الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

فضائيات

من «الضفة الأخرى».. داليا عبدالرحيم تكشف مخاطر صعود اليمين المتطرف بأوروبا وعبدالمنعم سعيد يصفهم بالنازيين الجدد

الإعلامية داليا عبد
الإعلامية داليا عبد الرحيم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تناولت الإعلامية داليا عبدالرحيم، رئيس تحرير جريدة “البوابة”، ومساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، عوامل صعود اليمين المتطرف في أوروبا وارتباطها بتمدد مخاطر جماعات التطرف والإرهاب وظاهرة “الإسلاموفوبيا”، وكشفت عن أبرز جماعات وأحزاب اليمين المتطرف في القارة الأوروبية؛ وأفكارها وأهدافها وما تُمثله من تحديات ومخاطر على بنية النظم السياسية والاجتماعية والفكرية والثقافية في المجتمعات الأوروبية وانعكاس تلك الرؤى المتطرفة على مستقبل الشراكة والتكامل الأوروبي وعلى القضايا والصراعات في منطقة الشرق الأوسط، وتزايد تلك التحديات والمخاطر مع النجاحات والنفوذ المتنامي لليمين المتطرف في العديد من أكبر دول أوروبا من خلال فوز ممثليه بثقة قطاعات معتبرة من الناخبين في انتخابات المحليات والمجالس النيابية والتشريعية وحتى الانتخابات الرئاسية.

العداء للمهاجرين

وقالت “عبد الرحيم” ، خلال تقديمها برنامج “الضفة الأخرى”، المذاع عبر فضائية “القاهرة الإخبارية”، إن أحزاب اليمين الأوروبية تتفق في مواقفها المعادية للمهاجرين واللاجئين والأقليات العرقية والدينية؛ خاصة القادمين من منطقة الشرق الأوسط والبلدان الإسلامية والمهاجرين الأفارقة؛ وهذا الموقف السلبي والعدائي يدعون له تحت شعار حماية الأمن القومي والدفاع عن الهوية والخصوصية والثقافة الوطنية.

وتابعت: كما تعلن أحزاب اليمين المتطرف رفضها للامتيازات والدعم الحكومي والأهلي وللتشريعات التي تُمنح للمهاجرين واللاجئين والأقليات؛ وساعد على تنامي نفوذ اليمين الأوروبي خاصة في الثلاثين عامًا الأخيرة، وانحسار وتقلص نفوذ وشعبية الأحزاب اليسارية والليبرالية في العديد من بلدان أوروبا مع تزايد الاستياء الشعبي من فشل سياساتها الاقتصادية والاجتماعية في التصدي للمشاكل التي واجهت الأوروبيين مثل ارتفاع تكاليف المعيشة ومعدلات البطالة وتزايد أعداد المهاجرين واللاجئين، فضلا عن ارتفاع معدلات الجريمة والعنف الاجتماعي والإرهاب.

الإرهاب يعزز الإسلاموفوبيا

وأوضحت أن الإرهاب المتستر بالدين على صعيد الأفكار والهجمات التي نفذها في دول أوروبية ساعد وعزز من تواجد ونفوذ فكر اليمين الأوروبي المتطرف، والذي أشاع أفكار الكراهية والرفض والخوف من الإسلام والمسلمين، وسعي اليمين المتطرف لتكريس صورة وفكرة مغلوطة ومشوهة وشديدة السلبية والعدائية عن الإسلام وعن كل المسلمين، ولتنطلق أصوات الرفض والكراهية والعداء لكل ما هو مرتبط بالإسلام كدين ونهج وسلوك حياة؛ لتتصاعد ظاهرة "الإسلاموفوبيا"، وركزت أحزاب وقوى وجماعات متطرفة كبيرة مثل حزب الجبهة الوطنية الفرنسي FN  وحزب البديل من أجل ألمانيا AFN على النفخ في بالون "الإسلاموفوبيا" في خطابهم السياسي ودعايتهم الانتخابية، وفي المقابل سعت أحزاب وقوى وجماعات التطرف التي تدعي انتسابها للإسلام مثل جماعة الإخوان الإرهابية على النفخ في ذات البالون سعيا للحصول على تعاطف وتأييد وأنصار أو للحصول على امتيازات داخل البلدان الأوروبية.

