في خّضم التوترات وأحداث التصعيد الجارية على الصعيدين الإقليمي والدولي، تحاول التنظيمات الإرهابية استغلالها خاصة في الأراضي التي تسعى منذ سنوات التغلغل فيها، ولعل الكويت من أبرز الدول الخليجية التي وضعتها بعض التنظيمات الإرهابية خاصة «تنظيم داعش» هدفا لشن أعمال تزعزع أمنها واستقرارها، إلا أن هذه المحاولات لطالما باءت بالفشل، ويرجع ذلك ليقظة وكفاءة الأجهزة الأمنية الكويتية ونجاحها بإخفاق هذه المساعي التي تزايدت خلال الفترة الماضية.
محاولة إرهابية
يأتي هذا في سياق ما أعلنته النيابة العامة الكويتية في 17 يونيو 2024، بإصدارها أمر يقضي بحجز مواطن لاتهامه بالانضمام إلى جماعة إرهابية (لم تذكر اسمها) ترمي إلى هدم النظم الأساسية في البلاد بطريقة غير مشروعة، وأشارت أن المتهم تلقى تدريبات على صنع المفرقعات وتحضير السموم لتحقيق غرض غير مشروع، كما عقد العزم على مغادرة البلاد لخوض القتال مع تلك الجماعة إلا أنه عجز عن ذلك، وأضافت النيابة أنها قد استجوبت المتهم وواجهته بالتهم المنسوبة إليه، وجار استكمال إجراءات التحقيق.
وهذا الأمر يكشف عن نجح الجهود التي تبذلها الأجهزة الأمنية الكويتية فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب والأفكار المتطرفة، ورغم أن النيابة لم تذكر اسم التنظيم لكن يتوقع الكثير من الخبراء والمراقبين أن يكون «تنظيم داعش» الإرهابي ذي السوابق الكثيرة في توجيه تهديدات للكويت خلال الفترة الأخيرة، حيث يسعى لتنفيذ مخطّطه الإرهابي بإنشاء قاعدة له داخل الأراضي الكويتية.
ومن الجدير بالذكر، أن الأجهزة الأمنية الكويتية نجحت في يناير 2024، في إحباط محاولة لتنظيم داعش الإرهابي في استهداف دور عبادة تخص الطائفة الشيعية في الكويت، كما أنها في مايو 2024، تمكنت من القبض على مواطن لاتهامه بالانضمام إلى تنظيم محظور (لم تذكر اسمه) والتخطيط لتفجير معسكرات أمريكية داخل البلاد، وأفادت بأن الشخص الذي ألقى القبض عليه تعلم صناعة المتفجرات وساعد غيره على تعلمها، بهدف تفجير المعسكرات التابعة للقوات الأمريكية.
أهداف إرهابية
وحول هدف التنظيم الإرهابي، يقول المحللين السياسيين بأن «داعش» يحاول من خلال دفع عناصر له لمحاولة تنفيذ أعمال إرهابية داخل الدولة الخليجية، من أجل أمرين، أولهما، هو إبراز ضعفها أمام الشريك الأمريكي، خاصة أن الكويت وأمريكا بينهم اتفاقية دفاعية كما توجد «قاعدة عريفجان» أكبر قاعدة عسكرية للجيش الأميركي في الكويت، أما الأمر الثاني، أن تهديد «تنظيم داعش» للكويت يعزى في جزء كبير منه إلى جوارها الجغرافي مع العراق الذي سبق وأن مثّل مسرحا رئيسيا لنشاط هذا التنظيم الإرهابي، وبناءً عليه، يمكن القول أن الكويت نجحت حتى الآن في إفشال هجمات هذا التنظيم.
استراتيجية «داعش»
وحول محاولة التنظيم الإرهابي استهداف الأراضي الكويتية، يقول «هشام النجار» الباحث في شؤون حركات التيارات الإسلامية، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن التنظيم الإرهابي لطالما دأب على هذه المحاولات خلال الفترة الأخيرة وتزايدت عقب عملية "طوفان الأقصى" في محاولة لصرف الأنظار عن عدم مشاركته في الدفاع عن فلسطين وغزة كما كان يدعوا من قبل بأنهم يدافعون عن المسلمين وحقوقهم، كما أن محاولة «داعش» للانتشار في الكويت يرجع لاستراتيجية الخليفة الجديد للتنظيم الذي يوسع عملياته الإرهابية في أكثر من مكان ليظهر متمايزا عن «تنظيم القاعدة» المنافس الأول له.