرق تستغل بها الجماعة هذه الأدوات؛ فعند وقوع أزمات إنسانية أو كوارث طبيعية تُسارع جماعة الإخوان لإنشاء حملات إغاثة وجمع التبرعات، وهذا يُمكن أن يكون عبر منظمات إغاثية مرتبطة بالجماعة أو عبر تعاون مع منظمات دولية، وتقوم الجماعة بتوزيع جزء من المساعدات الغذائية والطبية والخدمات الأساسية في المناطق المتضررة، وهذا النشاط يُعزز صورة الجماعة كمنظمة إنسانية تسعى لمساعدة المحتاجين.
واستطردت: وتعمل الجماعة على تنظيم برامج اجتماعية وخدمات مجتمعية للفقراء والمحتاجين، مثل توزيع الأطعمة في رمضان، وتقديم الدعم التعليمي والطبي، وهذه الأنشطة تُساعد في بناء علاقات قوية مع المجتمعات المحلية وكسب ولائها، وكذلك تقوم الجماعة بإنشاء صناديق للقروض الصغيرة لمساعدة الأفراد على بدء مشاريع صغيرة، مما يُعزز الاعتماد الاقتصادي على الجماعة؛ هذا بجانب استخدام الجماعة لوسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي لتنظيم حملات جمع التبرعات، وتُستخدم هذه الحملات لتسليط الضوء على أزمات محددة وجذب التبرعات من المسلمين حول العالم؛ كما تستغل الجماعة في البرازيل الشبكات العالمية للإخوان لجمع التبرعات من الشتات ومن الدول ذات الجاليات المسلمة الكبيرة، ولا شك أن ما تقوم به الجماعة من توجيه المساعدات لمناطق أو جماعات بعينها لتعزيز النفوذ السياسي للجماعة، وهذا يُمكن أن يشمل تقديم المساعدات لمناطق تسعى الجماعة للسيطرة عليها أو لتلك التي تدعمها سياسياً، وكذلك توظيف الأنشطة الإنسانية والإغاثية لبناء تحالفات مع منظمات غير حكومية أخرى ومع الحكومات المحلية والدولية، كما تعمل الجماعة في البرازيل على تقديم برامج تعليمية ودينية تستهدف الشباب والفئات الفقيرة، مع التركيز على نشر أيديولوجية الإخوان، وتشمل هذه البرامج المدارس والمراكز التعليمية والمخيمات الصيفية. ويتم فيها توزيع المواد الدعوية التي تروج لأفكار الجماعة وتؤسس لتعاطف ودعم مستدام، وكذلك تعمل الجماعة على تأسيس مؤسسات خيرية تعمل تحت مظلة العمل الإنساني ولكنها تديرها بشكل يحافظ على ولاء المتلقين للأفكار والأهداف السياسية للجماعة، وتستغل الجماعة الأزمات الإنسانية كفرص لتعزيز مكانة الجماعة وزيادة تأثيرها، ويُمكن أن يكون هذا واضحًا في المناطق التي تُعاني من فراغ سياسي أو ضعف في الهياكل الحكومية، كما تستفيد الجماعة من الأزمات لجذب اهتمام وسائل الإعلام وتسليط الضوء على أنشطة الجماعة، مما يُزيد من تدفق التبرعات والولاءات.
ونوهت بأن التنظيم الدولي لجماعة الإخوان يعتمد في ترسيخ وجود عناصره بأمريكا اللاتينية والبرازيل على سلسلة من الأنشطة الاستراتيجية المتمركزة على الأراضي البرازيلية، وضمن خطة ممنهجة تستهدف تأسيس الكثير من الواجهات الدعوية للحصول على أموال المتبرعين، واتفق قادة الجماعة في أمريكا اللاتينية على إعادة إنتاج مؤسساتها التي عفا عليها الزمن.
