هي واحدة من أجمل وأهم الوجهات السياحية التي تمتاز بعراقة تاريخية تمتد إلى أوائل القرن التاسع عشر خلال فترة الاحتلال الإنجليزي لمصر، وتعد مركزًا هاما للتنوع البيولوجي، هي حديقة النباتات الاستوائية في مدينة أسوان، وتقع هذه الحديقة على جزيرة في وسط نهر النيل، وتُعرف أيضًا بجزيرة النباتات أو جزيرة كيتشنر، نسبة إلى اللورد هربرت كيتشنر الذي حول الجزيرة إلى حديقة نباتية حيث تضم الحديقة مجموعة كبيرة ومتنوعة من النباتات والأشجار من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك أشجار النخيل، والنباتات الاستوائية، والأشجار النادرة.
وتتميز الحديقة بتصميمها الجميل والمنظم، مع مسارات مظللة ومناطق جلوس توفر للزوار فرصة للاسترخاء والاستمتاع بجمال الطبيعة، حيث تحتوي الحديقة على عدد من البحيرات والجداول الصغيرة التي تضيف إلى جمال المكان وتساهم في تلطيف الجو، ويمكنك الاستمتاع بالمشي في الممرات المظللة واستكشاف النباتات المختلفة، وتعتبر الحديقة مكانًا مثاليًا لالتقاط الصور الجميلة للطبيعة، ويمكن الجلوس في المناطق المخصصة للاستراحة والاستمتاع بالمناظر الخلابة والهدوء، وبالإضافة إلى النباتات، حيث تعتبر الحديقة موطنًا للعديد من أنواع الطيور، مما يجعلها مكانًا رائعًا لمحبي الطيور، والحديقة تحمل تاريخًا طويلًا، وقد زارها العديد من الشخصيات الهامة عبر الزمن، بما في ذلك الرحالة والمستكشفين.
كيفية الوصول إلى حديقة النباتات
يمكن الوصول إلى حديقة النباتات بواسطة القوارب النيلية الصغيرة من مدينة أسوان. الرحلة القصيرة بالقارب تضيف تجربة مميزة للزيارة، حيث يمكن الاستمتاع بمشاهدة النيل والمناظر الطبيعية المحيطة.
وتفتح حديقة النباتات أبوابها للزوار يوميًا، وتعتبر الزيارة في فترات الصباح أو بعد الظهر الأفضل لتجنب حرارة الظهيرة المرتفعة، خصوصًا في فصل النباتات بأسوان هي وجهة رائعة تجمع بين الجمال الطبيعي والتنوع البيولوجي والتاريخ، مما يجعلها مكانًا لا يجب تفويته عند زيارة أسوان.
استقبلت 1650 زائر خلال عيد الأضحى حتى اليوم
قال الدكتور عمرو محمود، مدير عام الحديقة النباتية بأسوان في تصريحات خاصة لـ«البوابة نيوز» إن الحديقة تُعد من أبرز المقاصد السياحية في مدينة أسوان، سواء للمصريين أو السائحين الأجانب، مؤكدا أن الحديقة استقبلت 1650 زائر من الزوار المصريين والسائحين الأجانب خلال عيد الأضحى المبارك حتى اليوم، وتعكس هذه الأرقام الجاذبية الكبيرة التي تتمتع بها الحديقة وأهميتها الثقافية والسياحية في مدينة أسوان وخارجها.
وأضاف مدير الحديقة، تقع الحديقة النباتية فى جزيرة وسط النيل بمدينة أسوان، لذا يطلق عليها "جزيرة النباتات" ويعد موقعها متفرد على مستوى العالم وتتجمع فيه 3 عناصر للجمال لا توجد فى أى مكان آخر على مستوى العالم، وهي طلتها على الجبل الغربى الغنى بالكنوز الفرعونية والذى يبدأ بمقابر النبلاء شمال وينتهي بمقبرة إغاخان جنوبا بارتفاع قدره 50 مترًا فوق سطح المياه، مشيرا إلى أن مساحة حديقة النباتات تبلغ 18 فدانًا وتنقسم، إلى مشايات طولية وعرضية ليتحرك عليها الزائرين والاستمتاع برؤية الأشجار، ويبلغ أقصى طول للحديقة 700 مترًا وأقصى عرض 115 مترًا، وهى على شكل بيضاوى داخل نهر النيل وتحيط بها المياه من كل الجهات، هذا بخلاف عبقرية التاريخ لهذا المكان والذى يعود تاريخه إلى نهاية القرن الـ 19.
اللورد كيتشنر وتحويل مقر الحملة الانجليزية حديقة استوائية
وأوضح أن للحديقة تاريخ عريق حيث يعود تاريخ إنشائها إلى عام 1898 أثناء الاحتلال الإنجليزى لمصر، وقتها أخمد اللورد كيتشنر قائد قوات الحملة الإنجليزية الثورة المهدية فى الجنوب، بتخصيص مكان هذه الحديقة ليصبح مقرًا لقيادة هذه الحملة، نظرًا لموقعها الاستراتيجي الهام من الناحية العسكرية، وحوّل هذه المساحة إلى حديقة عن طريق جمع شتلات نباتات مختلفة من مختلف دول العالم بواسطة جنوده، لافتا إلى أن عقب جلاء الحملة الانجليزية عن أسوان بدأت وزارة الأشغال المائية فى الإشراف على المكان وأسندت إدارته إلى مصلحة البساتين التابعة للوزارة آنذاك، وحينما وجد المسؤولون فى مصلحة البساتين هذا التنوع النباتى الغريب فكروا فى أن تكون هذه الجزيرة كتجربة بحثية لمعرفة مدى تأقلم الأنواع النباتية على هذا الجو شديد الحرارة فى الصيف، وبدأوا فى إرسال البعثات لجلب نباتات استوائية وشبة استوائية اعتبارا من عام 1928 وزراعتها بالحديقة واستمر الحفاظ على هذه النباتات من وقتها حتى الآن.
مركزًا هامًا للبحث العلمي في مصر
وأوضح دكتور عمرو تُعتبر الحديقة النباتية في أسوان واحدة من أندر الحدائق النباتية على مستوى العالم، حيث تشكل مركزًا هامًا للبحث العلمي في مصر وتحتوي على مجموعة كبيرة من النباتات الاستوائية وغير الاستوائية، بما في ذلك النباتات النادرة والمعمرة ذات الجمال الطبيعي، مشيرًا الي أن النباتات في الحديقة تقسم إلى حوالي 7 مجموعات، تضم أكثر من 109 عائلات نباتية ونحو 449 جنسًا تنقسم إلى 800 نوع نباتي، مما يجعلها مركزًا بيولوجيًا متميزًا جاذبا ووجهة مميزة لعشاق الطبيعة والباحثين والسائحين على حد سواء، لافتا إلى أن الحديقة تجسد التاريخ والثقافة والتنوع الطبيعي في أسوان، وتعتبر جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي للمنطقة.