وأشارت إلى أن انتشار المخاوف داخل المجتمعات الأوروبية من هجمات إرهابية محتملة وما تحمله ذاكرتهم من مشاهد هجمات نفذتها عناصر إرهابية في الماضي القريب في عدة عواصم ومدن أوروبية لا شك يدفع بقطاعات من مواطني تلك الدول لتأييد ودعم أحزاب اليمين المتطرف في بلدانهم، ويخلق مناخًا مسمومًا لنشر خطاب الكراهية والعنف والإرهاب.

صعود اليمين المتطرف

وأضافت أنه منذ أيام قليلة أُعلنت نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي في ألمانيا وحصل حزب البديل من أجل ألمانيا وهو أكبر أحزاب اليمين المتطرف هناك على 16% من أجمالي أصوات الناخبين الذين شاركوا في الانتخابات؛ ليصبح حزب البديل ثاني أكبر الأحزاب الألمانية تمثيلًا داخل البرلمان الأوروبي، وأرجع المتابعون لتلك الانتخابات هذا النجاح والصعود الكبير لحزب اليمين المتطرف في ألمانيا لتركيزه على ما أسماه جرائم المهاجرين واللاجئين ضد المجتمع، وقد نجح الحزب في الحصول على نسبة كبيرة من تصويت الشباب، والذي منح قطاع منهم أصواتهم لليمين المتطرف كتصويت عقابي للأحزاب التقليدية الكبرى كحزب الاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي.

وأكدت أن اليمين المتطرف لا تُمثل أفكاره وخطابه السياسي والدعائي ومخططاته للنفاذ لقلب عملية الإدارة والتشريع والحكم من خلال تعاظم نفوذه داخل المجالس النيابية والمحلية الخطر والتحدي الوحيد الذي يواجه المجتمعات الأوروبية، وهناك مخطط آخر تُنفذه عناصر تدين بالولاء لليمين المتطرف بتنفيذها أو تخططيها لعمليات عنف وإرهاب داخل المجتمع.

إنفوجراف المخاطر والتهديدات

وعرضت الإعلامية داليا عبدالرحيم، رئيس تحرير جريدة “البوابة”، ومساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، إنفوجرافا بعنوان “مخاطر وتهديدات اليمين المتطرف على بعض بلدان أوروبا”.

وكشف الإنفوجراف مخاطر وتهديدات اليمين المتطرف في فرنسا، حيث تورطت مجموعات يمينية متطرفة في أعمال عنف من بينها محاولة اغتيال الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” خلال مراسم إحياء ذكرى ضحايا الحرب العالمية الأولى في شرق فرنسا في نوفمبر 2018 وحرق مساجد، فضلا عن عمليات إرهابية ضد المهاجرين في 17 يناير 2023، علاوة على إحباط هجمات إرهابية من قبل اليمين المتطرف في البلاد في 23 ديسمبر 2022 استهدفت المهاجرين والأجانب.

كما كشف الإنفوجراف عن مخاطر وتهديدات اليمين المتطرف في ألمانيا، حيث أنه في 23 يناير 2023 تم توجيه تهم الخيانة العظمى إلى خمسة أشخاص من جماعة “مواطني الرايخ” كانوا مستعدين لسفك الدماء من أجل الإطاحة بالحكومة الألمانية، فضلا عن قيام مجموعة من اليمين المتطرف بهجوم "هاناو" العنصري في فبراير 2020 الذي كان ضحيته (9) مهاجرين، وفي بريطانيا أعلنت الأجهزة الأمنية عن كشفها (12) مخططًا لمتطرفين يمينيين في 14 يناير 2022، فضلا عن مهاجمة يميني متطرف مركزاً للمهاجرين في “دوفر” في 30 أكتوبر 2022.

العلاقة بين الكراهية والإرهاب

وقالت الإعلامية داليا عبدالرحيم: هكذا باتت المجتمعات الأوروبية تواجه مخاطر وتهديدات مزدوجة، أخطار وتهديدات تنظيمات وجماعات متطرفة ذات مرجعية دينية وأخطار وتهديدات جماعات اليمين المتطرف، وفي ظل عدم حسم سبل المواجهة مع كل منابع التطرف والإرهاب فكرا وممارسة تتواصل وتنمو أذرع الإرهاب لتهدد استقرار وسلامة وأمن كل المجتمعات في العالم بأسره.