وأضافت أنه على الرغم من نشاط كل هذه المؤسسات في خدمة أهداف الجماعة لكن يبقى فرع الجامعة الإسلامية في منيسوتا البرازيلية أخطر فروع الإخوان بأمريكا اللاتينية، وتعمل جماعة الإخوان على استغلال هذا الفرع من الجامعة في إصدار شهادات علمية تعزز المستوى العلمي لأتباعها، حتى تغسل سمعتهم وتظهرهم كمؤهلين للعمل بمختلف الأماكن العلمية في العالم، حتى يحصلوا على فرصة مواتية لنشر فكر وأهداف التنظيم الدولي للإخوان، كما تتضمن استراتيجية الجماعة في البرازيل إنشاء شبكة من المؤسسات الوهمية عبر الإنترنت، لزيادة نشاط بيع شهادات الدكتوراه، والماجستير، وزرع فكر الإخوان المتطرف في عقول الشباب، من خلال المقررات الجامعية التي تقدمها للطلاب.
وأوضحت أن البرازيل تحظى باهتمام كبير من التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، باعتبارها قلب أمريكا اللاتينية، وأكثر بلادها اتساعا وقدرة على احتضان عناصر الجماعة، الراغبين في الذوبان داخل المجتمع دون أن تنتبه إليهم الأعين، مع التركيز على استهداف الشباب من ابناء الجاليات العربية والاسلامية والمهاجرين من افريقيا وآسيا.
وعرضت الإعلامية داليا عبدالرحيم، إنفوجرافًا عن أبرز المنظمات وجمعيات العمل الخيري والخدمي والمعاهد العلمية التي أسسها الإخوان في البرازيل.
وكشف الإنفوجراف، عن أخطر مؤسسات الإخوان في البرازيل، والتي يُعد أولها الندوة العالمية للشباب الإسلامي والتي تأسست عام 1972، وتعتبر الحاضنة الأساسية للإخوان في جميع أنحاء العالم، وأسس محمد علي الصيفي أول فروعها بالبرازيل ظهر عام 198، وسجلت رسميا عام 2000 تحت بسجل تجاري CNPJ 04.189.893/0001-16، ويعد علي عبدوني المسؤول عنها ونائباه جهاد حسن حمادة وأحمد مظلوم، وتعمل المؤسسة على تقديم العون اللوجيستي لعناصر الجماعة بالبرازيل، وأنشأت المؤسسة حسابات لجمع التبرعات بالتعاون مع عناصر الجماعة الإسلامية.
وقالت الإعلامية داليا عبدالرحيم، إن المؤسسات التي أنشأتها الجماعة في البرازيل هدفها الالتفاف على القوانين البرازية والتسلل من خلالها للهيمنة والسيطرة على الشباب البرازيلي واستغلال ظروفه الاقتصادية والاجتماعية حتى يتم تجنيده في الجماعة؛ ليس هذا وفقط بل أيضا محاولات الجماعة للهيمنة على الجاليات العربية والاسلامية ليس فقط في البرازيل ولكن في معظم أمريكا اللاتينية من خلال مثل هذه المؤسسات وغيرهان موضحة أن الجماعة استغلت هشاشة القوانين والظروف الاقتصادية في الانتشار داخل المجتمع البرازيلي ومن أهم آلياتهم السيطرة على عدد ليس قليل من المساجد وتعيين الدعاة التابعين لهم لنشر دعوتهم في المجتمعات المسلمة في البرازيل، وتستغل الجماعة الفقر والحاجة المادية فتعمل على تجنيد أعضاء جدد عبر تقديم مساعدات مالية وعينية للمحتاجين، وإنشاء صناديق خيرية تقدم الدعم للأسر الفقيرة، وتساعد في توفير الغذاء، والملابس، والرعاية الصحية، وكذلك تعمل الجماعة على إطلاق مشاريع صغيرة للتنمية الاقتصادية، مثل تقديم قروض بدون فوائد أو بفوائد منخفضة للأسر والأفراد لبدء أعمال تجارية صغيرة، مما يُعزز الاعتماد الاقتصادي على الجماعة ويزيد من ولاء المستفيدين.
