الأربعاء 27 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

"جلوبز" الإسرائيلية: نقص الأطباء ينذر بأزمة صحية شاملة

أزمة الأطباء في إسرائيل
أزمة الأطباء في إسرائيل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

سارعت المؤسسات الأكاديمية في إسرائيل إلى فتح كليات طب جديدة خلال السنوات الأخيرة، بعدما وجدت أن عدد الأطباء المؤهلين من كليات الطب الإسرائيلية هو الأدنى بين دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وأوضح تقرير نشرته صحيفة "جلوبز" الإسرائيلية المتخصصة في شئون المال والأعمال، أنه خلال الأشهر القليلة الماضية، أعلنت جامعة حيفا ومعهد وايزمان أنهما سيفتتحان كليات طبية، لتنضما بذلك إلى جامعة أريئيل، التي افتتحت كلية طب في عام 2019، وجامعة بار إيلان، التي فعلت ذلك قبل بضع سنوات، في عام 2012. وهناك مبادرتان أخريان في مدينة صفد تنتظران موافقة مجلس التعليم العالي لإنشاء كلية الطب في جامعة رايخمان بالتعاون مع (مكابي) لخدمات الرعاية الصحية، ومدرسة الطب الدولية في إيلات.
ورغم أنه من المقرر إنشاء أربع كليات طب جديدة في السنوات المقبلة، إلا أن الحكومة الإسرائيلية تحاول الوصول إلى ألفي طبيب إضافي سنويًا فقط، بعيدا عن المعدل الذي حددته منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وعلى مدى سنوات عديدة، تمكن النظام الطبي في إسرائيل من التغلب على مشكلة نقص الأطباء بفضل الأطباء المهاجرين، ومعظمهم قادمين من دول الاتحاد السوفيتي السابق في التسعينيات، بجانب الأطباء الذين تدربوا في الخارج، إلا أن هناك توقعات بأن تتفاقم الأزمة بشكل كبير خلال السنوات المقبلة، وذلك لأن العديد من الأطباء من المقرر أن يتقاعدوا، ولأن إصلاحات (ياتسيف) الطبية، التي يقودها البروفيسور شاؤول يتسيف، قللت من عدد المؤسسات في الخارج التي يمكن لطلاب الطب الحصول على مؤهلات فيها والمعترف بها في إسرائيل، في محاولة للحفاظ على المعايير في النظام الصحي.
ومن المتوقع أن يكون في إسرائيل 2.9 طبيب فحسب لكل ألف شخص بحلول عام 2035، مقارنة بمتوسط النسبة التي حددتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية البالغة 3.4 طبيب، غير أن إسرائيل لا تسعى إلى هذا المتوسط، بل تستهدف الوصول إلى 3.1 طبيب لكل ألف شخص فقط، ولتحقيق هذا الهدف تحتاج إلى إضافة ألفي طبيب سنويًا. وبموجب إصلاحات (ياتسيف) يجب أن يأتي ما لا يقل عن 1400 طبيب من النظام الإسرائيلي، الذي ينتج حاليًا ما بين 1000 إلى 1100 طبيب سنويًا.
كما تعتزم الحكومة الإسرائيلية زيادة عدد الأطباء الذين يتدربون في نظامي التعليم والصحة، في خلال السنوات المقبلة، حتى لا يضطروا إلى السفر إلى الخارج، حتى إذا كانوا سيذهبون إلى المؤسسات التي تستوفي المعايير، حيث ترى الحكومة أن إبقاء الطلاب في إسرائيل له ميزة أخرى، وهي أنه سيقلل من عدد الطلاب الذين فقدوا وظائفهم في الخارج.
في السياق.. أظهر استطلاع أجرته مجموعة الأطباء الطبية التي يترأسها الدكتور موشيه كوهين، والتي تسعى إلى إنشاء كلية طب دولية في إيلات، أن 59 بالمئة من هؤلاء الأطباء يفكرون في العمل في أوروبا أو الولايات المتحدة.
وفي ظل المطالبات بإنشاء كليات طب جديدة، أوصت لجنة (غامزو) برئاسة المدير التنفيذي لمستشفى (إيخيلوف) في تل أبيب البروفيسور روني غامزو، في تقريرها المنشور مؤخرًا بضرورة توسيع قدرة كليات الطب القائمة، وإنشاء كلية جديدة واحدة، أو إنشاء فروع للمدارس القائمة، مع التركيز على المواقع الواقعة في محيط البلاد، وذلك وسط مزاعم المؤسسات القائمة أنها قادرة على استيعاب أي طلبات إضافية إذا سُمح لها بذلك، وأن الأمر لا يتطلب إنشاء كليات طب جديدة على الإطلاق.
ومع ذلك، هناك عدة عقبات أمام إنشاء كليات طب إضافية، مثل الدعم السنوي البالغ 75 ألف شيكل المطلوب لكل طالب في كليات الطب العامة، وإيجاد هيئة التدريس لكلية الطب نفسها ومساحة للتدريب السريري في المستشفيات، كما أن هناك مخاوف من أن تحرم كليات الطب الجديدة الكليات الحالية من القوى العاملة والمجالات السريرية.
وعلى الرغم من أن خطة لجنة (غامزو) اقترحت العديد من الحلول لتلك المشكلة، إلا أن هناك أيضا مشكلة أخرى تصاحب النقص العام في الأطباء، وهي النقص المحدد في بعض التخصصات وفي المجتمعات النائية، حيث تحتاج خطة تدريب طلاب الطب إلى إعطاء الأولوية للمؤسسات التي تأخذ هذه القضايا في الاعتبار، وإعطاء حوافز للطلاب الذين يختارون تخصصات معينة.