السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

«واشنطن بوست»: حزب الله تجاوز الخط الأحمر فى استراتيجية الأمن القومي الإسرائيلي بسلاح بسيط

حزب الله
حزب الله
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ارتفعت حدة التوتر بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلى فى الآونة الأخيرة، على خلفية العدوان الإسرائيلى على غزة، إلا أن الحزب المتمركز فى جنوب لبنان فاجأ الكيان الصهيونى بتفوق عسكري.
وفى هذا الصدد، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تقريرًا قالت فيه إن المواجهة على الحدود الإسرائيلية كانت لسنوات بين المخزون الهائل من الصواريخ لدى حزب الله ونظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ الذى طالما تباهت به إسرائيل والذى يتعامل بكفاءة مع معظم الصواريخ والمدفعية القادمة.
لكن حزب الله نشر سلاحًا أبسط بشكل خادع من ترسانته لتجاوز الخط الأحمر فى استراتيجية الأمن القومى الإسرائيلي، وهو طائرات بدون طيار عالية السرعة تحلق على ارتفاع منخفض - العديد منها من الدرجة التجارية فقط - لجمع المعلومات الاستخبارية وإسقاط المتفجرات.
وبينما تضرب هذه الطائرات غير المأهولة مواقع عسكرية ومنازل خاصة فى إسرائيل، فإنها تعيد أيضًا إلى ظهور التساؤلات حول نظام الدفاع الجوى الذى يبلغ عمره عقدًا من الزمن، والذى يخشى الكثيرون من أنه يوفر درعًا غير كامل ضد أعداء إسرائيل المختلفين -خاصة أنهم يجربون أسلحة جديدة وطرقًا جديدة للدفاع الجوى باستخدام الأسلحة القديمة.
ومع الاحتمال الوشيك لاندلاع حرب على مستوى المنطقة مع حزب الله وحلفائه، تسعى إسرائيل جاهدة لإعادة صياغة نهجها فى الدفاع الجوى للتعامل مع هذه التهديدات الجديدة ذات التكنولوجيا المنخفضة.
وتلقت إسرائيل صدمة يوم الثلاثاء الماضى عندما نشر حزب الله لقطات بطائرة بدون طيار لقاعدة عسكرية إسرائيلية مهمة فى ميناء حيفا، على بعد حوالى ١٥ ميلا من الحدود اللبنانية، وبالتالى استعرض قدراته فى استخدام الطائرات بدون طيار، قائلًا إن الصور تم التقاطها بطائرة بدون طيار لم يتم اكتشافها وعادت إلى لبنان.
وقال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله فى كلمة ألقاها يوم الأربعاء الماضي: “ما نشرناه هو جزء صغير من ساعات عديدة تم تصويرها فى حيفا ولن يكون هناك مكان آمن من صواريخنا وطائراتنا المسيرة".
وقال رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، هرتزى هاليفي، إن إن اللقطات أظهرت “قدرة ندركها”، مضيفًا: "نحن نستعد ونبنى حلولًا لهذه القدرات وغيرها من القدرات التى ستواجهها فى اللحظة الضرورية"، من بطارية القبة الحديدية فى شمال إسرائيل.
وبعد وقت قصير من نشر اللقطات، قال جيش الاحتلال إنه “وافق على خطط عملياتية لهجوم فى لبنان".
وقال المبعوث الأمريكى الخاص عاموس هوشستين، بعد رحلة مكوكية بين إسرائيل ولبنان، فى بيروت الثلاثاء الماضى إن المنطقة “تمر بأوقات خطيرة ولحظات حرجة”، وحث على التوصل إلى حل دبلوماسي، مضيفا أن كلا من حزب الله وإسرائيل لا يريدان الحرب، لكنهما يستعدان لها، وبالنسبة لإسرائيل، فإن هذا يعنى إعادة التفكير فى الأفكار القديمة حول مزايا وحدود تفوقها التكنولوجي.
وذكرت الصحيفة الأمريكية، أن تكتيكات الطائرات بدون طيار التابعة لحزب الله التى تتضمن طائرات مرنة تتجنب الرادار للاستطلاع والقصف ليست جديدة، لكنها ظهرت فى المحادثة العامة فى الأسابيع الأخيرة، حيث وصلت الهجمات المتبادلة عبر الحدود إلى مستوى أكبر من الشدة.
يمكن للبعض أن يطير بسرعة تصل إلى ١٢٥ ميلًا فى الساعة، ويمكنها الطيران على ارتفاع منخفض على الأرض، ويمكنها المناورة حول الجبال وفى الأخاديد على طول الحدود، والتسلل عبر النقاط العمياء فى شبكة الكشف الإسرائيلية.
وذكر التقرير أن جيش الاحتلال قد يخطئ فى اعتبار أن الطائرات بدون طيار هى طائراته أو أنها طيور، وحتى عندما تتعرف عليها، فإنها لا تتبع المسار المستقيم للصاروخ، وإسقاطها، فى حالة طائرة استطلاع بدون طيار، قد يتسبب فى ضرر أكبر من مجرد السماح لها بالعودة إلى مركز التحكم الخاص بها.
قال أون فينيج، الرئيس التنفيذى لإحدى شركات معالجة الإشارات والتعلم الآلي، إن الحرب بين أوكرانيا وروسيا، تعتمد بشكل كبير على الطائرات بدون طيار، والآن بشكل متزايد بين إسرائيل وحزب الله، تظهر "الحداثة" فى ساحة المعركة، حيث تطورت التهديدات إلى ما هو أبعد من الطيف المرئي.
وأضاف: "فى حالة الحرب فى أوكرانيا، يستخدم الجانبان الطائرات بدون طيار، ولكن لم يتمكن أى منهما من إيجاد دفاع فعال ضدها، مما ساهم فى حالة من الجمود فى ساحة المعركة، أما على الجانب الآخر فليس من الواضح كيف تخطط إسرائيل لحل معضلة الطائرات بدون طيار".
وتابع: "أسلوب عمل حزب الله هو إرسال طائرات تجارية صغيرة جدًا أولًا للقيام بمراقبة مواقع الجيش الإسرائيلي، فى محاولة لمعرفة الوحدات الموجودة هناك ثم بعد بضع ثوانٍ، تنفجر الطائرة"، معلقًا على ذلك بأن "الضرر عادة ليس بهذا الحجم - فهو ليس صاروخا لكن الأمر نفسي، فهم يظهرون أنهم قادرون على اختراق الدفاع الجوي، ويمكنهم الوصول إلى مسافة بعيدة جدًا خلف الخطوط الحدودية”.