وتابعت: وفي بعض الأحيان يمكن أن تستغل الجماعة الفساد أو التراخي في تطبيق القوانين للقيام بأنشطة غير قانونية أو غير مرخصة، مثل جمع التبرعات بشكل غير قانوني أو تهريب الأموال، وكذلك إنشاء مؤسسات تعليمية ودينية وخيرية موازية تعمل خارج نطاق الرقابة الحكومية، وهذه المؤسسات تقدم خدمات تعليمية وصحية ودينية للمجتمع، ما يُعزز نفوذ الجماعة ويجعلها لاعبًا رئيسيًا في الحياة الاجتماعية للمجتمع المحلي، وتوفير خدمات اجتماعية في المناطق التي تعاني من نقص في الخدمات الحكومية، مثل تنظيم حملات طبية، وتقديم التعليم المجاني، وتوفير أماكن آمنة للشباب، وكذلك إنشاء شبكات اجتماعية قوية تضم الأفراد الذين يستفيدون من خدمات الجماعة، وهذه الشبكات تُسهم في تجنيد المزيد من الأعضاء وزيادة التأثير الاجتماعي للجماعة، فضلا عن فتح مدارس ومعاهد تعليمية تروج لفكر الجماعة وأيديولوجيتها، وهذه المؤسسات لا تقدم فقط التعليم الأكاديمي، بل تركز أيضًا على التعليم الديني والدعوي بما يتوافق مع فكر الإخوان، واستغلال المساجد والمراكز الإسلامية لنشر أفكار الإخوان عبر خطب الجمعة والدروس الدينية، وجذب الشباب من خلال برامج دعوية وتعليمية، علاوة على التحالف مع منظمات محلية وجماعات دينية أخرى لتحقيق أهداف مشتركة، مثل الدفاع عن حقوق المسلمين، وتعزيز الهوية الإسلامية، ومواجهة التمييز، والمشاركة في منظمات المجتمع المدني والنقابات والجمعيات الأهلية، ومحاولة التأثير على السياسات العامة من داخل هذه المؤسسات، واستخدام وسائل الإعلام التقليدية والجديدة لنشر رسائل الجماعة والترويج لأنشطتها الخيرية والدعوية، وزيادة الوعي بأهدافها وأيديولوجيتها، وبناء منصات تواصل اجتماعي تفاعلية للتواصل مع المجتمع المحلي، وجذب الشباب، والترويج للأنشطة والبرامج التي تنظمها الجماعة.
ونوهت: نستطيع القول إن خطة الإخوان اعتمدت في الانتشار والهيمنة داخل المجتمع البرازيلي على وضع أولوية في جذب وتجنيد الشباب والدخول لهم من باب احتياجاتهم المعيشية وما قد يواجهون من مصاعب في الاندماج والتحقق داخل مجتمعاتهم، والتركيز أيضا على توفير فرص تأهيل تعليمي وفرص عمل ملائمة في أسواق العمل في بلدان أمريكا اللاتينية بشكل عام، وهي خطة جاذبة وجذابة ومخادعة في جوهرها لتوريط شباب الجاليات الإسلامية هناك في المشروع الإخواني؛ الأمر الذي يستوجب إدراك الجميع، والجاليات الإسلامية والإدارات والسلطات الحاكمة لإبعاد مخاطر هذه المخططات الإخوانية.
كما عرضت الإعلامية داليا عبدالرحيم، تقريرًا بعنوان “الجماعة تواصل تحركاتها للسيطرة على المجتمع البرازيلي”، وقالت إنه في خطوة جديدة لضمان استمرار المد الإخواني في البرازيل، وصولا إلى السيطرة على المجتمع وفرض الرؤية الإخوانية على مسلمي أمريكا اللاتينية بالكامل، بدأ قائد الجماعة في البرازيل أحمد علي الصيفي إجراءات إنشاء كيان جديد تابع للجماعة، والكيان الجديد في ظاهره جامعة يطلق عليها اسم الجامعة الإسلامية، لكنها في الحقيقة، وبحسب مصادر مطلعة، لا تتعدى كونها ستارا جديدا من أجل جمع التبرعات، وإيجاد غطاء يسمح لعناصر الجماعة بالتحرك بحرية.
