لُقب بـ "شاعر الرفض" ، نظرًا لرفضه للواقع الذي عاصره في الوطن العربي، صم آذان السلطات بقصائده اللاذعة، وحتى الآن لا يزال شعره قادرًا على التواصل مع الأجيال الجديدة، إنه الشاعر الجنوبى الكبير أمل دنقل، يحتفى العالم اليوم بذكرى ميلاده، حيث ولد فى مثل هذا اليوم 23 يونيو عام 1940.
في جنوب مصر، حيث الصعيد المصرى، وتحديدًا بقرية القلعة مركز قفط بقنا، ولد الشاعر الكبير أمل دنقل، وكان والده أحد علماء الأزهر الشريف، تيمن والده به حيث حصل على إجازة العالمية فى نفس عام ولادته فسماه "أمل".
وراثة موهبة الشعر
تأثر أمل بوالده، حيث استمد ثقافة واسعة، فكان والده يكتب الشعر العمودي، فورث عن والده موهبة الشعر، حيث ترك له مكتبة ضخمة تضم عددا ضخما من كتب التراث في الفقه والشريعة، والتفسير وذخائر التراث العربي.
حذر من التصالح مع إسرائيل
عاصر "دنقل" هزيمة 1967، وانعكس ذلك على شعره، حيث شعر بالانكسار، وترجم هذا الانكسار فى قصيدته الشهيره "البكاء بين يدى زرقاء اليمام"، وعندما انتصرت مصر في حرب أكتوبر، حذر من التصالح مع إسرائيل، وعمل سلام معهم فكتب قصيدته "لا تصالح ".
دوادينه الشعرية
ولقد أصدر الشاعر الجنوبى خلال مسيرته 7 دواوين شعرية، كما أن هناك مجموعة من الأعمال التي تحدثت عن دنقل والتي صدرت بعد رحيله، كان أولها البكاء بين يدي زرقاء اليمامة الذي صدر ببيروت عام 1969، واستوحى قصائده من رموز التراث العربى، وفي عام 1971 أصدر ديوانه الثاني بعنوان "تعليق على ما حدث" هو استمرار لاتجاه الديوان الأول المعروف باسم "البكاء بين يدى زرقاء اليمامة"، ثم أصدر ديوانه التالي في عام 1974 بعنوان "مقتل القمر" ويعتقد أنه أول الدواوين التي كتبها أمل دنقل فى مطلع الستينيات، وبعدها بعام أصدر ديوانه الرابع بعنوان "العهد الآتي"، وفي القاهرة أصدر ديوانه الخامس بعنوان "أحاديث في غرفة مغلقة عام 1979"، ثم أصدر ديوانين آخرين في عام 1983 تحت عناوين "أقوال جديدة عن حرب بسوس" و"أوراق الغرفة 8".
مؤلفات تحدثت عنه
لم تقتصر شهرة "دنقل" على أعماله فقط، بل كان للأعمال التى تحدثت عنه نصيب كبير فى شهرته، وهى"أمل دنقل: عن التجربة والموقف لـ حسن الغرفي عام 1985، الجنوبي: أمل دنقل لـ عبلة الرويني عام 1985، أمل دنقل أمير شعراء الرفض لـ نسيم مجلي عام 1986، التراث الإنساني في شعر أمل دنقل لـ جابر قميحة عام 1987، في البحث عن لؤلؤة المستحيل لـ سيد البحراوي عام 1988، ثلاثون عاما مع الشعر والشعراء لـ رجاء النقاش عام 1994، البنيات الدالة في شعر أمل دنقل لـ عبد السلام المساوي عام 1994، استلهام القرآن الكريم في شعر أمل دنقل لـ إخلاص فخري عمارة عام 2001، مختارات من شعر أمل دنقل لـ السماح عبد الله عام 2005، جمالية التقرير في شعر أمل دنقل، بحث في مجلة فصول، العدد 91 سنة 2016 للدكتور علي عبد رمضان، عِمْ صباحاً أيها الصَّقر المجنَّح: دراسة في شعر أمل دنقل لـ حلمي سالم.
رحيل الشاعر الجنوبى أمل دنقل
توفى الشاعر الجنوبى أمل دنقل في 21 مايو 1983 متأثرا بمرض السرطان الذي لازمه لأكثر من ثلاث سنوات صارع خلالها الموت دون أن يكفّ عن حديث الشعر، رحل وترك لنا تجربته الشعرية والتى وثقتها عطيات الأبنودى فى فيلم تسجيلي عن دنقل.