قالتْ لي أمي محذرةً:
إياك المرأةِ
وكثيرِ القولِ المُدعي: " مسكينْ "
فالمرأةُ حظُ حظُ
لا يحتاجُ لنبشِ
أوْ بحثِ لدهورا وسنينْ
فحذارا منها يا ولدي
حذارا منْ أولها ومنْ آخرها
ففي فرجها يكمنُ سكينْ
فأنا أنصحكُ بأنْ تتمهلَ معها
فلا تستغرقُ في الحبِ فتسمعها
أنصحكُ كذلكَ أنَ لا تتعجلها
مثلَ العامةَ والملايينْ
وإنْ كنتُ في عجلِ منها
فلا بأسَ أنْ تذهبَ وحدكَ
لا معها
هُناكَ
لسوق العطارينْ
خذْ منهمْ ما يكفي
وخذْ منهمْ أيضا ما لا يكفي
وأسمعُ للنصحِ لا تتذمرُ
أوْ تستنكرُ فلسفةَ الناصحِ
والأمينْ
فهوَ وحدهُ يا ولدي
منْ يملكُ مفتاحَ الحكمةِ
ويعرفُ حلُ اللغزِ
وتدبيرِ الأزمنةِ والسنينْ
فالعالم مقياسهُ
صعبٌ جدا جدا
والبشرُ ليسوا ملائكةً
كيْ تحسبهمْ في الحبِ
فقراء ومساكينْ
فلتلحظ هذا يا ولدي:
فَسهلاً سهلاً أنْ تُعطيَ
وجميلْ جِدًّا جِدًّا أَنْ تُسَدِّي
لَكِنَّ الْأَسْوَأَ أَنْ تَجِدَ كُلُّ
هَذَا غَثًّا لَا يُجْدِي
وَتَقِفُ وَحِيدًا كَالْمُسْتَجَدِّيِّ
يَمُدُّ الْيَد وَالْوَجْه
وَيُنَادِي بصوت
مُنْكَسِرًا
يا ولدي
بِصَوْتِ حزينْ.