وأضافت أن الصيفي أطلق حملة إعلانية ضخمة للترويج لهذا المشروع الإخواني الجديد، الذي يهدف إلى إيواء جميع المطاردين جراء نشاطهم المشبوه من أتباع الجماعة في كل مكان، وأرسلت الجماعة وفدا إلى ماليزيا يقوده عبد الحميد متولي رئيس الجامعة الإخوانية الجديدة، ويرافقه القيادي محمد منصور لجمع التبرعات على ذمة هذا المشروع، وزار الوفد الإخواني أيضا مؤسسة مللي جورش في ألمانيا للهدف ذاته، وحرصت الجماعة على الظهور بقوة ضمن وفد أمريكا اللاتينية المشارك في اجتماع الجمعية الإسلامية للملاحة، الذي يقام كل عشر سنوات، واستضافته هذا العام بلجيكا، وقاد وجود الجماعة في هذه الفعالية المدير العام لمركز نشر الإسلام في أمريكا اللاتينية زياد أحمد الصيفي، وهو ما يُشير إلى التأثير الذي تتمتع به جماعة الإخوان في أمريكا اللاتينية عموما والبرازيل بوجه خاص.
وأوضحت أن «الصيفي» القيادي الإخواني الذي يُدير مركز الدعوة الإسلامية في أمريكا اللاتينية استغل إمكانات المركز في البرازيل لترويج أفكار الجماعة عبر سلسلة طويلة من الأنشطة، التي مكنته من التوغل في أعماق المجتمعات بتلك الدول، والسيطرة على المسلمين هناك، عبر امتلاكه صلاحية إصدار شهادات الذبح الحلال، وإقامة المخيمات الترفيهية، وإصدار المطبوعات والمشاركة في معارض الكتاب، وعقد مؤتمر سنوي للمسلمين في أمريكا اللاتينية، وهي أنشطة تساعده على استقطاب الكثير من الشباب، وإخضاعهم لأفكاره المتطرفة، ويحظى مركز الدعوة الإسلامية بأمريكا اللاتينية، بدعم من المؤسسات الخيرية وبعض رجال الأعمال في دول العالم الإسلامي من التابعين للإخوان، ورغم عدم وجود حصر دقيق لهذه المبالغ، فإن المتابعين يؤكدون أنها تتجاوز ملياري دولار كل عام؛ للإنفاق على أنشطة المركز، وزيادة شعبيته في تلك الدول، ولمزيد من التمويه لجأ «الصيفي» إلى إنشاء عدد من مراكز الدعوة الوهمية، بزعم دعم العمل الخيري في العالم، ومنها، الهيئة الإسلامية للإغاثة «جاسيب»، التي سعى مركز الدعوة الإسلامية في أمريكا اللاتينية إلى استغلالها لنقل ملكية العديد من المساجد باسمها للسيطرة عليها، وعلى الجاليات الإسلامية التي ترتادها؛
وعرضت الإعلامية داليا عبدالرحيم، إنفوجرافًا بعنوان “أذرع الصيفي أمير جماعة الإخوان بالبرازيل”، وكشفت عن أن علي أحمد الصيفي برازيلي من أصول لبنانية، وهو نائب رئيس مركز الدعوة الإسلامية بأمريكا اللاتينية، والمدير التنفيذي لشركة الحلال سيديال، وعضو بالجماعة الإسلامية اللبنانية، ويتولى تجنيد العناصر البرازيلية بالتنظيمات المتطرفة، موضحا أن زياد أحمد الصيفي هو المدير التنفيذي لمركز الدعوة الإسلامية بأمريكا اللاتينية، وهو عضو التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، علاوة على وسام الرمش لبناني الجنسية، ومدير العلاقات العامة بمركز الدعوة الإسلامية، والسكرتير الخاص لأحمد علي الصيفي رئيس المركز.