واستطردت: هنا نتوقف أمام التساؤل المُثير للدهشة: هل توجد علاقة بين انتشار ونمو موجات الإرهاب والعنف وخطابات الكراهية والتطرف على اختلاف وتقاطع مراجعياتها؟  أي هل هناك علاقة بين نمو وتصاعد داعش مثلا ونمو وتصاعد حزب البديل الألماني؟ 

كما عرضت الإعلامية داليا عبدالرحيم، رئيس تحرير جريدة “البوابة”، ومساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، تقريرًا بعنوان “تأثير صعود الجماعات المتطرفة على صعود اليمين المتطرف في أوروبا”.

واختتمت مؤكدة أن الكراهية والعنف والتطرف والإرهاب أفكار وسلوك ليس قاصرًا على دين أو عرق أو مذهب، وتختلف المرجعية الدينية أو المذهبية أو السياسية التي يخرج منها هذا العنف وتلك الكراهية وذلك العدوان، ولكن يتشارك ويتشابهه الجميع في أسلوب ومنهج التفكير، ومن هنا نفهم لماذا تصاعد نمو جماعات التطرف الشرق أوسطية وجماعات التطرف الأوروبية معا، وكيف يغذي خطاب كل طرف نمو واستمرار الطرف الآخر ويمنحه مبررات الوجود والبقاء.

حوار من العيار الثقيل

من جانبه قال الدكتور عبد المنعم سعيد، المفكر السياسي، وعضو مجلس الشيوخ، إن اليمين المتطرف يُمثل رد فعل  للتطرف الشديد في الآلة الليبرالية التي بدأت تدخل في طبيعة علاقة الرجل بالمرأة، وعلاقة المثليين بغيرهم.

وأضاف "سعيد"، خلال حواره مع الإعلامية داليا عبد الرحيم، ببرنامج "الضفة الأخرى"، المذاع على فضائية "القاهرة الإخبارية"، أن الديمقراطية جاءت بالرئيس السابق دونالد ترامب الذي يريد أن يعتدي على الديمقراطية، وهذا يخلق رد فعل من اليمين الوسط الذي يمثله الحزب الديمقراطي بقيادة الرئيس جون بايدن، موضحًا أن ما حدث من عمليات إرهابية في الدول الأوربيية والولايات المتحدة كان مرتبطا باللاجئيين من الدول العربية والإسلامية، وهذا خلق نوعًا من العداء مع المسلمين، وأدى لظهور حركات متطرفة ضد الإسلام في هذه الدول.   

النقاب والتوتر منه

وأوضح أن الأصل في مسألة النقاب هو إخفاء الشخصية، وهذا يخلق نوعًا من التوتر داخل المجتمعات الأوروبية، ولكن هذه الأمر قد يحل من خلال الاندماج واستيعاب الأقليات الإسلامية داخل المجتمع الغربي، مؤكدًا أن الشكوى من التطرف الغربي ليست حلاً، مضيفًا أنه قرأ خبرًا لطفيًا حول سيطرة الشاورما على ألمانيا، بعد استيعاب برلين مليون سوري، وهذا يُظهر التأثير الثقافي السوري في المجتمع الألماني.

ولفت إلى أن جماعة الإخوان الإرهابية لديها علاقات قوية جدًا بالجماعات اليمينية في أوروبا، وهذا يرجع إلى وجود بعض المشتركات بينهم وبين هذه الجماعات تتمثل في أن العالم منقسم ما بين الأديان، موضحًا أن جماعة الإخوان الإرهابية تُريد مذهبًا سياسيًا دينيًا، لكي تستغل الدين في الوصول إلى السلطة، وبعد ذلك تحول فكرة الديمقراطية إلى فاشية.

وأكد أن بعض الأقليات الإسلامية لعبت دورًا في بناء ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، وهذا الأمر ينطبق على فرنسا حيث لعب المغاربة والجزائريون دورًا في إعادة بناء باريس بعد الحرب، مشيرا إلى أن معظم الدول الأوروبية كانت تحتوي على عمل مشترك ما بين المسلمين والأوربيين، ولكن عندما تحدث بعض العمليات الإرهابية يحدث تعصب، ويتحول هذا التعصب إلى كراهية للمسلمين.