وقالت: لا شك أن الهزائم والتراجعات التي ألمت بجماعة الإخوان خاصة بعد ما سُمي بثورات الربيع العربي، وسقوط الكثير من الأقنعة التي استخدمتها في خداع الشعوب وانحسار نفوذها التنظيمي والفكري في أغلب البلدان العربية، كل هذه المتغيرات دفعت قيادات التنظيم الدولي للبحث عن ملاذات آمنة وتعزيز تواجدها في دول الغرب ودول أمريكا اللاتنية، مستغلين في ذلك عدم إدراك بعض الدول للمخاطر التي قد يخلقها التواجد والنفوذ الإخواني داخل تلك المجتمعات، خاصة استيراتجية الإخوان التي تعتمد في مد أذرعها ونفوذها على استغلال ما قد تتيحه النظم والقوانين المعمول بها في تلك الدول بخصوص تكوين مجالات نشاط منظمات المجتمع المدني، وهو الأمر الذي تُجيد جماعة الإخوان التسلل من خلاله للهيمنة على مفاصل تلك المجتمعات من باب الأنشطة والاستثمارات الاقتصادية والمالية ومجالات العمل الخيري، وقد استشعرت الحكومة البرازيلية مخاطر مخطط الإخوان في سعيهم للهيمنة على عقول مسلمي البرازيل وفرض نهجهم الإخواني عليهم، وتوظيف من تتمكن من استقطابهم فكريًا وتنظيميًا في التسلل والتوغل في المجتمع المدني الخدمي وفي المجال النيابي والسياسي، وشرعت الحكومة البرازيلية في معالجة القصور والخلل في بعض القوانين والإجراءات المنظمة لتواجد المهاجرين وطلبات اللجؤ السياسي على أرضها، خاصة بعد تحول بعض شباب المهاجرين والذين خرجوا من معطف جماعة الإخوان للفكر الداعشي الإرهابي، وحرصت البرازيل في السنوات الأخيرة بعد افتضاح أمر المراكز الاسلامية التي يسيطر عليها الإخوان وتوغلها في المجتمعات اللاتينية على الاستعانة بالتجربة والخبرة المصرية في التصدي لفكر وممارسات الجماعات الإرهابية، ولم تتأخر مصر في دعم البرازيل والجاليات العربية والإسلامية هناك في مواجهة تلك الأخطار.
واختتمت: وقام الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف المصرية بدور ملموس؛ كان محل شكر وتقدير كبار المسؤلين البرازيليين، وبداية من عام 2018 شرع الأزهر ووزارة الأوقاف في إرسال المزيد من الدعاة وعلماء الإسلام المؤهلين لإدارة المساجد وتقديم صحيح الدين لمسلمي البرازيل وذلك بالتنسيق مع دولة البرازيل، وقد أفلح ذلك التنسيق والتعاون والدعم المصري في تقليص النفوذ الإخواني والإرهابي بشكل عام في البرازيل، ولكن تلك الخطوات ما زالت في حاجة للمزيد من التدابير والإجراءات القانونية والتشريعية والمجتمعية؛ التي تُعالج الثغرات والمنافذ التي يتسلل منها فكر ومخططات الإخوان والتنظيمات الإرهابية الخارجة من أفكارهم، وسيظل ناقوس الخطر والتحذير يدق ويدعو الجميع لضرورة وأهمية توفر إرادة دولية جادة وفاعلة تعتمد على رؤية شاملة ومتكاملة للتصدي لجماعات الإرهاب فكرًا وممارسة.
من جانبه قال هشام النجار، الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، إن جماعة الإخوان الإرهابية اعتادت استخدام القضية الفلسطينية لتحقيق مصالح ضيقة سواء للمزايدة على الجهود العربية المخلصة، والرموز الوطنية المخلصة.
وأضاف "النجار"، خلال لقائه ببرنامج "الضفة الأخرى"، الذي تقدمه الإعلامية داليا عبد الرحيم، على فضائية "القاهرة الإخبارية"، أن الجماعة الإرهابية وظفت القضية الفلسطينية لجمع التبرعات، واستخدام التبرعات في أنشطة الجماعة.
وأشار إلى أن الكثير من القيادات الإخوانية اعترفوا بأن الجماعة تستخدم هذه التبرعات لتمويل الأنشطة السرية، وأنشطة التمويل الخاصة للجماعة، موضحًا أن جماعة الإخوان الإرهابية تأمل أن تستخدم الحرب على غزة في تحريض قطاع من الجمهور العربي ضد الحكومات، لاستنساخ ما حدث في أفغانستان بعد أحداث 11 سبتمبر، وفي سوريا بعدما حدث من انتفاضات في الربيع العربي.
وأكد أن الجماهير العربية تعلمت من الربيع العربي، وهي حريصة على عدم الوقوع في آتون الصراعات مرة أخرى، والحفاظ على تمساك ما تبقى من الدول العربية في حالة تماسك، مشيرًا إلى أن الخبرة المكتسبة من الجمهور العربي قللت من تأثير التيار الإسلامي في الدول العربية.
وأوضح أن جماعة الإخوان الإرهابية تسعى للتغلعل في المجتمع البرازيلي واللاتيني، وهذا الأمر يعتبر تكتيكا لإيجاد ملاذ آمن للجماعة، بعد التحول الذي حدث في الموقف التركي تجاه الجماعة، خلاف حملات التضيق التي تشن ضد عناصر الجماعة في أوروبا، خاصة في فرنسا وألمانيا وبريطانيا، مؤكدًا أن جماعة الإخوان تُريد تأمين ملاذات غير تقليدية للقيادات، معتمدة على نفوذ بعض الجماعات السنية والشيعية مثل حزب الله الذي لديه حضور قوي في البرازيل وهذه المنطقة.
ولفت إلى أن العالم الآن يُعاني من مشروع جماعة الإخوان، وهناك الكثير من الباحثين بدأو في الكشف عن جماعة الإخوان بنوع من الزخم، وبصورة لم تحدث في السابق، فضلاً عن الإجراءات المتخذة من قبل الأجهزة الغربية، بجانب إدراك الشعوب بحقيقة الجماعة التي لا تسعى إلا لخدمة أهدافها الضيقة.
ونوه بأن جماعة الإخوان الإرهابية وصلت إلى حالة من التمزق والتيه والإحباط، وبدأت تتفتت بعدما اصطدمت بصخرة الدولة المصرية الصلبة، موضحًا أن الدولة المصرية حرمت جماعة الإخوان من التفرد في السلطة من خلال ثورة 30 يونيو.
ولفت إلى أن أحد أسباب تمكين جماعة الإخوان من السلطة في مصر يعود إلى استعداد الجماعة للتنازل عن جزء من سيناء، لتكون وطنًا بديلاً للشعب الفلسطيني، وبذلك تنال الجماعة الرضا الغربي والامريكي، فضلاً عن نسف الثواب الإسلامية والعربية مثل ثوابت القدس، وإقامة الدولة الفلسطينية.
وأوضح أن أهداف دولة الاحتلال الخاصة التقت مع جماعة الإخوان المتمثلة في توسيع قطاع غزة، من خلال اقتطاع منطقة تمتد من رفح للشيخ زويد، وتقديم تنازلات لم تقدم من قبل أي حاكم مصري، مؤكدًا أن مصر أجهضت مخطط جماعة الإخوان الإرهابية في سيناء لتحويلها إلى ولاية جهادية تحت سيطرة جماعة الإخوان وفقًا للإتفاق بين الجماعة والتكفيريين، من خلال شن عمليات إرهابية مكثفة على مؤسسات ومرافق الدولة والقبائل.
واختتم أن مصر نجحت في إجهاض المخطط الخبيث مجددًا من خلال القضاء على الإرهاب في سيناء بصورة كاملة، وهدم الأنفاق، وتقويض نشاط التكفيريين، وتمتين سيناء بالجسد المصري، من خلال مشروع تنمية شامل يشمل توطين البدو، واستئصال بؤر الجريمة.