اليمين النازي

ونوه بأن اليمين المتطرف هو من أنشأ النازية التي كانت موجودة في ألمانيا والنمسا والكثير من الدول الأوروبية، مشيرًا إلى أن موجة المتطرف الحالية ليست الأولى، والتطرف يحدث بشكل دوري، موضحا أن الحرب الأهلية في الولايات المتحدة حدثت نتيجة أن اليمين المتطرف استحوذ على الجنوب، مشيرًا إلى أن اليمين المتطرف موجود، وأحيانًا يتقلص، وأحيانًا أخرى يظهر بقوة في العلن.

وأكد أن المجتمعات كلمات أقتربت إلى الوسط، فهذا يؤدي إلى قرب الوصول إلى حلول، مشيرًا إلى أن بعض اليمين يريد دعم أوكرانيا بصورة كبيرة، لأن الغزو الروسي مُماثل للنازية، وهناك يمين آخر يأخذ الشكل الوطني، ولا يريد دعم أوكرانيا، لأن هذا يستنزف ميزانيات الدول.

العولمة والهجرة

ولفت إلى أن العولمة فتحت الباب بصورة كبيرة أمام الهجرة، مشيرًا إلى أن أكبر عملية انتقال للجنس البشري من مكان لآخر حدثت في عصرنا الحالي بأعداد رهيبة، وهذا الأمر اختلط أحيانًا من الجريمة المنظمة والإرهاب، مؤكدا أن هناك انتقادا للهجرة، لأن المهاجرين من الممكن أن يضغطوا على موارد الدولة، وهذا الأمر يحدث في مصر خلال الفترة الحالية.

وأوضح أن تأثير اليمين المتطرف بدأ في بريطانيا مع خروجها من الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن اليمين المتطرف أصبحت لديه جذور في ألمانيا وفرنسا، ولكن كتلته الأكبر في بولندا والمجر وعدد من دول أوروبا الشرقية.

وقال إن هناك صعودًا كبيرًا في اليمين المتطرف في أوروبا، وهذا الأمر واضح في نتائج الانتخابات، ولكن هذا الصعود ليس نهائيًا، مشيرا إلى أن المجتمعات  الغربية استفادت بصورة كبيرة من الاتحاد الأوروبي الذي خلق سوقًا للمنتجات الغربية، وأسواق للتعرف على مجتمعات أكثر تقدمًا، خلاف أن الاتحاد ساهم في تقليل الصراعات بين الدول الأوروبية.

وأشار إلى أن أحدى مميزات اليمين المتطرف قدرته على بلورة المصلحة الوطنية بشكل نقي، وهذا الأمر أكثر وضوحًا من الأفكار الليبرالية الغائمة التي تخلط الأمر بالحرية والقيم، بينما اليمن لا يهتم إلا بالمصالح المادية الاقتصادية.  

وفي سياق منفصل، قال عبد المنعم سعيد، المفكر السياسي، إن الاتفاق النووي مع إيران شمل منع إيران من تخصيب اليورانيوم الذي يُمكن طهران من صناعة القنبلة النووية، مشيرًا إلى أن إيران تسعى لتجاوز هذا الاتفاق وفقًا لتحقيقات الوكالة الذرية، موضحا أن العالم أيد دولة الاحتلال الإسرائيلي بعد عملية طوفان الأقصى بشكل مُطلق، ولكن عندما وصلت الحقيقة إلى العالم تظاهرت الجامعات الأوروبية لصالح القضية الفلسطيينة.

وأشار إلى أن الحرب جعلت الأزمة الفلسطينية قضية عالمية، وهذا واضح من اعتراف إسبانيا وبعض الدول الأوروبية بفلسطين مؤخرًا، موضحا أن العلاقات المصرية مع أوروبا في ظل صعود اليمين المتطرف ستكون ممتازة، لأنها قائمة على المصلحة، والمعاملات المادية والتجارة، وهذا الأمر ظهر جليًا بعد الحرب الروسية الأوكرانية.

واختتم أن العمليات الإرهابية قد تزيد في أوروبا خلال الفترة المقبلة بسبب الحرب في غزة، التي خلقت ظروفا مواتية للتوسع الجماعات الإرهابية، حيث من المتوقع أن تستغل هذه الجماعات اسم فلسطين لتبرير بعض العمليات الإرهابية.