بدورها قالت هناء قنديل، الباحثة المتخصصة في شؤون الإسلام السياسي، إن جماعة الإخوان الإرهابية وجدت في البرازيل ملاذًا أمنًا، مستفيدة من هشاشة القوانين في هذا البلد اللاتيني.
وأضافت "قنديل"، خلال لقائها ببرنامج "الضفة الأخرى"، الذي تقدمه الإعلامية داليا عبد الرحيم، على فضائية "القاهرة الإخبارية"، أن الجماعة الإرهابية وظفت الكثير من الدعاة في البرازيل، وأنشأت مدرسة تابعة للجماعة، خلاف جمع التبرعات لتمويل أنشطة الجماعة، موضحة أن الندوة العالمية للشباب الإسلامي هي أخطر المؤسسات المُسيطر عليها من قبل جماعة الإخوان في أمريكا اللاتينية.
وأوضحت أن الإخواني كمال الهلباوي كان المدير التنفيذي لمؤسسة الندوة العالمية للشباب الإسلامي؛ التي تعد من أهم المؤسسات المُسيطر عليها من قبل الإخوان، وتم اختيار ثعلب الجماعة أحمد علي الصيفي، لكي يكون عضوا في مجلس الأمناء، مدعومًا بأموال طائلة من مجموعة الفكر الإسلامي، مؤكدة أن الجماعة الإرهابية استثمرت أموالاً طائلة في تشيلي والبرازيل، ونجحت في جمع ملايين الدولارات تحت إشراف أحمد علي الصيفي الذي يعد مرشد الجماعة في أمركيا اللاتينية.
واختتمت أن الندوة العالمية للشباب الإسلامي نجحت في الوصول إلى أعداد كبيرة من أبناء الجالية العربية والإسلامية من خلال نشر الكتب، وبعض أعضاء الجماعة نجحوا في الوصول إلى المؤسسات الحكومية.
وقال إسماعيل البصري، الباحث في شؤون أمريكا اللاتينية، إن الجامعة الإسلامية تعتبر طوق النجاة لجماعة الإخوان الإرهابية، ولذلك بذلت الجماعة الكثير من الجهود والأموال لإنجاح هذه الجامعة.
وأضاف "البصري"، خلال لقائه ببرنامج "الضفة الأخرى"، الذي تقدمه الإعلامية داليا عبد الرحيم، على فضائية "القاهرة الإخبارية"، أن قيادات الجماعة الإرهابية قاموا بجولات عديدة في ماليزيا من أجل الحصول على اعتراف بالجامعة الإسلامية، والانضمام إلى منظمة اتحاد الجامعات الإسلامية، معقبا: "ثم بعد ذلك زارت قيادة الجماعة ألمانيا، وعقدوا اتفاقًا مع منظمة الطلاب المسلمين في أوروبا، وقبل أقل من شهر اتجهوا إلى بلجيكا لاختراق منظمة تركية طلابية مهتمة بالتعليم والجامعات، وتجنيد الطلاب لكي يكونوا عناصرفي الجماعة".
وأوضح أن جماعة الإخوان تسعى لاختراق الطلاب المبتعثين في الخارج، خاصة الطلاب الذين يحبون المال أو النساء، وبعد ذلك جعل هؤلاء الطلاب أيقونة في مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن هناك الكثير من الأهداف وراء الجامعة الإسلامية مثل جمع الأموال، وكذلك العودة إلى مركز الصدارة في الإعلام، وحضور المؤتمرات وأي طرف دولي، وتبييض بعض وجوه أعضاء التنظيم.
واختتم أن جماعة الإخوان الإرهابية استخدمت الجامعة الإسلامية لإعطاء شهادة دكتوراه لشخص يدعى محمد الكتاني، وهو شخص مغربي متطرف مغربي صدرت ضده الكثير من الأحكام في الرباط بسبب دعوته للفوضى والانقلاب على السلطة، مشيرًا إلى أن الجامعة الإسلامية في الحقيقة وهمية.